عمـان ـ
ثمن مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني الداعمة لحرية الصحافة والإعلام وحرص جلالته الأكيد عدم المساس بسقفها في سياق من المهنية والمسؤولية بوصفهما الأساس الموضوعي لرقي الأداء الصحفي وتحقيقه منجزات ذات قيمة، وحظر فرض أية قيود تعيق تلك الحرية في ضمان تدفق المعلومات إلى المواطن أو فرض إجراءات تؤدي إلى تعطيل حقه في الحصول عليها.
والمجلس إذ ينظر بارتياح كبير للتأكيدات الملكية المستمرة على ضرورة النهوض بقطاع الإعلام، فأنه يؤكد بذات الوقت أن جلالته الضمانة الحقيقية لحرية الإعلام والملاذ الأمن للصحفيين كما للأردنيين اذا ما أصابهم ضير أو لحق بهم ظلم أو وقع عليهم اعتداء وهو المنحاز على الدوام لحق الجميع بالتعبير عن آرائهم وحق الإعلام بأن يكون شاهدا وناقلا للحقيقة المجردة من الهوى أو المستندة لأجندة موضع خلاف.
ويؤكد مجلس النقابة أنه دائم التعويل على تمسك جلالة الملك بعدم فرض أي قيود تشريعية من شأنها الحد من حرية الإعلام، بل وحرص جلالته أن تضمن التشريعات الناظمة لشؤون الإعلام منحها مزيدا من الحرية المستندة إلى المسؤولية من جهة، وحقها في سرعة الحصول على المعلومة وانسيابها بما يخدم صناعة الإعلام ويمّكن المؤسسات الرسمية من إبداء الرأي حيال كل القضايا الوطنية في الوقت المناسب ومن جهة أخرى.
ويرى المجلس في استقبال جلالة الملك للزميل نقيب الصحافيين رسالة قوية لكل الأطراف بالتعامل مع الواقع الصحفي والإعلامي بما يليق بهذا القطاع من حيث رسالته السامية ودوره الوطني وضرورة التعامل معه كمكون أساسي من المكونات الوطنية وعنوان ومرجعية للصحافة والصحفيين وللشأن الإعلامي بكل تفاصيله.
وتوقف المجلس مطولا عند المضامين الإيجابية التي وردت في حديث جلالته والدلالات التي حملها اللقاء ورفضه للاعتداءات التي طالت عددا من الزملاء أثناء تغطية اعتصام يوم الجمعة في ساحة النخيل، واطمئنانه عليهم وتشديد جلالته على ضرورة محاسبة المتسببين في تلك الاعتداءات حفاظا على صورة الوطن وسمعة جهاز الأمن العام ، فضلا عن توجيهه للحكومة والأجهزة الامنية لوضع إجراءات تضمن حماية الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام خلال تغطيتهم لمختلف الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
إن مجلس النقابة وهو يطلع على موقف جلالة الملك مما حدث من اعتداءات على زملاء وزميلات يزيد يقينه أن مواقف جلالة الملك جوهرية وأصيلة ومنسجمة مع رؤية جلالته الإصلاحية الساعية إلى تعظيم بناء دولة القانون المؤسسات في سياقها الديمقراطي والمدني والتعددي.
ويعتبر المجلس أن الاهتمام الملكي بشؤون الإعلام يأتي أيضا قناعة بأن الإعلام يشكل مفصلا مهما وأساسيا راهنا ومستقبلا ، ، وأن مدى تقدم الدول والأمم يقاس في كثير من جوانبه بتقدم وتطور الإعلام الذي بات مؤثرا وقادرا على إحداث تحولات عميقة في مسار الشعوب والحكومات.
وهو ما يعتبره مجلس النقابة مسؤولية كبيرة تلقي على عاتقه باعتبار ان النقابة تمثل الجسم الصحفي ولتكون عند ثقة جلالته في تنظيم المهنة والتأكيد على الالتزام بآدابها وأخلاقياتها والحؤول دون تشكيل قوى ضغط عكسي تدعو إلى تقييد حرية الصحافة ووضع عراقيل أمامها حتى لا تقوم بنقل الحقيقية إلى الناس.