اخبار البلد
د.احمد الشناق في مركز الرأي للدراسات حول الورقة الملكية النقاشية السابعة في التربية والتعليم :
الشناق : وزارة التربية والتعليم هي عقل الدولة ، مهمتها إنتاج الإنسان الأردني ....
الشناق : التحدي الأكبر الذي يواجة اوراق الملك النقاشية ، هو في كيفية التوفيق بين النظرية والتطبيق
الشناق: النظرية والتطبيق
طالب أمين عام الحزب الوطني الدستوري د.أحمد الشناق بتطبيق الأوراق النقاشية للملك، فالفلسفة التي تقود العالم المتحضر اليوم هي فلسفة النقاش، والدولة الحديثة هي الدولة التي لديها قدرة تواصلية مع مجتمعها، متسائلاً عن أسباب فشلنا في التنمية السياسية والتعددية، وعن تراجع التعليم.
وأضاف أنّ أكبر تحدٍّ يواجه هذه الورقة هو في كيفية التوفيق بين النظرية والتطبيق، مشيداً بالكفاءات والعقول الأردنية، ومشيراً إلى أن أهمية هذه الورقة في أنها تحدثت عن عقل الدولة «التربية والتعليم» والتي ترتكز مهمتها على إنتاج الإنسان الأردني «إما إلى شارعٍ لممارسة مهنة ما أو إلى جامعة يواصل فيها تعليمه».
وأكد أن ميزة هذه الورقة تتمثل في أنها زاوجت بين الأصالة والمعاصرة لنحسم الأمور بين التيارات، وكيف يطير الإنسان الأردني على جناح الإيمان والثقة بالذات لمفهوم الحضارة العربية الإسلامية بعقيدته الدينية والثقافية، إذ لا سبيل للوصول إلى عالم المعرفة والعالمية إلا إذا طرقنا أبواب العالمية.
ورأى الشناق أنّ هذه الورقة وضعت محددات لمشروع نهضوي تجديدي ريادي، وهو نموذج الأمة على رقعة الوطن الأردني المحدود، داعياً إلى شحذ الهمم في هذا الموضوع.
وأضاف أنها تحدثت عن ربط هوية التعليم بالهوية المستقبلية للإنسان الأردني، وحسم هذا الموضوع بمناهج التفكير التقليدي، فالورقة تدعونا لمغادرة التقليد القائم على التلقين.
وذكر الشناق أنّ العلم التجريبي الذي قامت عليه الحضارة الأوروبية الغربية هو نتاج من الحضارة العربية الإسلامية، فعلوم الكيمياء واللوغاريتمات هما اللذان وضعا ركيزة علم الحاسوب الحديث والصيدلة وهذا نموذج فقط ، فالإسلام حضارة وتقدم، متمنياً على الاتجاهات الإسلامية الموقرة إعادة النظر والتحليل في الآية الكريمة «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، داعياً إلى تشكيل لجنة متخصصة في كيفية بناء الإنسان الأردني وكيفية تقبّل الحوار مع الآخر بما أننا أمة الحوار.
خلل بنيوي
ولفت إلى أن هناك خللاً بنيويّاً في التربية، متمنياً من المختصين في المنهاج التربوي الأخذ بعمق ما أشارت له الورقة النقاشية، إذ إننا نتحدث عن هوية مستقبلية لمجتمع أردني، مؤكداً أنّ قيمة هذه الورقة تنطلق من دقة اللحظة التاريخية التي تمر فيها أمة مهزومة، أبناؤها يتقابلون بالمعسكرات والخنادق، ومدنهم وقراهم تفصلها التخوم، وهذه آخر قلاع بلاد الشام.
وقال الشناق إننا نعيش في عالم مليء بالمتغيرات التاريخية، مضيفاً أنّ في فرنسا وبريطانيا هناك حوار بين اليمين والتطرف ولكن الجميع يذهب لصندوق الاقتراع، فقد حددت آلية الوصول لحسم الخلافات بين المجتمعات، فهي شعوب نقاشية ، وحددت آلية حسم خلافاتها ، متسائلاً: كيف تكون جامعاتنا مصانع للمفكرين، من دون منطق أو علوم الفلسفة؟!
وأوضح أنّ جلالة الملك يتحدث عن قطاع استراتيجي هو التعليم، مشيراً إلى أنّ القطاع الاستراتيجي يحتاج استراتيجية وخطة وطنية برؤية مستقبلية وهذه تحتاج منا جميعاً كأردنيين حكومةً ومؤسسات مجتمع مدني وأحزاباً وأفراداً معرفةً بمهمتنا ودورنا المستقبلي وكيفية الوصول لغاياتنا عبر أدوات و تحديد الأولويات، وبرأيه فإنّ كل محدد في الورقة بحاجة إلى الكثير من الحوارات، وذلك قبل البدء بما ذهب إليه جوهر الورقة في الحوار وأدب الاختلاف مع الآخر.
ورأى الشناق أنّ هذه الورقة من ناحية فكرية فلسفية واقعية تكمن قيمتها في أنها أتت بمرحلة من أصعب المراحل على الأمة العربية، وفي مرحلة لا تقبل على الأردنيين العودة للوراء خطوة واحدة، ولا تحتمل الانتظار طويلاً، فقطار العالم سائر، ولا ينتظر المترددين على أبواب المحطات.
وتساءل عن دور وزارة التنمية السياسية في تطبيق هذه الورقة، بحيث تلتقي بالأحزاب لتطرح أفكاراً بعيدة عن الزوايا المغلقة والغرف المعتمة ، لتنطلق من الحقائق والوقائع الأردنية ، متسائلاً: كيف يمكن النهوض إذا كانت مراكز الدولة ووزاراتها معطلة عن آليات الحوار ؟!، مؤكداً أن التحدي الأكبر ليس في الوصول إلى العالمية، إنما بتجاوز الأردنيين النظرية نحو التطبيق في مواجهة التحديات.