أخبار البلد - جلنار الراميني - بارتداء "بدلة" بيضاء إفرنجية،وتواجد كلبة معه في دعوته لعيد ميلاده ،من خلال لوحة على الطريق العام ،في جبل اللويبدة،وبتمرد مجتمعي على مألوف مجتمع شرقي،وبمخالفة ما يعرف،روّج الشاب علي صرصور لعيد ميلاده بطريقة ،باتت حديث مواطنين ،اعتبروا الأمر غاية من"الطرافة" وضرب من ضروب الغرابة،علما انه أحد أبطال برنامج"صد رد" الذي لاقى الاستحسان الشعبي،أنقر هنا" لمشاهدة تفاصيل دعوة عيد الميلاد.
وأمام شاب يبلغ من العمر (26) عاما ،نجد أنه شاب مبدع في تصميم "البدلات الإفرنجية" من أقمشة الكنب والستائر،عدا على أنه شاب بسيط ،يحب المغامرة في أفكاره،متحديا انتقادات قد تطاله ،ولكنه برهن للكثيرين أنه لا يأبه لمن يتحدث بسلبية عنه،ما دام ما يفعله لا يطال عادات مجتمع وأعرافه،او ينسلخ عن الشريعة،وأمام الكشف عن تفاصيل حياته نجد أن المقابلة اتجهت إلى حديث في اتجاه آخر ،نتيجة لوجود ما يثير الانتباه.
"أخبار البلد" ،وجدت أنه من الأجدر الحديث مع "علي صرصور" صاحب فكرة الدعوة للإعلان عبر لوحة،حيث أن الدعوة عامة" ،لفضّ تساؤلات عدة طرحها كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة،فأضحى الأمر أقرب إلى "إثارة الجدل"،وننوه أن كثيرين سيجدون أن هذا الموضوع لا داعي له ،إلا أنه حريّ أن يتم إرضاء جميع الأذواق في تناول المواضيع.
كيف جاءت الفكرة ؟
أحب الخروج عن المألوف في طبيعة الحال وارتأيت أن أدعو أصدقائي من خلال لوحة أضعها على الشارع،بعيدا عن الاتصال الهاتفي،أو مواقع التواصل الاجتماعي،فجاءت الفكرة دون دراسة بل فجأة .
هل كان هنالك حضور لافت لعيد ميلادك،وكم تكلفة إقامته؟
نعم،لا بأس به،فلقد حضر (85) مدعوا بينهم عائلتي وأقربائي،حيث كان منهم (40) شخصا لا أعرفهم ،الأمر الذي أسعدني ،ولقد تشرفت بحضورهم إلى عيد ميلادي الذي صادف يوم الثلاثاء الماضي،ولقد كلّفني ما يقارب (380) دينارا.
ما قصة "الكلبة" في إعلان الدعوة؟
هذه الكلبة تدعى "جولي" وأحبها بدرجة كبيرة وأحافظ عليها،ولقد
قمت برعايتها منذ كان عمرها أشهر،والآن عمرها (5) سنوات،وأقدم لها الرعاية
والاهتمام،فهي في النهاية روح ،ويجب أن يتم العناية بها،وهي بالنسبة لي شيء مهم لا
استطيع الاستغناء عنها.
لماذا اخترت لون "البدلة" بيضاء ،رغم أن المتعارف عليها بدلة
سوداء؟
أنا بطبيعة حياتي أحب الابتكار،وأنا وجدت أن اللون الأبيض ليس بغريب،فأنا مصصم بدلات إفرنجية ،فوجدت أنه من المناسب الإعلان عن عيد ميلادي بهذه البدلة.
أنت تتحدّث عن خروج عن المألوف ،كيف طبقت ذلك في تصاميمك؟
أقوم بتصاميم بدلات من أقمشة الستائر والكنب،عدا عن اختيار ألوان تعتبر غريبة على تصاميم بدلات رجالية،كاللون الأحمر،والبرتقالي ،والأخضر،علما أنني أملك(71) بدلة بمختلف الألوان،والتصاميم.
إعلان عيد ميلادك بهذه الطريقة ،هل لاقى الاستحسان أو الانتقاد أكثر؟
لا أخفي عليك ..فلقد كان هنالك انتقادات كثيرة في طريقة الدعوة،فالأمر غريب على مجتمعنا،ولكن لا أجد ان الأمر خاطئا،ولكن هنالك كثيرين أشادوا بالفكرة ،ولا أنظر إلى الانتقاد أو أرد على المنتقدين ما دمت لا أرتكب خطأ،فأجعلهم يتحدثون دون رد مني.
هل تعتبر نفسك متمرد على المجتمع؟،وما مدى رضا عائلتك عن هذه الفكرة؟
لست متمردا،بل مغامرا بأفكاري،وقد تجاوبت عائلتي مع الفكرة .
الشاب صرصور أعزب ،لديه (4) أشقاء و(8) شقيقات،ولديه ثقة كبيرة في
نفسه،علما أنه دراسته توقف عند الصف "الثامن" ،ولكن هذا لا يمنعه من
الثقافة،عدا على اسلوب حياته يتصف بعلاقات اجتماعية مع من حوله،وصاحب
"فزعة" في المواقف العصيبة.
لقد احتوى الإعلان على داعمين حيث "كافيه" ومطعم" ..كيف
قدموا الدعم لك ؟
لقد قدموا لي العصائر المجانية،و"الكيك" وأصنافا من الطعام ،ولقد كانت الحفلة جميلة والحمد الله.
ما ميزات الحفلة ،ولماذا اخترتها أن تكون "غير مختلطة"؟
لقد كانت "ملتزمة" ،فلا يوجد فيها ما يخالف الشرع،ولقد راعيت أن تكون "غير مختلطة" احتراما للمجتمع الملتزم الذي نعيشه،وما الحفلة إلا فكرة أحببت أن أجربها.
المأخذ على الحفلة أنها تمت في توقيت تزامن مع القرار الأمريكي الأخير بشأن
القدس ..لماذا لم تلغ "عيد ميلادك" كنوع من التضامن؟
سؤال طبيعي،لقد كان عيد ميلادي بالمناسبة يوم السبت الماضي الموافق 9/12،إلا أنني ارتأيت ان أقيمه يوم الثلاثاء،وأنا أفتخر بأصلي الفلسطيني وهويتي الأردنية،وأنا بالنهاية عربي ،قومي ،وستظل القدس عربية ،ولقد نوهت لهذا الأمر عبر صفحتي على "الفيس بوك"،كما أنني قمت بتصوير عدة مقاطع "فيديو" تتحدث عن فلسطين،والقدس.
وأمام خفّة ظله ،نجد هذا الشاب،يسعى إلى الطرافة في حياته ،ولا يجدّ نفسه إلا شابا عصاميا أخذ على عاتقه أن يكون راسما الابتسامة ،متألقا بتاصميمه،شراعه التزام مع الله عزوجل ،حيث أنه محافظ على صلاته،يتعلمّ من الحياة الصبر والتحدي،لا يشغل نفسه إلا بما يرضي ذاته.
ماذا ستقول في ختام اللقاء؟
في البداية أحيي القدس،وما القدس إلا عاصمة فلسطين الأبدية وأشكر كل من قدم
التهنئة والتبريك في عيد ميلادي ،وأشكر "أخبار البلد" التي أتاحت لي
الفرصة لأعبر عما يجول بخاطري ،واتمنى الخير والسعادة للجميع.