التطبيق يحتوي على ، لعب "البوكر" و" الجوكر" ،
و"بلوت"، وهي وجوه لعملة واحدة ، ألا وهي الذهاب لبراثن الفساد ،
والقضاء على القيم والأخلاق ، وقد يتعدى الأمر إلى السرقة أو القتل، أو المشاجرات
الساخنة في سبيل الحصول على المال ، فهي تقوم على نقاط معينة ، وتحتاج إلى بطاقات
شحن ، او ما يسمى بـ "الرقائق" يتم شراؤها من وكيل معتمد للعبة في الأردن
، من خلال تحويل المال له ، حيث يقوم
بدوره بإرسال "رقائق" أو نقاط للشخص المعني ، من اجل اللعب، بعد التأكد
من تحويل المبلغ له .
وقد أصبحت اللعبة تستولي على الاهتمام ، والأولويات ، دون النظر إلى ما يحيط من أحداث ساخنة ، ويمكن القول أنها لعبة شيطانية استحوذت على عقول الشاب العربي ، ليرتمي في شباك بعيدة عن الأمة والقضايا الهامة .
أطفال برسم الضياع
ولم يقتصر الأمر على فئة معينة ، بل وصل الأمر ، إلى الأطفال ، فقد هُدمت
طفولتهم ، واستُبيحت براءتهم ، فأصبحوا يُحمّلون التطبيق على أجهزتهم الخلوية ، في
سبيل الفضول ، ليُصبح الأمر فيما بعد ، خطرا ، ليصل بهم الحد إلى سرقة المال من
ذويهم ، أو بيع مضاغ ذهبي ، عدا عن اللاأخلاقيات التي تتضمنها اللعبة ، والتي من
شأنها الوقوع في "مياه عكرة".
ضحايا وقعوا فريسة لتلك الألعاب الماجنة ، تحدّثوا لـ"أخبار
البلد" عن تجربتهم مع تلك اللعب ، وكان الندم سيد الموقف ، وصل بهم الأمر إلى
السجن ، لعدم قدرتهم على سداد الدين ، نتيجة للعبة .
شخص يُهدد أبناءنا
يقول أحد أولياء الأمور " لقد شاهدت بالصدفة ابني يلعب هذا اللعبة ،
فاعتراني الفضول للكشف عن ماهيتها ، لأكتشف أن الأمر خطر جدا ، نتيجة للمضامين
التي تتجاوز الخطوط الحمراء في الأخلاق والقيم".
يزيد لـ"أخبار البلد " : علمت حينها أن هنالك أطفال يقعون فريسة
هذا التطبيق، الأمر الذي يعني دق ناقوس الخطر ، وإعطاء صفة الاستعجال لمعالجة هذا
"الفيروس".
منوها ، أن هنالك شخص – نتحفظّ عن ذكر اسمه – يعمل على استدراج الأطفال
والشباب ، من خلال بيعه للرقائق وبطاقات الشحن بأسعار خيالية ، حيث يطلب من
"الزبون" بتحويل مبلغ مالي ، ليقوم بعدها بتحويل "الرقائق" .
وطالب الجهات الأمنية والرقابية ، بوضع حد لهذا الشخص ، نتيجة لكونه وكيل
معتمد للعبة الصينية ، حيث لاقت اللعبة رواجا في المجتمع الأردني ، ولكافة أطيافه
، وكافة الأعمار – على حدّ تعبيره - .
مشددا على أهمية إلغاء التطبيق من قبل الجهات المعنية ، والإسراع في القبض
على الشخص ، كونه يتلاعب بالأطفال والشباب ، مبينا أنه تم إيقاف تحويلات الشخص
المقصود ، نتيجة لكثرة الشكاوى عليه.
إدمان لا يمكن شفاؤه
ويذهب "أبو توفيق" للحديث عن تلك اللعبة والتي أصبحت بالنسبة له "إدمان" ، نتيجة
لطبيعتها والتي تُجبر لشخص على لعبها مرارا ، مشيرا إلى أنه حاول التخلص منها ،لكن
دون جدوى .
وأوضح لـ"أخبار البلد" ، أنه يُعاني كثيرا جراء لعبه المستمر بها
، يقول " أنا اب لـ(3) أطفال ، ووضعي المادي ميسور ، ولكن زادت مصاريفي بعد
تعرفي على اللعبة ، حيث أثقلت كاهلي ، بطريقة غير طبيعية وكأنني متزوج من امرأة
ثانية".
لافتا، إلى أن عددا من أصدقائه ، يلعبون باللعبة ، حيث تعرّف على التطبيق
من خلالهم ، حيث أنهم يعودون من عملهم ، ليبدأون اللعب لساعات طويلة، تصل لساعات
الفجر ن دون اكتراث لعائلة أو التزامات اجتماعية .
عدا عن مشاكله المستمرة مع زوجته ن نتيجة لمكوثه طويلا على جهازه الخلوي دون النظر إلى مطالب الحياة والواجبات المناطة إليه – بحسب تعبيره -
"السجن" لتراكم الديون
ولم يسلم عبد الله (23) عاما ، من هذا الفيروس الفتّاك ، فقد اصبح يعاني من
اللعبة ، فهو يعمل "كونترول باص" ، وقد وصل به الأمر إلى الاستدانة في
سبيل اللعب ، ، يضيف " أنا مهدد بالسجن ، في حال عدم دفع 1800 دينار ، الذي
قمت باستدانتهم لتحصيل رقائق خاصة باللعبة".
وعن الشخص الذي تعامل معه ، في سبيل الحصول على الرقائق ، أشار أنه ذات
الشخص الذي يتعامل معه الجميع ، وهو شخص يستغل "إدمان " الكثيرين للعبة
، لتحصيل مبالغ كبيرة من زبائنه.
ولفت ، إلا أن لديه العديد من الالتزامات المادية ، وأصبح هذا التطبيق " ، الشغل الشاغل للكثيرين من أصدقائه ، موضحا أن اللعبة تتضمن إيحاءات جنسية ، وألفاظ بذيئة ، والتطاول على الزعماء العرب ، عدا عن وجود دردشة بين عدد من الأشخاص تصل إلى التعارف بين شاب أو فتاة ووقوع ما لا يحمد عقباه .
ونوه عبد الله ، إلى أنه قام بحذف التطبيق من جهازه مرارا، إلا أنه يعود ويقوم
بتنزيلها من جديد ، يردف قائلا " الأمر بات أشبه بتعاطي المخدرات ، فأنا وصلت
لمرحلة اليأس من هذه اللعبة ، والتي أصبحت تجري في عروقي ، ولقد ابتعدت عن علاقاتي
العائلية والاجتماعية ، لممارستي المستمرة لها".
وعن كيفية تعرفه عليها ، بين أن أحد أصدقائه ، شجّعه على ممارستها ، حيث لم
يتوقع ان يصل به الأمر إلى عدم القدرة على نسيانها .
وعرج عن كيفية الحصول على المال ، حيث يقوم بشراء جهاز خلوي وبيعه ، ليربح به ، في سبيل القدرة على اللعب ، يقول " حياتي باتت عدم ، فطبيعة عملي لا تسمح لي بهذا الوضع ، وأصبحت مدمنا ، واللعبة بعيدة كل البعد عن الأخلاق لمضامينها البذيئة".
وبصوت يعلوه الندم ، يقول : لقد قمت بتحطيم عدة أجهزة خلوية كانت بحوزتي
خارجا عن إرادتي ، نتيجة لخسارتي في اللعبة لمرات عدة ، فقد استهلكت مبلغا كبيرا
من النقود في ذات الليلة ، ما حدا بي إلى تحطيم جهازي كنت قد اشتريته بمبلغ (200)
دينار.
(100) دينار أسبوعيا
ويبدو أن محمد (29) عاما ، أصبح في حالة لا يرثى لها نتيجة لعدم قدرته على
التخلص من اللعبة ، حيث أنه يعمل "سائق باص" ، ولا يكاد يمر أسبوع إلا
ويقوم بشراء رقائق للعبة بقيمة (100) دينار – بحسب قوله - .
محمد روى لـ"أخبار البلد" ، معاناته نتيجة لكونه أصبحة فريسة
للعبة تعتبر خطرة ، لافتا أنه يعاني الأمريّن ، نتيجة لحالة الإحباط الذي يستولي
عليه، منذ سنة و(5) شهور، حيث تأثرت نفسيته بشكل واضح ن وتردي علاقاته الاجتماعية.
مشيرا ، انه كان يفكر بالزواج ، إلا أنه اللعبة جعلته يطرد هذه الفكرة من
رأسه مطلقا ، يقول " اللعبة شيطان بمعنى الكلمة ، ولا أبالغ في ذلك ".
"أنا صراع مع نفسي ، وما دامت اللعبة موجودة ن فهذا مؤشر خطر، سيدفعنا
كشباب إلى الهاوية ، فاللعبة تشدّ بطريقة غريبة جدا ، وكأنها تجري في العروق ،
وأنا مصدوم من نفسي ،ولقد كنت في السابق أخلد إلى النوم بعد عودتي من يوم شاق ،
لكن اليوم فأنا بالكاد أنام ، لشغفي بها"،مشيرا ، إلى انه يستدين في سبيل
توفير مبلغ من المال .
من جهتها ، توصلّت "أخبار البلد" إلى رقم هاتف وكيل اللعبة ،
لمعرفة حيثيات الامر ، وماهية الشحن ، إلا أن محاولات الاتصال باءت بالفشل .
وقامت من جهتها "أخبار البلد" بالتواصل مع هيئة قطاع الاتصالات ،
للوقوف على حيثيات الأمر ، ومعرفة مدى اهتمام الهيئة في هذا الشأن ، والإجراءات
اللازمة للحيلولة دون تفشي هذا التطبيق ، وتخليص الكثيرين من هذه اللعبة ، إلا أنه
لم يصل الرد حتى لحظة كتابة التحقيق .
ومن منبر المسؤولية الإعلامية ، فإن أصوات الكثيرين يعتبر صوتا صارخا لا بد
من صدى له ، من قبل الجهات المعنية ، خاصة الأمنية ، وقطاع الاتصالات ، لوأد هذا التطبيق من الأجهزة الخلوية ، في ظل ما المشاكل التي باتت تُسيطرعلى فئة لا بأس
بها ، لينعق بوم الخطر بوجه فلذات أكبادنا.