الاعلام الرياضي يفتقد حكمة السعيد
- الإثنين-2017-06-19 | 11:41 am
أخبار البلد -
أخبار البلد -
حقا صدق الشاعر العربي ابو فراس الحمداني حين قال :
سيذكرني قومي اذا جد جدهم ..وفي الليلة الظلماء يفقتد البدر.
والبدر الذي نفتقد في هذه الايام العصيبة هو الاعلامي الرياضي المرحوم باذن الله نظمي السعيد, الذي حمل صفات قل نظيرها بين أهل الاعلامي الرياضي حاليا, بل ان وجود الرجل كان حاجز وسدا منيعا بين أطماع الكثيرين في الحصول على ما ليس لهم , وكان يكبر بالاعلام الر ياضي والاعلاميين, لذا لم نجد خلال حياته من يتجرأ على الاعلام الرياضي بالطريقة الحالية, سواء أكان هذا المتجرىء مؤسسة اعلامية أو فرد بذاته, كما لم يكن ليرضى بانتهاك البعض لاخلاق المهنة في طريقهم للبحث عن منصب , ولو كان بيننا لوقف في وجه من يتراكضون على ابواب اللجنة لأجل تدمير الاتحاد بدعم في الخفاء من الاولمبية التي لا تريد لهذا الصرح بان يبقى متماسكا.
ولم يكن السعيد وكبار جيل الرعيل الاول من مصطفى صالح وسمير جنكات ومحمد سعد الشنطي ومحمد المعيدي ليسمحوا بان يخرج الصراع في الاعلام الرياضي صوب اي جهة أخرى, فكانوا حصون الاعلام الرياضي, وكانوا يسعون لحل اي مشكلة في الاعلام الرياضي بين زملاء المهنة, لكن هذا الحصن الحصين تهاوي بوفاة المرحوم السعيد وابتعاد صالح وجنكات والشنطي والمعيدي, لنجد ان العديد من اصحاب الفكر السقيم في اعلامنا أرادوا تقمص دور السعيد وتناسوا ان المرحوم كان يجمع ولا يفرق, وكان يعطي ولا ينتطر الرد, فكان صاحب خلق رفيع, فأحبه الجميع وبلا استثناء, لانه كان شريفا في منافسته طيبا ورائعا في معشره, فمن اراد ان يكون مكانه في الاعلام 'وهنا لا أعني في مركزه الوظيفي ' حيث اتحدث عن مركزه الخلقي العام في الاعلامي الرياضي وهو ما انعكس على تعامل جميع المؤسسات الاعلامية بصورة حضارية , اقول من يبحث عن مكان السعيد فعليه ان يمتلك خلقه وعزه نفسه ومحبته للجميع, وعندها لن نجد اي معضلة بين زملاء المهنة ولن نجد من يرضى بقيام اي شخص بمحاولات الاستئثار بالاعلام الرياضي عبر استغلال الاولمبية بدلا من اثبات الذات باللجوء الى صناديق الاقتراع, ما كان السعيد يريده عبر السنوات الطويلة التي قضاها في الاعلام بان يكون هناك تشارك بين الجميع والهدف وحده الصف وجمع الكلمة.
رحم الله الزميل مظهر السعيد, صاحب المدرسة الخاصة في الخلق الاعلامي وصحاب المدرسة الخاصة في الايثار وحب الاخرين, والرجل الذي دافع سنوات طوال عن كيان الاعلام الرياضي , وكان همه ان يكبر الاتحاد, فيما يريد البعض تقزيم الاعلام الرياضي ومنحه صفة تابع من الدرجة الاولى كما هي شخصيتهم, لذا فانهم يبحثون عن شبح اتحاد حتى يتداوروا على رئاسته , لعلهم يكبرون بما يراه الكبار صغيرا.