اخبار البلد
محمد عشا
هو اللقاء الصحفي الاول له فلم يعمل مقابلة او تصريح صحفي بالرغم من جميع المحاولات والضغوطات التي مورست عليه من الزملاء الصحفيين والاعلاميين وهم اصدقاؤه الا انه ابى ان يخرج الى الاعلام خوفا من ان يقال انه يريد استثمار اسم والده من اجل .
مقابلة استمرت لمدة ساعتان ونصف حدثنا بها عن امور كثيرة سوف نقوم بسردها ونشرها لاحقا , لما تحمله من توثيق مصور لحياة احد شخصيات الاردن الهامة والذي يذهب البعض الا انها (حابس المجالي ) ساهمت في ارساء ركائز الدولة الاردنية واستقراره
سيف الذي عمل في الديوان الملكي منذ عام بعد تخرجه من الولايات المتحدة سنة 1987 حتى عام 2000
في التشريفات الملكية ووضع بصمة كبيرة في الاتقان في العمل وبعدها نقل الى رئاسة الوزراء مستشارا الى هذا الوقت , لديه ولدين طارق وحابس تخرجا من بريطانيا حيث اصر احد ابنائه واسمه حابس الا ان يلتحق بالسلك العسكري الجيش العربي لعشق هذه العائلة بالجيش والنظام سواء اما ابنه الاخر فقد اختار ان يعمل في لقطاع الخاص .
وعندما تطرقنا في الحديث عن المشير حابس المجالي وعن قربه له قال انني كنت اقرب اخوتي الى والدي فلم يكن ابا لي فقط , فقد كان اخا وصديقا وقائدا وملهما تعلمت منه اشياء كثيرة في حياتي منها الصبر والحكمة .
وعن حياته الاسرية في ظل المسؤوليات الملقاة على عاتقه طوال تلك الفترة قال لنا ان حياة حابس كما تعلمون مليئة في المفاصل كما هي احداث الدولة الاردنية
حابس والعائلة
في كل نهاية اسبوع كان المرحوم حابس على موعد مع ابناء عمومته واقاربه يتفقد حاجياتهم ويذلل الصعوبات عليهم ويمد يد العون لهم في اي شيء يريدونه ولم يكن يقول لاحد سواء اولاد اعمامه او اي شخص يلتقيه او حتى ضباط الجيش سوى كلمة يا ابني , لانه يعتبرهم ابناء له
واضاف ان حابس كان قائد الخاص للملك المؤسس عبدالله الاول وشكل اول كتيبة عسكرية اردنية خالصة سنة ال 48 بامر من جلالته وساهمت في صد الاجتياح الصهيوني على فلسطين وهي مليئة جدا لكن ساقول لكم اهم محطات حدثت مع المشير حابس المجالي منها كنت مطلع عليها بشكل شخصي ومنها كان يقولها لي هو مباشرة .
فقد امره جلالة الملك المؤسس عبد الله الاول بانشاء اول كتيبة عربية خالصة من اجل التصدي للعدوان على فلسطين سنة 1948 , والحق بها مخاسر كبيرة كما تعلمون .
رفض حابس السلام على الاسرائيليين بعد اتفاقية وادي عربة
عندما اتى رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق رأبين ووزير خارجيته شمعون بيريز الى الاردن بعد اتفاقية وادي عربة قال للملك الراحل الحسين بن طلال ان اكثر شخص كان يلحق بنا الخسائر في جميع حروبنا مع العرب هو المشير حابس المجالي ..
وكان إسحاق رابين انذاك رئيسا للوزراء واتى على راس وفد رفيع المستوى وطلب من جلالة الملك الحسين ان يسلم على المشير حابس المجالي وان يتعرف عليه , وكان المشير حابس المجالي انذاك متواجدا في مزرعته في الغور وطلبه جلالة الملك من اجل السلام عليهم , فقال له المشير ( سيدي طيلة حياتي لم اعصي لك امرا ولم اقل لك كلمة لا لكن ارجو ان تعذرني في السلام عليهم لانه ماذا ساقول لزملائي الذين استشهدوا في الحرب عندما القاهم ارجو ان تعفيني ياسيدي ) فطلب منه جلالة الملك ان يحضر المناسبة لكبار الشخصيات من كلا الطرفين الاردني والاسرائيلي وحضرها حابس الا انه لم يسلم عليهم وفاء لزملائه .
حيث كان الاعلام الاسرائيلي مصلطا تغطيته على المشير حابس وهو جالس بين الحضور
حابس وياسر عرفات
وفي احد الايام اجتمع الرئيس الفلسطيني الراحل المرحوم ياسر عرفات بالمشير حابس وقال له نحن الشعب الفلسطيني منذ ان بدانا نحارب اليهود لم نلحق به خسائر مثلما لحقت انت به .
حابس المجالي وسمير الرفاعي الاول .
فيما يعرف بحادثة الانقلاب (الصادق الشرعي ) وكان جلالة الملك انذاك خارج البلاد اصدر المشير حابس المجالي بصفته قائدا عاما امرا بالقاء القبض على مدبري الانقلاب وكان سمير الرفاعي الاول رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع انذاك فبعث اليه رئيس الاركان ومعه كتاب الى الرفاعي (رئيس الوزراء) من اجل التوقيع عليه كونه وزيرا للدفاع فرفض التوقيع وعندما عاد رئيس الاركان اليه واخبره بالرفض ذهب حابس المجالي كونه القائد العام معينا من قبل جلالة الملك في تلك الفترة وقال للرفاعي في مكتبه بدار رئاسة الوزراء إنه لم تقم بالتوقيع على الكتاب من اجل القاء القبض على الانقلابيين سوف اقوم بالقاء القبض عليهم كوني قائدا عاما للبلاد , حيث كان معه ارادة ملكية انه اذا حدث اي خلل امني في المنظومة الامنية فانه يحمل كافة الصلاحيات . وأخرجها اليه ( الإرادة الملكية ) ومن بعدها قام بتوقيع الكتاب بإلقاء القبض عليهم
تفجير مبنى رئاسة الوزراء
في سنة 1960 او ما يعرف بتفجير مبنى رئاسة الوزراء وراح ضحيتها رئيس الوزراء انذاك هزاع المجالي توجه الملك حسين الى مبنى الرئاسة فاعترض طريقه المرحوم حابس المجالي على دوار صويلح فقال له لن ادع تذهب الى هناك لان الوضع غير امن حتى لو اضطررت لاستخدام القوة من اجل الحفاظ على سلامتك فانا قائدا عاما مهمتي الحفاظ على امن وسلامة البلد وامن وسلامتك انت ايضا , فانصاع المغفور له جلالة الملك الراحل ولم يذهب.
حابس المجالي والجامعة الاردنية سنة 1962
عندما كان البريطانييون يقدمون مساعدات عسكرية الى الاردن طلب منهم حابس سلاحا لا يصدأ فقالو له ( البريطانيون ) هل يوجد سلاح لا يصدأ فقال له نعم العلم , وطلب منهم قيمة المساعدات التي سوف تقدمها بريطانيا للاردن في تلك الفترة بان تكون انشاء الجامعة الاردنية وكانت اول جامعة في الاردن , لذلك اطلق عليه اسم حابس المعلم .
حابس المجالي ووصفي التل
اختصر سيف وصف العلاقة بين حابس المجالي ووصفي التل بانهم كانوا اكثر من اخوة وعند استشهاد وصفي قال انني لم ار والدي حزين بهذا الشكل على احد فقد كانا متلازمين مترافقين طيلة الوقت فرحيل وصفي التل كانت فاجعة كبيرة على والدي .
قروض الضباط في الجيش العربي البنكية وكفالة حابس لها
كانت في فترة من الفترات الضباط يجدون صعوبة في الحصول على قروض من البنوك وانهم بحاجة الى كفلاء , فقد كان يقوم المشير حابس المجالي بكفالتهم هو ومساعديه .
وقد كان له الفضل في ان توضع اراضي الدولة باسم القوات المسلحة وحين استفسر منه الملك الراحل حسين عن هذا الامر قال له ان القوات المسلحة هي من تحمي تراب الوطن ولن تجد اامن منها على هذه الاراضي .
حابس والملك فيصل بن عبد العزيز والعقبة
كان والدي تربطه علاقة وطيدة وشخصية بملوك وامراء الخليج ففي احدى المرات ذهب والدي الى المغفور له باذن الله جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز وقال له ان جيرانك (الاردنيين ) متضايقين من عدم وجود بحر لديهم طالبا منه ارض العقبة من اجل ان تكون المنفذ البحري والاقتصادي للاردن فقال له الملك فيصل ( ابشر بالي اجيت فيه يا ابو سطام انت ما بنترد خايب )
حابس والملك عبد الله الاول في القدس (لاتحبسني يا حابس )
كان المشير حابس يستشعر انه يوجد هناك خطر على سلامة الملك فطلب منه ان لايذهب الى المسجد الاقصى بالحاح كبير , فقال له الشهيد الملك عبد الله لا تحبسني يا حابس واصر ان يدخل المسجد وجرى ما جرى , وكانت وصية الشهيد الملك عبد الله الاول لحابس وهو في وضع صحي حرج كان يوصيه بالملك حسين دير بالك على حسين يا حابس .
احداث 1967
طالب المشير حابس من المغفور له حسين بن طلال بان يدخل الجيش العربي الى القدس حتى وان وصلت الدماء الى الركب عندما كان التحالف العربي لمواجهة اسرائيل ولم تكن القيادة وقتها بيد الاردن والا لكان الوضع غير هذا الذي نحن به الان وعين بعدها وزيرا في الدفاع سنة 1968 .
حابس وجلالة الملك عبد الله الثاني (دير بالك على البلد )
حين كان يرقد الغفور باذن الله تعالى حابس المجالي في المدينة الطبية في اخر ايامه اتى جلالة الملك عبد الله الثاني لزيارته وقال له بماذا توصيني يا باشا هل تامرني بشي افعله لك او لاولادك فكان طلب المشير له انه دير بالك على البلد .
وللحديث بقية