أخبار البلد-

منذ الأيام الأولى لحملته الانتخابية، والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يركز خطابه على نسف كل ما يعتبره الديمقراطيون إنجازاً نجحوا في تحقيقه منذ وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى البيت الأبيض قبل نحو 8 سنوات.

الجمهوري "ترامب"، فاز برئاسة الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، بعد حصوله على 276 صوتًا من المجمع الانتخابي، مقابل 218 لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، حسب نتائج الانتخابات.

"ترامب"، الذي دخل البيت الأبيض مؤخرا، للتباحث مع "أوباما"، حول إجراءات انتقال السلطة سلمياً وبسلاسة، من المؤكد أنه استمع إلى الأخير، وهو يحاول إقناعه بجدوى أهم سياساته، في محاولة يائسة أخيرة كي لا يقوم ترامب بإنهائها.

ويمكن تلخيص تلك "الإنجازات" على النحو التالي:

1. قانون التأمين الصحي بتكاليف معقولة:

والذي يعرف على الصعيد الشعبي باسم "أوباما كير"، والذي استطاع تأمين الرعاية الصحية باهظة التكاليف لحوالي 20 مليون أمريكي إضافي، بعد أن كان هؤلاء لا يستطيعون ذلك.

القانون تعرض لمحاولات نقض عديدة من الجمهوريين، إلا أنها فشلوا بسبب عدم حصولهم على أغلبية كافية، وبسبب استخدام الرئيس (أوباما) لحقه في النقض (فيتو)، إلا إن ترامب، تعهد "بإزالته (القانون) واستبداله".

والجمعة الماضية، صرّح ترامب، أنه يفكر بالإبقاء على بعض شروط "أوباما كير"، بناء على طلب من الرئيس الديمقراطي، وهو أمر فسره البعض على أنه بداية لتراجعه عن وعوده الانتخابية.

2. الاتفاق النووي مع إيران:

رغم أن ترامب، لم يتعهد بإنهاء الاتفاق النووي مع إيران، إلا أنه وعد بإعادة التفاوض عليه بعد "تفكيك هذه الاتفاقية الكارثية مع إيران".

وكشف تقرير للمنظمة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، أن إيران كانت تخزن في الفترة الماضية "ماء ثقيلاً" أكثر مما هو مسموح لها بحسب الاتفاقية النووية الموقعة مع الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا.

وطبقاً للتقرير، فإن إيران خزّنت 130 طن متري من الماء الثقيل المستخدم في المفاعلات النووية، بزيادة تقدر بـ 100 كيلوغرام.

وكان الرئيس الإيراني حسن الروحاني، أكد الأربعاء الماضي، أن دولة واحدة لن تتمكن من إلغاء الاتفاقية، وهو أمر غير صحيح كون الاتفاق سياسي ولم يصل لدرجة المعاهدة ليصبح ملزماً مهما تغيرت القيادات السياسية للبلاد.

وفي 14 يوليو/تموز 2015، توصلت إيران إلى اتفاق نووي شامل مع القوى الدولية (مجموعة 5+1)، يقضي بتقليص قدرات برنامجها النووي، بعد حوالي عامين من المفاوضات، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها بهذا الخصوص.

3. تعهد ترامب بتحسين العلاقات مع روسيا

وعد ترامب، بأنه سيقيم علاقات أفضل مع روسيا التي تفرض عليها الولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية جراء تدخلها في أوكرانيا، واحتلالها إقليم القرم الأوكراني، ودعمها لنظام الأسد في سوريا.

وامتدح ترامب، في لقاء له مع قناة "أم آس آن بي سي"، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أكثر من مناسبة، وقال عنه إنه "على الأقل رئيس، بعكس ما لدينا في هذه البلاد"، في انتقاص واضح من شأن الرئيس الأمريكي أوباما.

وقال في تجمع لمناصريه نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: "أنا لا أعرف بوتين، لكن الآن حسناً إذا ما استطعنا أن ننسجم حقيقة مع البلد الآخر".

وتابع في خطابه نفسه "أنهم (الروس) يريدون النيل من داعش، نحن كذلك نريد النيل من داعش، وإذا ما وضعنا كل شيء سوية (وحدنا جهودنا)، فسنتمكن من القضاء عليهم نهائياً".

أوباما، من جهته قال، الأسبوع الماضي، إنه سيحاول "إقناع" ترامب، الإبقاء على بعض سياساته المهمة؛ ومن بين ذلك الأوامر الإدارية التي أصدرها وتضمنت عقوبات اقتصادية ضد روسيا".

4. نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس

رغم أن عدم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، يعود إلى عهد الرئيس جورج بوش الابن، إلا أن الرئيس أوباما، حافظ على تجديد رفضه لاتخاذ هذه الخطوة كل ستة أشهر أسوة بسلفه.

ويعتبر الرفض الرئاسي لنقل مقر السفارة، رداً قانونياً على رفض قرار أصدره الكونغرس الأمريكي في 2002، بتحويل السفارة إلى القدس.

وتمثل عملية نقل السفارة الأمريكية، اعترافاً ضمنياً بكونها (القدس) عاصمة لإسرائيل.

ولقد وعد ترامب، بكسره هذا التقليد الذي تناوب عليه سابقيه، حال تقلده منصب رئاسة البلاد.

5. التعامل مع ملف المهاجرين

على صعيد الهجرة، أصدر أوباما، أمراً تنفيذياً يسمح لمن جاء إلى الولايات المتحدة طفلاً بشكل غير شرعي، للبقاء داخل البلاد مدة سنتين قابلة للتجديد.

وبحسب مجلة "نيويورك"، فإن عدد الذين تم تسجيلهم من الذين يشملهم الأمر التنفيذي، بلغ 700 ألف شخص، خلال الأربع سنوات الماضية.

وتعاني الولايات المتحدة من تسلل آلاف اللاجئين غير الشرعيين إلى البلاد عبر حدودها الواسعة التي تربطها مع المكسيك، بحثاً عن فرص للعمل وحياة أفضل.

ورغم أن الرئيس أوباما، دعا الكونغرس، أكثر من مرة إلى سن قانون للتعامل مع هذه المشكلة، إلا أن ذلك لم يتم حتى اليوم، ما اضطره إلى إصدار أمر إداري للتعامل مع الأزمة الملحة.

وقدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تعداد المهاجرين غير الشرعيين بـ 11.4 مليون شخص حتى 2012.

وفيما يتعلق بالمسلمين، تعهد ترامب، بوقف قدوم المسلمين إلى الولايات المتحدة حتى يتمكن من إيجاد طريقة للتمييز بين من هو إرهابي ومن هو ليس كذلك، وهو أمر استبدله فيما بعد بتعهد بإجراء تدقيق مشدد لخلفيات جميع القادمين.

6. اتفاقية باريس لتغير المناخ

وكغيرها من "الإنجازات"، تعهد ترامب، بـ"إلغاء" اتفاقية باريس لتقليل التغييرات المناخية الناجمة عن ارتفاع معدلات التلوث على الكرة الأرضية، أو إعادة التفاوض عليها.

والأمر يصعب تصديقه لأن الانسحاب من الاتفاقية يتطلب 3 سنوات، وإعادة التفاوض عليها من طرف واحد شبه مستحيل، لأنها موقعة من قبل 190 دولة.

إلا أنه يستطيع ألا يلتزم ببعض بنودها غير الملزمة، وهو ما قد يشجع دولاً أخرى على اتباع خطاه وبالتالي فشل الاتفاقية، بحسب مجلة "نيويورك".

7. اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ

وتشارك فيها أستراليا، وسلطنة بروناي، وكندا، وتشيلي، واليابان، وماليزيا، والمكسيك، ونيوزيلندا، وبيرو، وسنغافورة، والولايات المتحدة، وفيتنام.

وتحاول الدول المشاركة، فتح منطقة للتجارة الحرة بينها، إلا أن الرئيس المنتخب تعهد "بتقطيعها" عقب وصوله لسدة الرئاسة.

8. منع بعض أساليب التعذيب

تعهدات ترامب، شملت كذلك إعادة أساليب تعذيب معينة منع أوباما استخدامها، من بينها "الإيهام بالغرق"، ضد المشتبه بهم بالإرهاب.

وإضافة إلى "ما هو أسوأ منها بكثير"، بما في ذلك قتل أفراد من عائلات الإرهابيين.

إلا أن الملياردير الأمريكي سرعان ما غير لهجته في وقت لاحق قائلا: إنه سيستخدم "كل وسيلة قانونية في جعبتي لأوقف هؤلاء الأعداء الإرهابيين"، في إشارة إلى المتطرفين.

9. اتفاقية تطبيع العلاقات مع كوبا

هي الأخرى، قال ترامب إنه "سيعيد التفاوض فيها للتوصل إلى واحدة أفضل"، دون أي تفاصيل.

وفي ديسمبر/ كانون أول 2014، أعلن الرئيس أوباما، عودة العلاقات بين واشنطن وهافانا، بعد قطيعة زادت على نصف قرن بدأت إثر الثورة الكوبية عام 1959.