اخبار البلد : حسن صفيرة
لماذا يوم القدس ..لأنه عنوان فلسطين، وعنوان عروبتها، والدفاع عنها هو الدفاع عن کل الوطن من أجل کرامته وحريته وأصالة تاريخ امتنا وديننا الاسلامي الحنيف.
يجيئ يوم القدس العالمي هذا العام في مرحلة هي الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، وفي مرحلة تزداد فيها الهجمة الشرسة على امتنا وديننا الاسلامي، وما تشهده منطقتنا العربية من تناحر وصراعات ما هو الا عنوان عريض على اننا وديننا الاسلامي على مرمى استهداف للقوى الغاشمة لما يُعرف بالنظام العالمي الجديد الذي تقوده قوى الشيطان امريكا و"اسرائبل".
ولا نخفي قولا بأن القدس تعيش محنة الهزيمة، کما يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي دول الشتات، فلم تعد القدس قضية تثير مشاعر الکثيرين بعد ان کانت قضية القضايا وآزمة الأزمات، فحلم التحرير والحرية والاستقلال في دولة عاصمتها القدس أصبح بعيدا مع الحالة المأساوية التي تمر بها القضية الفلسطينية، وبعد حالة التراجع والانقسام التي أصابت الحرکة الوطنية الفلسطينية.
الخروج من المحنة يتطلب صدقا مع النفس، وثقة بالشعب، والتزاما بالمبادئ، وقدرة على العمل، فآين نحن ومعنا العرب جميعا من ذلك کله، فالعدو لم ينتصر الا بسبب القصور والترهل والانقسام الذي برز في صفوفنا، فقد تفرقنا بدلا من أن نتحد، وضخمنا الشعارات لنقزم المبادئ، واکتفينا بالخطابات الطنانة بدلا من ان نتقن الأعمال، وقبلنا الانقسام والانشقاق والتفرق بدلا من البحث عن الوحدة.
لقد ناضل الشعب الفلسطيني وقدم التضحيات والشهداء، ولکن نضاله لم يؤد إلى تحقيق الأهداف، لان الحشد العربي والفلسطيني لم ينظم ليوصلنا إلى النتائج المطلوبة، ولان خبرات النضال التي تراکمت لم تکن کافية لکسب المعارک الحاسمة.
يوم القدس العالمي هو يوم لمراجعة الحساب، وتقييم المرحلة، والوقوف عند متطلباتها، فالصراع حول القدس لم يکن يوما صراعا عاديا وسهلا يمکن الرکون له لتحقيق أهدافه صدفة، بل هو يتطلب الحشد وتقديم التضحيات ويتطلب الحشد الواسع وتعبئة صفوف الشعب، لان عدونا منظم ويحشد قواه ويحظى بتأييد القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميرکية، وهذا يعني حشد قوى الشعب الفلسطيني والوطن العربي وشعوب العالم الإسلامي.
يوم القدس حقيقة ناصعة لا تستطيع الالة العسكرية الصهيونية طمسها، انه صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وحقوقه، رغم الممارسات والجرائم" الإسرائيلية" ، وهو مناسبة لتأكيد تكريس وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في الأراضي المحتلة عام 1948، كما تلك التي احتلت في حزيران يونيو 1967، وهو الامر الذي يتوجب ان يكون دافعا لتجاوز الانقسام السياسي والجغرافي المؤسف الكارثي الذي تعيشه القيادات والفصائل الفلسطينية بالداخل، فهو عنوان واسع للتعبير عن وحدة الشعب وتمسكه بأرضه وحقوقه.
وسيبقى يوم القدس ما بقيت المقاومة الشعبية الفلسطينية ، ما بقيت ارض فلسطين تحت نير الاحتلال، ما بقيت امتنا متشظية ، وما بقي الحجر صامدا امام الالة الاجرام الصهيونية .. القدس لنا ولن نرتضي عنها بديلا الى ان يصنع الله امرا كان مفعولا .
لشهدائنا الابرار الذين استشهدوا على ثرى فلسطين منذ دخول عصابات "الهاجانا" الصهيونية وحتى انتقاضة السكاكين الحالية .. نقول "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171).. صدق الله العظيم