اخبار البلد : خاص -
جرت العادة ان يتم تقييم اداء الحكومة بعد مائة يوم من تشكيلها، وذلك لمنطقية ان يتم رصد مستوى اداءها بالفترة الزمنية المشار اليها، فـ مائة يوم من عمر اداء الحكومة كفيل لإثبات نجاح الحكومة من عدمه عبر وزرائها ووزاراتهم.
وزير الداخلية سلامة حماد، استطاع ان يقفز عن مثل هكذا معادلة، واستطاع خلال فترة زمنية لا تزيد عن العشرين يوم من عمر الحكومة الحالية التي تم تكليفها بالتاسع والعشرين من الشهر الماضي، بأن يخرج بزخم غير مسبوق لجهة الانجازات وتطوير الاستراتيجيات التي تقوم عليها وزارته، بالاضافة الى سلسلة اجتماعات متتالية مع كيانات الدولة بقصد الخروج بمنجز نوعي وليس كمي فحسب.
فقد نجح على الانشغال أردنياً على كافة محاور المشروع الوطني العصب الرئيس للدولة الاردنية خلال القترات المتفاوتة التي تسلم فيها دفة اللداخلية، واستطاع ازاء ذلك من حصد ثقة ملكية ورسمية وشعبية صفق له الجميع بشأنها ، وقد اصبح محط رهان الدولة برمتها بأنه صاحب قوة مركزية قادرة على الفعل والتغيير في معادلة الواقع الأمني بطريقة اذهلت الجميع.
سلامة حماد الذي عاد الى سدة الداخلية بقوة ومباركة ملكية، استطاع ان يلتقط رغبة الملك المطالبة بمزيد من الانجاز والتطوير لمهام الوزارة السيادية رقم واحد، ليتقدم الجنرال بخطوات واسعة وواثقة نحو مزيد من الانجاز الأمني الذي يرى في بأنه بمثابة الغلاف الجوي لمحيط المملكة، وقد سارع ومنذ عودته لدوار الداخلية ببذل الجهود لاستكمال مسيرة بوصلة الداخلية نحو العمق الاردني .
فبالاضافة الى سلسلة من الاجتماعات العالية الاهمية والخصوصية، لدلف حماد الى مفاصل المشروع الوطني الاعقد، والمتمثل بمشروع اللامركزية، ذلك المشروع الذي عايش حالات مد وجزر وعبر حكومات متعاقبة، ليصل بيد يدي الجنرال ليس كمشروع بل كاجندة وطنية قابلة للتنفيذ، وقد اجتمع مؤخرا مع غالبية فريقه الحكومي (وزراء التخطيط والتعاون الدولي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشؤون السياسية والبرلمانية وتطوير القطاع العام والتنمية الاجتماعية والشؤون البلدية و وزارة المالية ) وذلك بقصد الخروج بادوات فعلية وحقيقية سريعة لعملية الاصلاح الشاملة التي تكرس لمفهوم دولة القانون والمؤسسات والتي ترسخ بذات الشأن لمفهو الاردن كواحة امن وامان.
الجنرال حماد، لم يعطي نفسه فرصة الابتهاج بعودته للواجهة الحكومية، لم يركن ولم يسترح، وقد بادر منذ اللحظة الاولى لتسلمه حقيبة الداخلية للتوغل في كل ما يتعلق بطبيعة مهامها، مستمدا رؤيته من حرص جلالة الملك عبدالله الثاني ، في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن والارتقاء به في مختلف المواقع وجعله يأخذ موقعه في صناعة القرار والمشاركة الفاعلة في وضع برامج ونهج الادارة وفقا لاحتياجاته ،وهو الامر الذي يعيه الجنرال حماد سيما وان مشروع اللامركزية حظي هذا بدعم منقطع النظير من لدن جلالته حتى خرج الى حيز الوجود بعد جهد بذل من مختلف الجهات والقطاعات للوصول الى القواعد القانونية التي تخدم المصلحة الوطنية.
الوزير حماد يؤمن بالعمل الدؤوب، ولا يؤمن بنهج الشعاراتية ، كما يؤمن بأن الميدان هو الفيصل في نجاح اي حكومة، فتراه اشبه بالدينمو يقف على احتياجات ومتطلبات وزارة الداخلية للعامين القادمين "اللوجستية والقدرات الفنية والفجوات التدريبية" لايمانه بأن التخطيط الناجح يسبق الاداء الانجح، وهذا ما ترجمه خلال اجتماعه الاخير مع فريقه الحكومي ، والذي لم ينتهي بمحضر الاجتماع كما هو واقع الحال للاجتماعات الرسمية، بل خرج من الاجتماع لتبدأ ماكنة العمل لتفعيل مشروع اللامركزية والخروج به من حيز الاوراق الى ميدان العمل والانجاز.
الجنرال حماد، خرج خلال عشرين يوما بجصيلة وطنية ومسؤولة للاداء الحكومي خاصته، ينتهج المبادرة والاستباقية ليقف على كافة مهام وزارته، فمن مرحلة الاستعدادات اللازمة لاجراء امتحانات الثانوية العامة الدورة الصيفية، الى الدخول الفعلي فيها وهو ما توضح خلال اليومين الماضيين لدخول طلبة التوجيهي لامتحانات الدورة الصيفية وقد بارك الطلبة وذويهم مناخ الامتحانات التي كانت افرازات لاستعدادات الداخلية تجاهها.
سلامة حماد الذي كسب ثقة الاردنيين خلال وزارته السابقة ، نال مزيدا من ثقتهم خلال العشرين يوما الماضية، وقد اعتمد تشاركية الوطن ومواطنيه في صلب مشروعنا الوطني الاردني، فيما هو يدعو ويؤكد الى ان " تماسك الشعب والتفافه حول قيادته الهاشمية يمثل اللبنة الاولى في الحكم الرشيد لجلالة الملك".
مهام الوزير حماد لم تنحصر في اطارها البروتوكولي لجهة طبيعة العمل الرسمي، وقد حملت اجندة مكتبه صغائر الامور والمهام قبل كبريات قضاياها، فمن استراتيجية فرض هيمنة القانون وبسط عيبة الدولة من خلال التصدي بحزم لمطلقي العيارات النارية ، الى الالتفات الى الشأن الاداري فيما يتعلق بقراره بفصل مديرية المستثمرين عن مديرية الجنسية وشوؤن الاجانب وتعيين مديرا لها برتبة متصرف ، الى لقاءات متنوعة مع الجهات الاجنبية ذات الصلة بعمل وزارة الداخلية، من لقاءات شملت مدير مكتب بعثة الوكالة الامريكية للانماء الدولي ، ولقائه المنسق الامني الامريكي ، ولا يفوته الحرص على ان يهطي كل مهمة وقتها واهتمامها ليس على حساب الشأن المحلي، فمن لقائه اللجنة العليا للاصلاح والتاهيل، الى مهام تصب في الوقوف على الواقع الامني بدقائق تفاصيله لمجابهة اي شبهات لا امنية تقف اجهزة وزارة الداخلية لها بالمرصاد .
سلامة حماد كان ولا زال وسيظل رهان الوطن والملك والاردنيين .. فطوبى للرجال حينما يكونون دروعا حقيقية لمعاني ومسميات الوطن ولا شيء سواه .