غاب الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو بسبب الاصابة فعجز ريال مدريد الاسباني عن التسجيل في مرمى مضيفه مانشستر سيتي (صفر-صفر)، في ذهاب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم الثلاثاء على ملعب "الاتحاد" امام 52 الف متفرج.
وجاء الشوط الاول دفاعيا بحتا من دون اية فرصة حقيقية للطرفين، قبل ان ينشط الاداء في اخر ربع ساعة من اللقاء من دون نجاعة تهديفية، فتأجل الحسم الى مواجهة الاياب الاربعاء 4 ايار/مايو المقبل على ملعب "سانتياغو برنابيو".
وستكون الفرصة متاحة لريال، حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب (10 اخرها في 2014) بالتأهل الى المباراة النهائية، بحال فوزه باي نتيجة على سيتي، فيما سيحجز الفريق المملوك اماراتيا اول بطاقة بتاريخه الى نهائي المسابقة القارية الاولى اذا فاز او تعادل باية نتيجة ايجابية مع خصمه الملكي.
ويلتقي في ذهاب نصف النهائي ايضا اتلتيكو مدريد الاسباني مع بايرن ميونيخ الالماني الاربعاء.
ولم يغب ريال مدريد عن نصف النهائي منذ موسم 2010-2011 (عادل رقم مواطنه برشلونة)، لكنه لم يصل الى النهائي سوى مرة واحدة عام 2014 حين توج باللقب على حساب جاره اللدود اتلتيكو مدريد.
لم يكن موسم الملكي مثاليا، فقد خرج مبكرا من مسابقة كأس اسبانيا نتيجة خطأ ادراي باشراك لاعب غير مؤهل، ويحتل المركز الثالث في الدوري بفارق نقطة عن غريمه برشلونة المتصدر وحامل اللقب، قبل 3 مراحل من نهاية الدوري المحلي.
واطاحت البداية السيئة للفريق الملكي بمدربه رافايل بينيتيز وجاءت بنجمه السابق الفرنسي زين الدين زيدان، الذي حقق فوزا معنويا على ارض برشلونة في الكلاسيكو 2-1، بعد سقوطه الرهيب ذهابا برباعية في "سانتياغو برنابيو".
وانقذ رونالدو ريال بثلاثية رائعة في اياب ربع النهائي في مرمى فولفسبورغ (صفر-2 ذهابا و3-صفر ايابا) رفعت رصيده الى 16 هدفا في 10 مباريات، لكنه غاب عن مواجهة الثلاثاء بعد معاناته مؤخرا من اصابة عضلية بفخذه وجلس الى جانب زملائه البدلاء يتابع اللقاء.
والتقى ريال مع سيتي مرتين اوروبيا ففاز مرة وتعادل مرة. وكانت المواجهتان في دور المجموعات لدوري ابطال اوروبا 2013 ففاز ريال ذهابا 3-2 على ارضه عندما سجل رونالدو الهدف الثالث في الوقت القاتل، ثم تعادلا ايابا 1-1 في مانشستر.
من جهته، يبحث مانشستر سيتي عن تكرار انجاز يوفنتوس الايطالي الموسم الماضي عندما فاجأ الجميع ببلوغه النهائي قبل ان يخسر امام برشلونة.
فبعد اقصاء مانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال، بقي مانشستر سيتي، الذي بلغ ربع النهائي ثم نصف النهائي لاول مرة في تاريخه، الممثل الوحيد للبريمير ليغ.
اطاح سيتي بباريس سان جرمان الفرنسي القوي (2-2 ذهابا و1-صفر ايابا)، فبلغ نصف نهائي بطولة اوروبية لاول مرة منذ موسم 1970-1971 في كأس الكؤوس الاوروبية.
واستعاد مانشستر سيتي توازنه في الاونة الاخيرة خصوصا بعد عودته لاعبيه المصابين وهم البلجيكي كيفن دي بروين ومواطنه قطب الدفاع وقائد الفريق فنسان كومباني والانكليزي رحيم سترلينغ.
وكانت المواجهة ثأرية للتشيلي مانويل بيليغريني مدرب مانشستر سيتي والذي اشرف على ريال في موسم 2009-2010 قبل ان يقال من منصبه، علما بانه سيترك منصبه ايضا للاسباني جوسيب غوارديولا مدرب بايرن ميونيخ الحالي.
وحل لوكاس فاسكيز اساسيا في تشكيلة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الى جانب المهاجمين الفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل، فيما غاب عن سيتي لاعب وسطه العاجي يحيى توريه بسبب اصابة عضلية.
وجاء الشوط الاول متوازنا وسريعا بين الطرفين من دون فرص خطيرة، لكن سيتي خسر قبل انتهائه بخمس دقائق صانع الالعاب الاسباني دافيد سيلفا فدفع بيليغريني بدلا منه بالشاب النيجيري كيليتشي ايهياناتشو (19 عاما) ليلعب الى جانب الهداف الارجنتيني سيرخيو اغويرو.
وكما انهى سيتي الشوط الاول، بدأ ريال الثاني بتغيير اضطراري، اذ خرج الفرنسي كريم بنزيمة الذي كان يحوم شك حول مشاركته اصلا في المباراة، ودخل بدلا منه خيسي رودريغيز.
وكان خيسي اول من يهدد مرمى الخصم بفرصة خطيرة عندما استقبل عرضية الظهير الايمن دانيال كارباخال برأسية من داخل المنطقة هطبت على عارضة الحارس الدولي جو هارت (71).
وفتحت رأسية خيسي شهية الباقين، فاطلق لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش تسددية قوية بعيدة علت العارضة (73)، ثم سدد الويلزي غاريث بايل، العائد الى الجزيرة البريطانية، كرة لولبية بيسراه مرت قريبة بجانب القائم الايمن لهارت (75).
دفع بيليغريني برحيم سترلينغ بدلا من خيسوس نافاس في اخر ربع ساعة، لكن ريال بقي الاقرب الى المرمى فصد هارت كرة خطيرة للبرازيلي كاسيميرو اثر ضربة ركنية (79).
وخلافا لبداية المباراة الحذرة ، اشتعلت الاجواء في الدقائق الاخيرة، وقام هارت بصدة خارقة امام قلب الدفاع البرتغالي بيبي الذي اطلق كرة صاروخية عن بعد سنتيمترات من المرمى، ابعدها الحارس الدولي ببراعة في اخطر فرص المباراة (82).
وفي اللحظات الاخيرة حصل سيتي على ضربة حرة على مشارف المنطقة نفذها البلجيكي كيفن دي بروين جميلة ابعدها الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس ببراعة الى ركنية (90+3)، لتنتهي المباراة بتعادل سلبي.