أخبار البلد - خاص
صرخة نقابة أصحاب المدارس الخاصة مشروعة وحقيقية خصوصا في ظل غياب لغة الحوار بين الجهات الرسمية التي تصدر قراراتها ولا تناقش احدا بها وكان القرارات منزلة من السماء يجوز تفسيرها ولا يجوز تغيرها.. اصحاب المدارس الخاصة دبوا الصوت عاليا اكثر من مرة لكن لاحياة لمن تنادي فوزارة التربية والتعليم او الوزير شخصيا يبني جدارا عازلا ويرفض الاستماع الى كل الاصوات التي تطالب بضرورة البحث عن حلول منصفة ومنطقية تساعد الجميع على المضي قدما نحو الاصلاح والتصويب واحقاق الحق واقرار العدالة للجميع.
منذ اسبوعين وأكثر ونحن نتابع ما يجري على الساحة التعليمية فالكل يناشد الكل، والكل يعتقد ان رايه هو الصواب وغيره يسعى لتحقيق مصالح شخصية في ظل غياب الحكمة والرؤية عن القرار المتخذ.. الوزارة والوزير مصممان على رأيهما وكذلك نقابة أصحاب المدارس الخاصة والخاسر الوحيد هو الوطن والطالب وأولياء الامور فالتعليمات والانظمة التي صدرت بخصوص الترخيص جاءت في نهاية العام والوزارة تريد تطبيقها باثر رجعي وبشكل مخالف للقانون وفرضت غرامات وتعليمات لا يمكن تطبيقها ابدا ولا يمكن ان تسير الا بمزيد من الضحايا والبلاوي التي قد تصيب عشرات المدارس التي تمارس اعمالها ودورها ورسالتها منذ عشرات السنين.
الوزارة قامت بالتشهير بالمدارس الخاصة ونشرت اسمائها بطريقة لم نعهدها من قبل في كل وسائل الاعلام ولا نعلم كيف تجرأت الوزارة ونشرت الاسماء باعتبارها اسماء سوداء وكأنها اندية ليلية او بارات جرى اغلاقها وحتى البارات التي تغلق لا يتم التشهير بها في وسائل الاعلام ومع ذلك فللوزارة فلسفة في ذلك وربما لها رأي اخر.
ويبقى هنالك الكثير من الاسئلة المطروحة ، هل الطاقة الاستيعابية في المدارس الحكومية مقبولة مثلا ومنطقية حتى نطبق التعليمات على مدارس خاصة ونتجاهل المدارس الحكومية التي تعاني من اكتظاظ غير مسبوق ومن نظام الفترتين والازدحام، فلماذا يطبق نظام الاصلاح على المدارس الخاصة التي لا يتجاوز عدد الزيادة بها عن ارقام بسيطة ولا يطبق نظام الطاقة الاستيعابية على المدارس الحكومية ؟!
الكل يعلم ان عدد المدارس الخاصة المخالفة يفوق هذا الرقم المعلن عنه بكثير لكن الوزارة لم تعلن عن كل الاسماء وخصوصا المدارس الكبيرة وأصحابها المتنفذين فهل يجرؤ وزير التربية على اغلاق مدارس مثل "اكسفورد" الموجودة داخل حراج، او مدرسة مثل "الكلية العلمية الاسلامية" الموجودة على شارع رئيسي، او "دار الاتين" على طلوع المصدار، او "السابلة" القريبة من منطقة حرفية ، او "المدارس الامريكية" الموجودة على شارع المطار الرئيسي وفقا لتعليمات نظام الترخيص الجديد.. اسئلة كثيرة ايضا تطرح لماذا كل هذا العداء للتعليم الخاص والنظر اليه بانه بؤرة فساد وافساد وانها مؤسسات موبوئة جدا .
على الحكومة ودولة الرئيس الذي شغل يوما منصب وزير التربية ان يتدخل قبل فوات الاوان وقبل ضياع الطاسة وقبل اشتعال الحريق خصوصا وان التصعيد من قبل النقابة وأصحاب المدارس الخاصة الذين يدافعون عن رزقتهم ورزقة عيالهم ومصالح موظفيهم في طريقه الى اشكال عديدة قد تضر الامن المجتمعي خصوصا في ظل وجود انباء ومعلومات تؤكد بأن المدارس قررت التصعيد والنزول الى الشارع احتجاجا على قرارات فردية تستهدفهم وتقضي على طموحهم وتحطم استثماراتهم ومستقبلهم وتضع البلد على صفيح ساخن وحارق.. نعم يجب البحث عن حلول سريعة ومنطقية ومقبولة ومرضية تماشيا مع القاعدة التي تقول "لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم".. لان السياسة التصعيدية غير المنطقية التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم والتي لا تجد من يردعها او يقف امامها ستضر بالاقتصاد الوطني والامن المجتمعي وستحول الالاف من المعلمين والمعلمات الى عاطلين عن العمل فيما سيدفع الطالب وولي امره ثمن تلك القرارات غير المنطقية ..
واخيرا هل ستنتصر الحكمة والعقلانية على الفوضى والخراب المنتظر نأمل من يتدخل قبل فوات الاوان.