أخبار البلد - نحن المعذبون في الأرض المحرومون من مخصصات الحياة وترفها... كدحنا منذ أن وطأت أقدامنا الأرض ولامست أجسادنا أثير الحياة... ولا زلنا نكدح... شربنا وعشنا على حليب أمهاتنا... واحتكت أيدينا بكفوف الساعين بالحياة من أجل لقمة العيش... كان المسعى من ذلك حياة عنوانها الكرامة والفداء... بعيداً عن ملئ البطون والجيوب.
مراحل الحياة عشناها بين جيلين أحدهما أوشك على الإنقراض والآخر يتقدم المشهد... أصبحنا نحن فرق عملة بين الجيلين منذ تربينا على أيديهم تحت عنوان (عيب) وكما قال المثل ( اللي الك الك واللي مش الك محرم عليك )... أما من ركبوا موجة السلطة ومن حولها من الأبناء والأنساب (الكناين) والمستربحين من المشهد (لهطو) الاخضر واليابس... ويتباكون على الوطن وأهله ومستقبله... ويلعبون بلغة الارقام ظناً منهم أننا لا نجيد الإحصاء ولا الحساب... وكيف نتقن ذلك؟!!! ففي الأولى يضعونها امام أسماؤنا أرقام ومجاميع من أجل الجباية وتضخيم المحصول... أما الثانية فمن أجل محاسبتنا على أرزاقنا ومداخيل فقراء الوطن وفي النهاية دعماً للمحروقات والمعونة الوطنية... أو لمعرفة محتويات منازلنا من أدوات المطبخ وفناجين القهوة والشاي.
الأردن كيان جغرافي روافعه ثلاثة، النظام الحاكم، القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، والعشائر من كافة الأصول والمنابت... وغير ذلك اكسسوارات، يتشدق بها موظفون مهما علت رتبهم ومسمياتهم في هيكل وظائفهم... وهذا الكيان كلما تلاطمت أمواجه استقر على الجودي مثل سفينة نوح... وهذا الاستقرار لا يكون الا بالشهادة التي عنوانها التضحية بالنفس والدم والولد والمال والغالي والنفيس... نلتف حول الراية... ونعشق من حملها من أصحاب الرسالة إلى يومنا هذا... وسنبقى نحب الملك من منطلق عقيدة البقاء والإستمرار... وسنبقى على عهد الانتماء والولاء... لكن الشعب ينظر بعيون أصابها الرمد في كل الفصول وعقول شاردة لا تعرف للمستقبل بوصلة... فالخلاص أن نكسر جرة خلف من مثًل علينا ولعب فينا لعبة قرد السيرك... وأقنع نفسه بأنه الدولة والدولة هو... الجرة جاهزة وفخارها أحمررمادي.
ما هي الجرة التي يريد كسرها المحامي سامي النسور