باسم سكجها
حين قال الدكتور عبدالله النسور إنّه يعتقد أنّ "المسكوكات” استبدلت وسرقت بين العامين ٢٠٠١/٢٠٠٢، كان ينفي تهمة أنّ ذلك تمّ خلال حكومته، ولكنّه لم ينتبه إلى أنّه يوجّه الاتهام إلى حكومة أخرى كانت موجودة في ذلك الوقت، وعلى رأسها رئيس ما زال فاعلاً، ونشطاً في الحياة العامة.
تلك الحكومة كان يرأسها علي أبو الراغب، وللمصادفة فإنّ أبا الراغب كان على موعد في اليوم التالي مع لقاء عام، وبالطبع، فمن العاديّ أنّ يسأله وزير بين الحكومتين (صبري اربيحات) عمّا جرى، فيرد أبو الراغب بشكل قاس، وعلى شكل سؤال للنسور: عليك ألا تلقي التهم جزافاً، وأن تقول لنا "من سرق المسكوكات”؟
المسكوكات راحت من متاحفنا، وما يراه السيّاح الآن مجرّد قطع مزوّرة بسذاجة كما قال الخبير الفرنسي، أما ما تقوله الأخبار فإنّ الأمر جرى في غير متحف، وفي غير زمن، أيّ أنّ السرقة ليست واحدة، بل كثيرات، وفي زمن غير حكومة، ولأنّ الفأر صار يلعبّ في عبّنا، فعلينا أن نتوقّع أنّ هناك من السرقات والتزييف الكثير.
أظنّ أنّ الدكتور النسور سارع إلى رمي الكرة إلى ملعب غيره، وكأنّه يعلن عدم المسؤولية، وفي الحقيقة فإنّ الأمر ينبغي ألاّ يُحمّل إلى حكومة ما، بل إلى منظومة الرقابة والمحاسبة والنزاهة أيضاً.