وافقت عشيرة الروابدة في بلدة الصريح بإربد على اعطاء عشيرة الرجوب عطوة عشائرية لحين نطق القضاء بالحكم بعد حادثة مقتل الفتى المرحوم ايهم الروابدة (17) عاما على يد أحد افراد عشيرة الرجوب باعتبار القاتل هو الغريم الوحيد للعشيرة.
وكان الفتى أصيب بعيارين ناريين على يد أربعيني، أدخل على إثرهما للمستشفى وخضع لجراحة في القدم استخرجت منها رصاصة وأخرى في البطن وأدخل للعناية الحثيثة إلا أنه ما لبث أن فارق الحياة بعد 10 ايام من الاصابة.
وترأس العطوة التي اقيمت في ديوان ال الروابدة في بلدة الصريح، رئيس مجلس الاعيان السابق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، فيما ترأس الجاهة الثانية وزير الاوقاف الاسبق عبد الرحيم العكور ووجهاء عشائر الصريح ومحافطة اربد.
وقال العكور ان العطوة ايضا اعطيت لحين اصدار القاضي حكما نهائيا بحق الجاني وليس كما هو متعارف عليه لمدة شهرين وتجدد، لافتا الى ان مساعي بذلت خلال الايام الماضية لإقناع عشيرة الروابدة بعدم إجلاء اقرباء القاتل.
وأكد العكور ان زوجة القاتل وأولاده سيغادرون منزلهم الى مكان بعيد عن منزل ذوي الفتى بناء على العطوة العشائرية وخصوصا وان القاتل حين اقدم على فعلته لم يشاور أحدا من اقربائه فهو راشد وبالغ وعاقل، فما ذنب اقربائه وحتى زوجته في الحادثة التي ارتكبها هو لغاية بنفسه.
وقال انه وبالرغم من الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الفتى، إلا انه لا يعقل ان تحمل الاخرين مسؤولية ذلك الشخص الذي اقدم على فعلته، مقدما شكره لعشيرة الروابدة الذين وافقوا على العطوة العشائرية والتي كان لها دور كبير في تهدئة النفوس.
وأشار العكور الى ان العديد من العطوات العشائرية التي تمت في لواء بني عبيد بشكل خاص ومحافظة اربد لم يتم اجلاء أقربائهم، مشيرا الى ان القضاء سيكون الفيصل الوحيد في مثل هذه القضايا، خصوصا ما يترتب عليها من تشريد اقرباء وأولاد القاتل الى مناطق خارج المحافظة.
وأكد ان ابناء بلدة الصريح تربطهم علاقات نسب ومصاهرة ولا يعقل ان نفرقهم عن بعضهم وخصوصا وان هناك العشرات من الاولاد يدرسون في المدارس وموظفين ومصالح تجارية لأقرباء القاتل، مؤكدا ثقته بنزاهة القضاء في اخذ مجراه والقصاص من القاتل.
وأشار الى ان هذه العطوة العشائرية هي رسالة ايضا للمجتمع الاردني فيما يتعلق بالجلوات العشائرية على ان تقتصر فقط على القاتل، مشيرا الى ان الجلوة لحد الجد الخامس في بعض المناطق هي جريمة اخرى، ولا يجوز الموافقة عليها تحت أي ظرف.
واعتبرت عشيرة الرجوب ان موافقة آل الروابدة على إعطاء آل الرجوب عطوة عشائرية ترقى شروطها لأن تكتب بماء الذهب، بان يكون القاتل فقط هو الغريم، والقضاء النزيه العادل هو الفيصل، والرضا بالقدر والصبر على المصيبة هما العون وتطبيق أحكام الشريعة واحترام القيم الاسلامية وحقوق الجيرة، وحفظ الارحام والنسب بين العشيرتين، هي الأساس والسماح والعفو عند المقدرة هما العنوان.
ويطالب وجهاء وشيوخ عشائر وفاعليات شعبية من مختلف محافظات المملكة الجهات الرسمية بإلغاء الجلوة العشائرية، وان يأخذ القانون مجراه، او اختصار الجلوة العشائرية على أقارب وذوي الجاني من الدرجة الأولى فقط، وعدم شمول بقية الأقارب.
وشدَّدَ الوجهاء، على أهمية وجود وثيقة عشائرية يلتزم بها جميع الوجهاء والعشائر ، حرصا على مصالح المواطنين.
ودعوا إلى تفعيل القوانين والتعليمات الرسمية، والإسراع في الإجراءات القضائية والتنفيذية لامتصاص حالات الغضب التي تسود فور حدوث عمليات القتل، أو إلحاق الأذى بأي طرف من الأطراف بالمحافظة.
وأكَّدوا على ضرورة قيام الجهات الرسمية المختصة بتفويض الحكام الإداريين بعض الصلاحيات القانونية الفاعلة بتهدئة الأجواء في مناطق وقوع أية جريمة، داعين بأن تكون الجلوة خارج اللواء إذا كان الجاني والمجني عليه ضمن تجمع سكاني واحد .
موضوعات ذات صلة: