بقلم: صابرين فرعون
فايزة إسماعيل شاعرة وكاتبة سورية، تشتغل على المنحى الوجداني، فتبرز جماليات نصها من خلال العاطفة المُشبَعة بالتجارب والتي توازنها بعقلانية في تقديم النصح في أمور القلب..
جمعت بين عدة فنون أدبية في كتابها "ألف رسالة حب لامرأة غبية"، كالسرد الحكائي والقصة والخاطرة والشذرة والتي انصبت كلها تحمل في جوهرها فناً آخر هو الرسائل الوجدانية، وتراوحت هذه النصوص ما بين السرد الطويل والومضة القصيرة، تكثف الكاتبة فيها معاني فكرية، حيث ترى أن القلب برغم كل اندفاعه والثورات التي يقوم بها البشر من أجله، يستحق منا أن نقف ونتأمل الصورة بمنظور العقل، كي لا نقع في تجارب تتكرر وتبدأ من حيث الانكسار في تجربة سابقة فتُبنى على أنقاض الذكريات وهكذا دواليك..
حمل العنوان دهشتين، الأولى في النسق اللفظي والذي قد يتخيل القارئ لوهلة قراءة عتبتها الرئيسية "عنوان الكتاب" أنه من رجلٍ لامرأة فيها يبث شكواه ويعتصر ألماً وبؤساً وقد يتخيل مسرحاً كاملاً بشخصياته وموضوعاته من هذا الباب، والدهشة الثانية في التماثل المقطعي الذي يحمله السرد من حكمة وخبرة على رغم صغر سن الكاتبة، حيث أنها مواليد 1988م .
باعتبار المرأة مُلهِمة، وباعتبارها تميل لأحاسيسها وتجيش بها، وكون الرجل أكثر قدرة على الحزم وإمساك مشاعره، فإن هذه الكيمياء تؤسس لتناغم وتصارع في آن واحد، فالمكابدة ولوعتها وجهان للحب بفرحه وأحزانه تظهر علاماته في سلوكيات المرأة ويغزو بريقه محياها أكثر من الرجل كونه في الغالب كتوم، وهنا تدعو الكاتبة لأن يكون الحب رابطاً مقدساً، نجتنب خدشه بغباء لأنه يتعدى شكله العام "قوام القلب وعماده"، فالنفس التي تحب ترى صورتها في مزاوجة المنظومة المادية بالروحية في مرايا الآخر، وفصلهما عن بعضهما يقيم اختلالاً في ديمومة العلاقة..
تنتهج الكاتبة بعتبات حكاياها ومواضيعها البسيطة ومعايشتها لتجارب الآخرين بواقعيتها، لغة شاعرية قريبة للنفس فيها تأثر كبير بالشاعر نزار قباني، وقد تناولت في نصوصها الجانب الاجتماعي والإنساني، كذلك تظهر عوالم المرأة في كتابات فايزة، فتعبر بها عن العام بصوت الشخصية الواحدة والأنا الواحدة من كل..
فايزة إسماعيل، خريجة كلية الإعلام قسم الصحافة، وخريجة كلية الحقوق، صدر لها:
رواية "فرح أنوثة من ورق"، ومجموعة القصصية "ألف رسالة حب لامرأة غبية"، عن دار فضاءات للنشر والتوزيع..