بقلم: صابرين فرعون
تسترسل الكاتبة ندى الحائك وتشطح بخيالها وهي تؤثث "خاطرتها" بما يعلق بالقلب والعقل، فتعتمد الأسلوب المقطعي لتبث حدسها الذي تصاحبه بلاغة القول والشاعرية وصوت الفكر ..
يُحسب لصالحها التنوع الأسلوبي من استفهام ونداء وتعجب وحوار وأمر، في هذه الحالة يمنح الكلمة قرباً لنفس القارئ واتصالاً بالمعنى المباشر ويسبغ اللفظ بجمالية وجدانية..
كان الأولى أن يكون العنوان شاملاً، فهو لم يقتصر على الشذرات بل تعداها لفن الخاطرة، الجامع بين الرسائل والقص والسرد الشعري القريب من قصيدة النثر بالإضافة للحجم المُكثَف، يركز على شكل فقرات ومقاطع قصيرة جمعت شكلاً بين النثر والشعر..
تشتغل ندى الحائك في كتاباتها بالتفاصيل الصغيرة، بما فيها من خروجٍ عن المعنى المباشر للمجاز، وفي باطن اللغة نهر يفيض بتعابيره البسيطة ومدلولاته المترابطة والمتماسكة حيناً والمفككة بغموضها حيناً آخر، فينبعث من توازي المعنيين ويتشكل المشهد الوصفي للفكرة..
اثنان وعشرون نصاً، تتميز بتنوع مواضيعها وتدرج اللغة وتماثلها مع خصائص الفنون التي اجتمعت في النص الواحد، بالإضافة لبساطة العناوين التي شملت موضوعات تتحدث عن الذات وتجاربها "الهجر، الأنانية، العفوية، البعد والوصل، الآمال المستحيلة، الغياب، العتمة، السؤال، كينونة الأنثى وصيرورتها، الحلم، الوعد، الجنون، الموج، الطفولة، التقدير"..
تهدي بعض نبضها للفلسطينيين في رسالة أنيقة، فتطول قاماتنا وننحني حباً واحتراماً لنصها "شذرة فلسطينية" وفيه تقول :
أحبيه يرمي الحجارة على كل من يغزو وطنه فيك
يشتهيكِ كاشتهائه للزعتر والزيتون
يغرقكِ في دفئه كدفء بحر يافا وبحر غزة
أحبيه طفلاً لا يلعب بباحات الطفولة
بل يركض في أزقة الرجولة المبكرة...
هناك تهذيب واستنطاق للمُتخيَل الحسي في عبارات الحائك، فتعتمد التركيز والاستحضار والتجربة والجرس الموسيقي الذي تمثل بالمحسوس بالإضافة للتصوير..
الندى الحائك أديبة سعودية، صدر لها: رواية "مهاجر في غربة العشق"، مجموعة قصصية "يُحكى أن" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، خواطر "شذرات ندية" عن نادي نجران الأدبي..