يصادف يوم الثلاثاء الذكرى الـ20 للقانون الذي أحدث ثورة في عالم كرة القدم، وهو قانون بوسمان الصادر عن محكمة العدل الأوروبية. ويقضي بالسماح للاعبين في الاتحاد الأوروبي من الانتقال إلى بين الأندية بعد انتهاء عقودهم من دون رسوم نقل، مما عزز القوة التفاوضية بين اللاعبين ومديريهم. وإلى جانب الثروات الجديدة من صفقات التلفزة، مهد الطريق لأمثال كريستيانو رونالدو في ريال مدريد وليونيل ميسي في برشلونة، ليصبحوا من أصحاب الملايين.
أما بوسمان 51 عاماً، فلم يستفد أبداً من القانون؛ إذ بعد انتهاء مسيرته الكروية، عانى من الاكتئاب والإدمان على الكحول. وفي نهاية المطاف أصبح يعيش على نفقة الرعاية الاجتماعية، بعد أن أنفق معظم تعويضاته لتسوية وضعه الضريبي.
وقد صرّح عبر البريد الإلكتروني من قبل اتحاد اللاعبين فيفبرو، الذي ساعده خلال 5 سنوات من المواجهات مع المؤسسة الحاكمة لهذه الرياضة: "في اللحظة التي تواجه فيها الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فمن المؤكد أنك ستخسر حياتك المهنية".
عموماً، في عام 1990 حين كان بوسمان لاعب وسط في نادي لييج البلجيكي، تقدم بشكوى إلى المحكمة ضد ناديه، بعد منعه من الانضمام إلى النادي الفرنسي دنكرك، على أثر تخفيض أجره بنسبة 75%، وحرمانه من معظم العلاوات والحوافز. لكن لم تتمكن الأندية حينئذ من التوصل إلى اتفاق نهائي، وانتهى الأمر بوقفه عن اللعب من قبل الاتحاد البلجيكي، بعد رفضه الشروط التي عرضها لييج عليه.
وبالتزامن مع الذكرى الـ50 لتأسيس اتحاد اللاعبين العالمي، قال بوسمان في مؤتمر فيفبرو بأمستردام: "لقد بدأت القضية وانا في الـ26 من عمري، وهو السن المثالي لأي لاعب كرة قدم". وأضاف: "من الصعب لشخص واحد أن يحمل كل ذلك على كتفيه، حتى لو تلقى الدعم من فيفبرو. كم كان سيبدو أفضل لي، لو تحمل هذا العبء رجل آخر غيري، لكن مع الأسف كنت أنا الضحية الوحيدة". بينما قال شون كوتريل، خبير القوانين الرياضية والرئيس التنفيذي لموقع "LawInSport" البريطاني عبر الهاتف: "لقد كانت قضية بالغة الأهمية في تاريخ الكرة. وحول القانون الذي صدر على أثرها تطورت كرة القدم من مجرد هواية إلى احتراف، إذ صار للاعبين حقوق محفوظة".
وبعد صدور الحكم، أصبح يحق للاعبين التعاقد مع أي نادٍ في أوروبا من دون دفع أي رسوم، بعد انتهاء عقودهم. مما دفع الأندية إلى رفع الأجور لمنع كبار اللاعبين من المغادرة. ففي عام 2014، أعاد بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لـ20 مرة، مانشستر يونايتد، توقيع عقد مع المهاجم الشهير واين روني، لـ5 سنوات مقابل 106 ملايين دولار، بعد أن أراد قائد منتخب إنجلترا الانتقال في العام السابق، وفقاً للمدير
أليكس فيرغسون. وفي عام 1999، غادر ستيف ماكمانامان نادي ليفربول، للانضمام إلى ريال مدريد، حيث فاز بلقبين في دوري أبطال أوروبا. ومن مشاهير كرة القدم الآخرين الذين استفادوا من حكم بوسمان، ديفيد بيكهام الذي انتقل من ريال مدريد إلى لوس انجلس غالاكسي، وسول كامبل الذي انتقل من توتنهام هوتسبير إلى أرسنال.
وبالتالي، فإن الفرق الغنية مثل تشيلسي ومانشستر سيتي، شهدت تنوعاً في لاعبيها بسبب التهافت على شراء أفضل المهارات. كما أصبحت أغنى مسابقة كرة قدم في أوروبا تسيطر عليها الآن 10 فرق، أهمها: برشلونة التي فازت بالدوري 4 مرات خلال السنوات الـ9 الماضية.