. خمس سنوات مرت على رحيل عميد الصحافة الاردنية.. وما تزال من يومها بلا عميد، مثلما تعرضت لخضات وواجهت تحديات
ولعل مبادرة ادارة مهرجان الفحيص باختيار محمود الكايد شخصية المهرجان، ايجابية.. استذكر فيها متحدثون ابرزهم
علي ابو الراغب، مازن الساكت، عبد الوهاب الزغيلات ورئيس مجلس إدارة الرأي رمضان الرواشدة
مناقب الراحل كبيراً.. ومواقفه وانسانيته وعطاؤه ونضاله من أجل القضايا العربية.
"كان محمود الكايد، رجل مواقف وانسان، وكان العطاء والحرية والنضال من اجل القضايا العربية نهجا سار عليه، وتشكل قيم الحرية والكرامة والعدل حياته. صنع مدرسة فريدة في الخلق والقيم والعمل والعطاء والوفاء، واصبح نموذجا لجيل من الكتاب والصحفيين، مشجعاً على الثبات في الموقف ومناصرة لكل من عمل معه في «الراي» وجمع بين عشق الوطن والسياسة والمجتمع والادارة، وكان نصيراً فاعلا للقضية الفلسطينية وعدالتها، مناضلا من أجل تحريرها".مما قبل فبه وأجمل.
وُلد محمود الكايد الضرغام الحياصات سنة 1933 في السلط، تلقّى علومه في الكتّاب و ثم التحق بمدرسة السلط الثانوية.
أحب السلط كأبن من ابنائها، وككاتب قريب من الشعر، غناها..
.
دخل السجن شاباً لانتمائه للحزب الشيوعي في سنوات " الجمر" حين كانت الافكار والمدارس الفكرية والحركات السياسية تتبارى.
الفترة التي امضاها في معتقل الجفر الصحراوي حوالي الثماني سنوات غيرت من قناعاته، وصار اقرب للتيار القومي لكنه لم يشأ أن يعلن انشقاقه، رغم ان كلمة واحدة منه كانت كافية لفتح الباب امامه الى الحرية.
بعيد الافراج عنه عام 1965، بصدور عفو عام ، انتسب في العام 1968
. لدراسة الحقوق في جامعة دمشق ، لكن الظروف السياسية في الأردن سنة 1970 حالت دون إتمامه دراسته.
وظيفته الاولى كانت في دائرة المطبوعات، وانتدب خلالها
للعمل محرراً في صحيفة "القدس" التي صدرت في مدينة القدس نتيجةَ دمْج صحيفتَي "الدفاع" و"الجهاد"، حتى وقعت حرب حزيران سنة 1967، وكان شاهدا على مجرياته اومآسيها..
ابتداء من العام 1974 عين مديرا لتحرير جريدة الرأي، وبعد سنتين صار رئيس التحرير ، كما ترأس إدارة المؤسسة الصحفية الاردنية الراي حتى العام 1998.
اختاره علي ابو الراغب وزيرا للثقافة ضمن طاقمه الوزاري عام 2000، وبقي في المنصب ختى العام 2001 ويروى انه صرف الميزانية بكامله، رفم ضعفها، للمؤسسات والمشروعات الثقافية
يذكر لابي عزمي انه ترك في كل مكان عمل به بصمته المميزة، وطيبه وبذله وتضحياته، ولم يكن مارا عابرا.
في المرحلة العرفية وتحديدا عام 1984 اصدرت لجنة الامن الاقتصادي قراراً بتنحيته عن منصبه كرئيس لهيئة تحرير " الرأي" برفقة المدير العام للمؤسسة الصحفية الأردنية محمـد العمـد. تزامنا مع اغلاق رابطة الكتاب التي كان عضوا فيها..
في العام الذي تلى عاد الى موقعه محمولا على رياح التغيير الديمقراطي وانتخابات 1989.
يعد المرحوم الكايد عصاميا، بنى نفسه بنفسه، كاتبا امن بشرف الكلمة واهميتها.
مكتبه في الراي كان اشيه بصالون سياسي وحين كان يغادر " الرأي" كان الصالون ينتقل الى مكتبه الخاص بالشميساني.
من مواقفه انه رفض تغيير مندوب الراي في مجلس النواب نقيب الصحافيين الحالي طارق المومني، واصر ان يبقى في المجلس لكي تنشر اخبار المجلس في الراي.
عامل الصحافيين واسرة الراي معاملة الاب الحاني، ويذكر الزميل موسى حوامدة عنه انه عامل كل الصحافيين كأنهم من الراي، في سفرة خارج الاردن ، واغدق عليهم اعطياته المالية.
عاش محمود الكايد كبيرا ومات كبيرا..