اخبار البلد- خالد الخريشا
ما حدث في عمان يوم الخميس الماضي كارثة حقيقية لا يبشر بالخير من حيث ان المسؤولية ما زالت هشة ونختار الرجال في الاماكن الغير مناسبة , صحيح ان أمطار الخير نعمة ربانية وقطرات بركة لكن الاهمال في ادارات المسؤولية في هذا اليوم ترك لنا علامات استفهام وتعجب وفواصل منقوطة , هل المسؤولين في بلدنا أصبحوا من أجل الجباية فقط هل الامانة والبلديات هاجسها جمع ورفع الضرائب ورفد خزينتها على حساب المواطنين , تعم يا سادة يا كرام توفي أربعة أشخاص بسبب الغرق لا يوجد عندنا محيطات ولا بحار فقد غرقوا في تسويات أبنية , لا أعرف كيف تسير البلدان الاوروبية شوارعها في بلاد لا تغيب عنها الشمس وفي المقابل عندنا في الاردن ( تخمة هندسية) فهناك (150) ألف مهندس بمعنى كل (65) مواطن أردني يقابله مهندس واحد والاردن من أعلى الدول بعدد المهندسين بمعنى ألا يوجد عندنا الكفاءات الهندسية للتعامل مع الانفاق التي غرقت وأغرقت معها البشر والشجر والحجر والمركبات والاثاث وحتى حاويات النفايات .
عندما شاهدت فيديو باص الروضة الذي أبكى الاردنيين شعرت نفسي بأنني ليس في دولة مؤسسات بل في دولة نائية في شبة الجزيرة الافريقية , يا سادة يا كرام لم يكن هناك تنسيق بين الحكومة ودوائرها ولم يكن هناك تنسيق بين الوزارات ودائرة الارصاد الجوية وكأن الامر عبارة عن ( طبيخ شحادين) حتى سيارات الهمر التي تستخدم لفض الاعتصامات لم نشاهدها تتحرك لنجدة المواطنين والمركبات الغارقة في وسط الانفاق البحرية .
في لقاء مع ( محامية) داهمت السيول الجارفة منزلها في منطقة شفا بدران قالت بالحرف الواحد أتصلنا بجميع الاجهزة لكن لم يلبي أحد نداءنا وقد أتلفت المياة كافة محتويات المنزل بما فيها قضايا وشيكات لمواطنين كانت بحوزتها في المنزل .
لقد سقطنا في امتحان أليكسا وجنى الذي فضح هشاشة كوادرنا ويوم الخميس أمطار الخير قامت بتعرية دوائرنا وفشلنا في أمتحان بسيط وليس من المعقول ان الانفاق لا يوجد بها ردادات شفط وليس من المعقول ان الانفاق يبدو انها صممت على مبدأ التنفيعات والمصالح ويجب محاسبة المقصرين بغض النظر عن مراتبهم ونفوذهم لان الاردنيين كانوا مستائين للغاية .
يا سامعين الصوت في أمانة عمان جيش من المهندسين والفنيين والمهنيين والعمال يقدر عددهم زهاء (23) ألف موظف , وهناك أسطول من الاليات تصلح لعرض خدمي تقدر بحوالي (1900) مركبة و الية مختلفة , كما يتوفر في الامانة (14) ونش أنقاذ وخلال العاصفة جنى هناك حديث للامين بلتاجي ان الامانة جهزت (300) الية للتعامل مع العاصفة , ميزانية الامانة خلال العام الماضي وصلت 467 مليون دينار وخلال عامي (2015-2015) عززت الامانة اسطولها ب (229) الية مختلفة وبكلفة 14 مليون ونصف المليون دينار , واليوم في تصريحات امين عمان المنقولة يقول ( لماذا يسكن المواطنين في التساوي) وشركات التأمين تغطي المواطنين المشتركين بالتأمين متناسيا ان غالبية مركبات الارادنه هي مؤمنة ضد الغير كما ان بعضالمستودعات في وسط البلد غير مؤمنه هي أيضا .
قبل أيام قال رئيس لجنة الشفافية النيابية أن 85 بالمائة من موظفين امانة عمان جاؤوا بالواسطة , الى متى تظل الامانة ومعها البلديات الكبرى تدر اللبن والعسل على بعض الموظفين المنتفعين وكأننا أمام وضع خطير بتحويل الامانة والبلديات الى صناديق معونة وطنية وربطها بوزارة التنمية الاجتماعية , لقد غابت الونشات والكاسحات وصهاريج الشفط وحتى الكوادر البشرية عن شوارع وأنفاق العاصمة عمان , وأحتلت أخبار المدينة عناوين لمواقع اخبارية عربية وعالمية , والذي يشاهد الصور ويسمع صيحات وصرخات المواطنين يقول ( أقرأ على عمان السلام) لا سمح الله , لكن عمان أقوى من مسؤول نائم نومة أهل الكهف , وقبل اسابيع فجعنا بحادث الجمرك وفقدنا مواطنين أبرياء واليوم فجعنا بكارثة الفيضانات وفقدنا أيضا مواطنين مقيمين أبرياء .
السؤال بالنسبة للارقام التي تم عرضها شاهدنا على ارض الواقع أربعة قشاطات منزلية يحملها عمال وافدين وشاهدنا منظر مأساوي مخزي ان الجرافات تقوم بنضح المياة الى منهل صغير جدا لا يتناسب حجمه مع النفق الكبير , نعم هناك تقصير واضح وصارخ أفقدنا عقولنا قبل أن تستنفذ قشاطاتنا.