أثار تقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية حول اعتراض المخابرات البريطانية لرسائل تابعة لتنظيم الدولة تظهر نيتهم بشن هجوم كبير في المنطقة، تساؤلات فيما إذا كانت لندن قد علمت بالهجوم الذي استهدف الطائرة الروسية بسيناء المصرية قبل وقوعه.
وقالت الصحيفة البريطانية إن عناصر تابعين للمخابرات البريطانية اعترضوا رسائل متبادلة بين عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية تتحدث عن التخطيط لهجوم إرهابي كبير في المنطقة، وذلك قبل وقوع حادثة تفجير الطائرة الروسية.
الاتصالات بين عناصر تنظيم الدولة التي تتحدث عن التخطيط للهجوم، كشفتها لندن عقب وقوع الطائرة الروسية وهو ما دفع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى القول إنه من المرجح أن تكون قنبلة قد أدت إلى سقوط الطائرة الروسية.
وبناء على التقارير الاستخباراتية البريطانية، قررت لندن وعقب وقوع الطائرة الروسية وقف كافة الرحلات إلى شرم الشيخ وترك أكثر من 20 ألف سائح بريطاني هناك قبل أن تقرر نقلهم اعتباراً من اليوم الجمعة.
ومن المقرر أن تبدأ لندن بإرسال نحو 20 طائرة إلى مصر لنقل مواطنيها مع تحذيرات اصدرتها للركاب بضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية في عملية نقل امتعتهم.
وفي حال تاكدت نظرية إسقاط الطائرة الروسية بواسطة قنبلة زرعها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، فإن ذلك سيشكل دليلاً آخر على صدقية الرسائل التي اعترضها عناصر المخابرات البريطانية، التي كانت تتحدث عن مخطط لتفجير كبير في المنطقة.
الحكومة البريطانية من جهتها فرضت المزيد من القيود على سفر مواطينها إلى المنطقة سواء لشرم الشيخ أو إلى جهات أخرى، خاصة وأن ما صدر عن البيت الأبيض في واشنطن باحتمالية أن يكون انفجار على متن الطائرة، عزز من فرضية لندن بأن ما تم اعتراضه من رسائل لعناصر تنظيم الدولة هو فعلاً جزء من مخططهم.
قرار بريطانيا بتعليق الرحلات الجوية يوم الأربعاء الماضي وعقب سقوط الطائرة الروسية مباشرة، أثار انتقادات مصرية وروسية، حيث هاجمت مصر وروسيا، بريطانيا كونها اخفت معلومات استخباراتية ولم تتبادلها معهم، ناهيك عن أن قرار تعليق الرحلات كان سابقاً لأوانة من وجهة نظر موسكو والقاهرة.
وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند اعترف بأن بلاده ربما حصلت على معلومات استخباراتية وأن بعضاً من تلك المعلومات يجري تبادلها غير أن بعضها الآخر لا يمكن تبادله، مؤكداً أن تعليق الرحلات هو إجراء احترازي فقط.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إنه من المؤسف حقاً أن تعتقد الحكومة البريطانية أن لديها معلومات يمكن أن تلقي الضوء على ما جرى في سماء مصر دون أن تتبادلها.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية سيناء قد أعلن فور سقوط الطائرة الروسية صباح السبت الماضي، بأنه من قام باسقاط الطائرة الروسية، قبل أن يعود الأربعاء إلى التأكيد مرة أخرى على أنه من قام بالعملية، مؤكداً أنه سيكشف كيف تم إسقاط الطائرة في الوقت الذي يراه مناسباً.
وإلى الآن، تواصل السلطات المصرية برفقة خبراء روس ودوليين فحص بقايا حطام الطائرة الروسية التي كان على متنها 220 راكباً، التي تحطمت في صحراء سيناء، حيث ترفض مصر، حتى الساعة، فرضية وجود عمل إرهابي وراء سقوطها، بينما لا تزال موسكو تبحث عن الأسباب، في حين سارعت كل من لندن وواشنطن إلى تبني إمكانية وجود قنبلة على جسم الطائرة أدى إلى تحطمها في الجو وانفجارها.