أعلنت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم الثلاثاء في اجتماعها الطارئ في زيوريخ تثبيت موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 شباط (فبراير) المقبل على الرغم من الفوضى الشاملة وفضائح الفساد التي تهز المنظمة الكروية العالمية وايقاف رئيسها المستقيل جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني.
وكان التثبيت متوقعا بما انه لم يتم تقديم أي طلب بالتأجيل. وحتى الآن تقدم مرشحان بارزان للانتخابات هما سمو الأمير علي بن الحسين وبلاتيني الموقوف 90 يوما من طرف لجنة الاخلاق التابعة للفيفا.
وانطلق الاجتماع صباح الثلاثاء واختتم في تمام الساعة 30ر11 بتوقيت غرينتش وحظي بمتابعة إعلامية كبيرة وحضور نحو 100 صحفي دولي بمقر الفيفا في زيوريخ بحسب ما لاحظت وكالة فرانس برس.
لكن في نهاية الاجتماع، اكتفى الاتحاد الدولي بتعليق مختصر على حسابه في "تويتر" واعدا على الخصوص بشفافية أكثر بالنسبة للجنة الاخلاق (التي أوقفت بلاتر وبلاتيني) دون مزيد من الدقة.
وتقرر الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي غداة زلزال جديد من زلازل الفساد التي تضرب المنظمة الكروية العالمية والذي تم الإعلان فيه عن ايقاف بلاتر وبلاتيني، الذي كان حتى ذلك اليوم المرشح الأقوى لخلافة السويسري على رأس الفيفا، بسبب الدفع غير المشروع لمبلغ مليون و800 ألف فرنك سويسري حصل عليها الفرنسي من فيفا العام 2011.
واعترف بلاتيني في حديث لصحيفة "لو موند" الفرنسية بان لا وجود لعقد مكتوب بشأن تحويل المبلغ من قبل رئيس الفيفا إلى حسابه الخاص مشيرا الى ان اتفاق "جنتلمان" حصل بين الاثنين.
واوقفت لجنة الاخلاق بلاتر وبلاتيني 90 يوما، فيما تعامل القضاء السويسري مع مواطنه كمتهم ومع الفرنسي كشاهد.
ويملك المرشحون للانتخابات الرئاسية مهلة حتى 26 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي لتقديم طلبات الترشيح، على ان تبحث لجنة الانتخابات بعد ذلك ترشيحاتهم وهي تتكون من الاشخاص ذاتهم الذين قرروا ايقاف بلاتيني.
وشكل هذا الاجتماع نقطة تحول رئيسية بالنسبة إلى بلاتر الذي دخل الفيفا العام 1975، كونه "الاجتماع الأول للجنة التنفيذية دون حضوري منذ 40 عاما" بحسب تصريح لاذاعة ار ار او تي في" السويسرية. الغياب القسري لبلاتر وبلاتيني، القوتان الضاربتان في كرة القدم العالمية -الفيفا والاتحاد الأوروبي- هو في حد ذاته حدث كبير يجسد وحده الأزمة غير مسبوقة التي يعيشها الاتحاد الدولي للعبة.
ومع ذلك، لم تكن هناك ثورة متوقعة من هذا الاجتماع الطارئ الذي قاده الكاميروني عيسى حياتو، الرئيس بالوكالة، والذي تم خلاله الكشف عن التوصيات الأولى للجنة الإصلاحات والتي تسعى إلى اعادة المصداقية إلى مؤسسة تعرضت لهزات كثيرة في الاشهر الأخيرة أبرزها حصر رئاسة الفيفا في 12 عاما (اي 3 ولايات من اربع سنوات، انتخب بلاتر لولاية خامسة في 29 أيار(مايو) الماضي)، وتحديد سن الرئيس في 74 عاما (بلاتر عمره 79 عاما) وفصل واضح للسياسة وادارة الفيفا.
وكان هناك اجماع في الاسابيع الأخيرة على اقامة الانتخابات في موعدها، واعتبر الاتحاد الأوروبي الخميس الماضي ان الانتخابات لاختيار رئيس جديد للفيفا "يجب ان تجري في 26 شباط (فبراير) 2016 وألا تؤجل"، وهو ما طالب به سمو الأمير علي الذي وقال "مع ازدياد عمق الأزمة فقد برزت الحاجة لأن يتجاوز الاتحاد مرحلة القيادة المؤقتة وأن ينتخب رئيسا يتحمل المسؤولية. إن تأجيل الانتخابات المقررة سيرجئ فقط التغيير المطلوب وسيصنع المزيد من عدم الاستقرار، وستكون تلك بمثابة رسالة للعالم أنه لم تتم الاستفادة من الدروس وأن صفقات الباب الخلفي نفسها التي شوهت سمعة الفيفا في المقام الأول ما تزال مستمرة". كما قال بلاتر يوم الجمعة الماضي: "لا اعتقد بانها (الانتخابات) ستتأجل".
وكانت المفاوضات والمناقشات غنية في الكواليس على الخصوص. كما ان الاجتماع كان في الواقع فرصة للاتحاد الأوروبي لجس نبض الاتحادات القارية الاخرى، ومعرفة ما اذا كان هناك احتمال لـ"خطة باء" في حال ثبت تورط بلاتيني في فضيحة الفساد. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن الخميس الماضي انه "مهما حصل في الأيام المقبلة، سيكون لدينا قرار نهائي حتى 26 تشرين الأول(أكتوبر) (آخر مهلة لتقديم طلبات الترشيح). سيناقش اعضاء الاتحاد الأوروبي مع الفيفا. سنرى ما اذا كان مرشح آخر سيتقدم، ما اذا كان هناك أوروبي سيتقدم. لقد بحثنا جميع هذه الامور لكن لم يتخذ أي قرار بهذا الشأن".
كما أن احتمال ترشح رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم ال خليفة، نائب رئيس الفيفا، قد يخلط الأوراق مجددا.ويعيش عالم كرة القدم في صراع من الزمن، فهناك 5 أيام فقط تفضل عن المهلة الرسمية لتقديم طلبات الترشيح الى رئاسة الفيفا (26 تشرين الأول(أكتوبر)) والأمور يمكن ان تتطور بسرعة. قرار غرفة الاستئناف في الفيفا، والتي لجأ اليها بلاتر وبلاتيني، يمكن أن يصدر هذا الأسبوع، بحسب مصدر مقرب من الملف سألته وكالة فرانس برس الجمعة.
وإذا لم يكن القرار في صالحهما، فقد أعلن بلاتيني سابقا انه سيحتكم الى محكمة التحكيم الرياضي في لوزان، فيما دعا الاتحاد الأوروبي الخميس الى "قرار نهائي يصدر منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) على ابعد تقدير" كي يتمكن رئيسه من مباشرة حملته في حال تمت تبرئته.
لكن الصعوبات لن تتوقف عند هذا الحد بالنسبة الى بلاتيني. فمصيره معلق بين يدي اللجنة الانتخابية التي يتعين عليها مصادقة أو رفض ترشيحه. وهي اللجنة التي تضم الأعضاء انفسهم الذين قرروا ايقافه، وبالتالي من الصعب ان يصادقوا على ترشيحه.
وأعلنت اللجنة التنفيذية أن ترشيح بلاتيني لرئاسة الفيفا لن تتم دراسته من قبل اللجنة الانتخابية خلال فترة ايقافه 90 يوما.
وأضاف رئيس لجنة التدقيق والامتثال في الاتحاد الدولي دومينيك سكالا انه في حال تم رفع هذا الايقاف أو انتهائه (في الأسبوع الأول من كانون الثاني(يناير) المقبل بالنسبة لبلاتيني) قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقرر في 26 شباط (فبراير)، فان لجنة الانتخابات "ستتخذ قرارها" وقتها.
واوقفت لجنة الاخلاق الرئيس المستقيل جوزيف بلاتر وبلاتيني، الذي كان حتى ذلك اليوم المرشح الاقوى لخلافة السويسري على رأس الفيفا، 90 يوما بسبب الدفع غير المشروع لمبلغ مليون و800 الف فرنك سويسري حصل عليها الفرنسي من فيفا العام 2011.
ولا يعتبر تأجيل بحث طلب ترشيح رئيس الاتحاد الدولي خبرا سيئا حتى اللحظة. لكن ايقافه مؤقت، ولم تتحدث لجنة الاخلاق حتى الآن عن مضمون العقوبة.
وعين الاسباني انخل ماريا فيار لونا رئيسا للجنة تنظيم مونديال 2018 المقررة في روسيا بعد ان كان بلاتيني يشغل هذا المنصب