حكاية الراهب الشوبكي

حكاية الراهب الشوبكي
أخبار البلد -  
نحن مدينون للصديق الاستاذ طه علي الهباهبة بمجمل حفرياته المعرفية الشائعة وبما أخرجه من كتب متتالية في الادب الشعبي والحكايات التراثية، ثم اخيراً بكتابه القيم «الشوبك.. التاريخ والوجدان الشعبي» الذي صدر في جزءين عن دار امجد للنشر والتوزيع في عمان، وبدعم من وزارة الثقافة الاردنية.. ولعل اهتمام الاستاذ طه بخيالنا الشعبي وبحقائق تاريخنا القريب والبعيد، واتساع انظاره لتحيط بالمعقول واللامعقول من تراثنا، ان يكون وراء هذه المتعة التي نستشعرها ونحن نقرأ اعماله، ناهيك بما اثمرته رحابة هذا الاهتمام من سماحة روحية وهدأة موضوعية تبدتا على نحو ملموس في كتابه الاخير الذي اشرنا اليه آنفا، والذي كان اهداؤه الى روح الحاج علي الهباهبة والحاجة فاطمة حمد الهباهبة والدي المؤلف، والى كل الاجيال التي خرجت من صلب الشوبك، بالغ الدلالة على الدافع الشعوري العميق وراء هذا البحث المضني في بطون المراجع والمصادر ذات الصلة، من عربية واجنبية، فضلاً عن الرحلات والمقابلات، وتتبع مواطن الاحداث، الامر الذي يؤكد هيام المؤلف بمدينته الاثيرة التي «تشبه الألماسة، من حيث اتيتها وجدتها تشع وتلمع: تاريخ لا ينضب، وابطال كل واحد منهم حكاية..».
وعلى ان علاقة طه علي الهباهبة بالشوبك اشبه شيء بالحب الآسر، الا انه كتب فصولاً تاريخية موضوعية يفيد منها المشتغلون بالبنيان الوجداني لأمتنا العربية عبر التاريخ، وقد انبسطت مباحث فصول الجزء الاول من الكتاب على كل من العهد الصليبي والعهد الايوبي والعهد المملوكي، وكان ختامها العاطر عن الشوبك في الوجدان الشعبي، ليتحقق للكاتب مخاطبة العقول والقلوب في آن..
اما الابطال الذين كل واحد منهم حكاية، فان المؤلف الكريم يقف بنا وقفة تأمل امام واحد منهم لا ريب ان حكايته ذات دلالة على جملة من المعاني كم نحتاجها اليوم في مضطرب ما نحن فيه..
يقول الاستاذ طه: لا بد من وقفة قصيرة نذكر فيها قصة ذلك الراهب الشوبكي الذي كان يعيش منزوياً للعبادة في احد الكهوف وكيف قدّم خدمة جليلة للملك المعظم عيسى ابن الملك العادل الايوبي، وملخص ذلك ان الملك المعظم طلب من واليه على الشوبك سعدالدين مسعود ان ينفي هذا الراهب من الشوبك، ونُفي ذلك الراهب بناء على ذلك الأمر، ولكنه ما لبث ان عاد مكرّما معزّزاً الى الشوبك، واقطعه الملك بيتاً فيها، ثم تبين بعد انها كانت خطة ما بين ذلك الراهب والملك المعظم عيسى.. حيث سافر الراهب الى صقلية دون ان يشك بأمره احد، وعرف بالاتفاق المبرم في مصر بين الملك الكامل والامبراطور فردريك الثاني، والذي يتضمن مساعدة فردريك للكامل ضد الملك المعظم عيسى مقابل تسليم فردريك بيت المقدس وما جاورها..
ويستأنف الاستاذ طه قائلا: وهكذا علم الملك المعظم بخطة الكامل من خلال هذا الراهب الشوبكي، وهذا دليل على ان سكان الشوبك من النصارى كانوا يقفون الى جانب اخوانهم العرب المسلمين ضد الافرنج، وانهم كانوا يعيشون حياة هانئة خالية من التعصب الديني الذي برز بظهور غلاة الصليب المقدس، وانهم كانوا يتمتعون بكامل حقوقهم المدنية، وكانت لهم حرية العبادة وممارسة معتقداتهم، وان هذا الراهب اثبت ان الولاء للشوبك التي يعيش فيها (وينتمي اليها) اهم بكثير من تلك الشعارات البرّاقة المزعومة».
هذه هي حكاية الراهب الشوبكي كما اوردها الاستاذ طه الهباهبة، وهي تذكرنا بحكايات مشابهة قديمة وحديثة بعضها من العهد الايوبي كحكاية عيسى العوام الذي قاتل مع صلاح الدين الايوبي، وحكاية الطيار السوري جول جمال الذي حارب مع المصريين ضد العدوان الاسرائيلي، وذهب أُنموذجاً يحتذى في التضحية والفداء.
وفي ختام هذه الوقفة العجلى مع الجزء الأول من كتاب الصديق الاستاذ طه علي الهباهبة «الشوبك: التاريخ والوجدان الشعبي»، ونظراً لاهتمامه المتواصل بالحكاية الشعبية عند العرب وعند غيرهم من الأمم، فاننا نهديه – شخصياً – هذه الحكاية الشعبية الصينية التي تقول:
جاء في ابناء سلطنة هايكانغ الصينية ان سلطانها المحبوب كان كلما عين وزيراً للسلطنة ادركت هذا الوزير غيبوبة غريبة اذهلته عن نفسه وعن مهماته الموكولة اليه، فلما تمادت هذه الحال طلب السلطان العرافين وطلب منهم حلاً لهذا اللغز المحير، وضرب لهم موعداً يوافونه فيه بهذا الحل فلم يأتِ احد منهم بطائل، وكان للسلطان المحبوب ابنة حكيمة تكثر النظر في علوم الاوائل وتعلم من طبائع البشر ما لا يعرفه اقرانها فتقدمت من السلطان قائلة: احسب يا مولاي ان حل هذه المعضلة بسيط، بل أبسط شيء يمكن ان يخطر على البال، قال السلطان: وما هو يا اميرتنا الحكيمة. قالت ابنة السلطان: اذا ما عزمت يا مولاي على تنصيب وزيرك القادم، فدعه لا يجلس على كرسي الوزارة الا حافي القدمين، ذلك هو الحل المنشود يا مولاي، وسيرى جلالتكم صدق ما اقول.
وتقول الحكاية الشعبية الصينية ان اول وزير تم تنصيبه بعد ذلك جلس على كرسيه حافياً، وانه لم يصبه الذهول ولا ادركته الغيبوبة، كما تقول ان السلطان طلب من ابنته الحكيمة تفسير الأمر، فما زادت على ان قالت:
«لقد أفدت هذا الحل يا مولاي من إلياذة هوميروس الاغريقي، ومن حكاية «هرقل» الذي كان اذا رفعت قدماه عن امه الارض فقد قوته، واذا التصقتا بها عادت اليه تلك القوة، فأردت ان تلتصق قدما وزيرك المختار بالأرض التي خُلق منها واليها يعود، فكان ما اقترحته يا مولاي».
وتقول الحكاية الصينية ان وزراء «هايكانغ» عمدوا بعد ذلك الى تراب يجمعونه من انحاء السلطنة، ويضعون اقدامهم فيه، وانه قد غبرت عهود على هذا التقليد حتى صارت سلطنة هايكانغ مثالاً يُذكر وحديثاً يُستذكر، ثم طار طير هذه الحكاية، ولكم طويل العمر ايها المعتبرون..
وبعد، فهذه اطلالة اولى على كتاب يستأهل الوقوف المليّ المستأني والدرس العميق، وعسى الله ان يوفقنا لوقفة اخرى معه توفيه حقه وحق كاتبه الكريم.
 
شريط الأخبار سقوط شظية بطول مترين في السلط منفذا عملية يافا طعنا جنديًا واستوليا على سلاحه... وتضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى إعادة فتح الأجواء الأردنية سقوط شظايا فوق سطح منزل في المفرق بيان صادر عن وزارة الداخلية الأمن العام يدعو المواطنين إلى الابتعاد عن أي جسم غريب والإبلاغ عنه القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد... وتدعو المواطنين للبقاء في المنازل الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل 200 صاروخ في نصف ساعة.. إيران تضرب إسرائيل والأخيرة تتوعد فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 200 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين