من يصنع ثقافة الأردنيين الجديدة ؟

من يصنع ثقافة الأردنيين الجديدة ؟
أخبار البلد -  
ربما نكون نحن الجيل المخضرم الذي شهد ثقافة الجيل القديم ويشهد الآن ثقافة الجيل الجديد، فنحن سلخنا جزءاً من أعمارنا مع آبائنا المزارعين، حيث كنا نشارك في أعمال حراثة الأرض وبذر الحبوب وزراعة الخضروات، ونشارك في أعمال الحصاد وقطف الثمار، وكذلك المشاركة في أعمال الرعي والعناية بالحيونات المنتجة، وأصبحنا اليوم أساتذة جامعات وأطباء ومهندسين ومعلمين وتجارا ومغتربين، وانتقلنا إلى العاصمة والمدن الكبيرة، حيث مكان العمل. نحن نمثل الجسر بين جيل وجيل، وبين حياة سابقة وحياة جديدة مختلفة تماماً، فآباؤنا وأبناؤنا نتاج مرحلة مختلفة تماماً، برؤيتها وثقافتها وأدوات انتاجها، وأنماط التعامل بين أفرادها وأسرها، وفي طريقة التعاطي مع العلم والمعرفة، وفي طريقة تكوين الصداقات، وملامسة السياسة العامة، وفي طريقة تشكل الشخصية على نحو شامل. معظم أساتذة الجامعات الكبار في هذه الأيام، وأغلب كبار الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والشخصيات الوطنية، يحمل قسطاً وافراً من الذاكرة عن كيفية ذهابه إلى المدرسة مشياً على الأقدام مسافة كبيرة, وكيف درس في صفوف مجمعة، ويحمل في جعبته قصصاً وافرة عن ذهابه في الليل الدامس للبحث عن «عنزة» ضائعة، لم تلتحق بقطيعها أو عن حمار ضال، وربما صادف وحشاً راكضاً، أو سمع بوماً ينعق بعنف مروع، أو عن السير تحت المطر ساعات طويلة، حيث لم يستطع قطع الوادي الذي فاضت به السيول الغزيرة، وربما تقطع حذاؤه وسار حافياً مسافة ليست بالقصيرة، بالإضافة إلى ساعات مرح ولعب مع الخلان (كم السّير)، أو «الكيزة» لعبة التصويب بالحجارة الصغيرة نحو الكبيرة، أو لعب «الدواحل والقلول» وكرة الشرائط، أو البحث عن الثمار البريّة، وما تنتجه الأرض في أيام الربيع، وقصص كثيرة ومتنوعة لا تنتهي. الجيل الجديد يدرس في مدارس خاصة، ويحتاج إلى مراكز تعليمية ومدرسين خصوصي، والبيت الواحد فيه أكثر من سيارة، وكل شخص في العائلة معه هاتف خاص به، في الوقت الذي كانت فيه القرية كاملة تحظى بخط هاتفي واحد، وأحياناً لا تستطيع الحصول عليه، ولا تصلها الكهرباء ولا الماء ولا خطوط سرفيس، وربما لا تملك طرقا معبدة. اليوم لا تكاد تجد أردنياً يعمل في الباطون وأعمال البناء، ولا تجد عاملاً في أعمال الحقل والبيدر، ولا في قطف البندورة، وعندما تمر بمحطة الوقود لا تكاد تلمح أردنياً، ولا تجد أردنياً حارسا لعمارة، أو عاملاً لدى سوبر ماركت، وكأن هذا النوع من العمل أصبح يجلب المعرّة ويقلل من المكانة.

إزدهر لدينا استيراد الخادمات من شرق آسيا، والآن وزارة العمل تبحث عن أسواق جديدة للبحث عن خادمات المنازل مثل تانزانيا وغانا ونيبال وغيرها، وأصبح كثير من أبنائنا وبناتنا لا يخدم نفسه في البيت، ويشعر بالامتهان إذ تمت رؤيته وهو يغسل صحناً أو يمسح أرضاً، أو يرتب منزله وسرير نومه. ما راعني اليوم عندما علمت أن بعض الآباء يشكون من أبنائهم أنهم يربون كلباً أو كلبين وأكثر في بيوتهم الجديدة، حيث أن هذه الكلاب والقطط تحتاج إلى رعاية خاصة، داخل البيت وخارجه، وتحتاج إلى أطباء وعيادات ومراجعة مستمرة لدى البيطري المختص فله سجل وبطاقة تطعيم، ويحتاج إلى ترفيه عن النفس أيضاً. المشكلة أننا في بلد فقير، مديونيته تتجاوز الثلاثين مليار دولار، وليس هناك أمل بزيادة الانتاج القومي القادر على سداد الدين، والقادر على استيعاب البطالة المتزايدة، التي تقترب من 30% في أوساط الشباب والخريجين الجدد، والمساحة الزراعية تتقلص، والمياه تتناقص، ومعدلات الأمطار تنخفض، وسوف نجد صعوبة بالغة في توفير مياه الشرب الصالحة فضلاً عن العجز الكبير في الميزان التجاري والعجز المتزايد في الموازنات العامة، والحيرة الشديدة عن مصدر هذه الثقافة الوافدة التي لا تتناسب مع وضعنا ولا مع دخلنا القومي، وهي غريبة كل الغرابة عن واقعنا البائس، بالإضافة إلى ثقافتنا الاستهلاكية الشنيعة التي لاتمت إلى حقيقتنا الاقتصادية بصلة.
 
شريط الأخبار سقوط شظية بطول مترين في السلط منفذا عملية يافا طعنا جنديًا واستوليا على سلاحه... وتضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى إعادة فتح الأجواء الأردنية سقوط شظايا فوق سطح منزل في المفرق بيان صادر عن وزارة الداخلية الأمن العام يدعو المواطنين إلى الابتعاد عن أي جسم غريب والإبلاغ عنه القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد... وتدعو المواطنين للبقاء في المنازل الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل 200 صاروخ في نصف ساعة.. إيران تضرب إسرائيل والأخيرة تتوعد فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 200 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين