أخبار البلد-
اجلت السلطات التشيلية مليون شخص بسبب تحذير من حصول تسونامي بعد زلزال عنيف ضرب وسط البلاد مساء الاربعاء واسفر عن سقوط خمسة قتلى ومفقود واحد.
والقتلى هم امرأتان وثلاثة رجال.
ونقل القسم الاكبر من الاشخاص الذين تم اجلاؤهم الى المناطق المرتفعة في المدن الساحلية.
وقال مساعد سكرتير وزارة الداخلية محمود الاوي "نأسف لوفاة خمسة مواطنين تشيليين … ونقدم تعازي الحكومة لجميع اقربائهم” مضيفا "نقدر عدد الذين تم اجلاؤهم بمليون شخص”.
وافاد الاوي عن اعلان حال الكارثة في مقاطعة تشوابا حيث مركز الزلزال بقوة 8,3 درجات بحسب المعهد الجيولوجي الاميركي.
وقال المسؤول "انه سادس اقوى زلزال في تاريخ تشيلي والاقوى للعام 2015 على الصعيد العالمي”.
واطلقت البحرية التشيلية انذارا من وقوع مد بحري على مجمل سواحل البلاد الواقعة على المحيط الهادىء. وتم الابقاء خلال الليل على الامر باجلاء سكان المدن الساحلية باستثناء مناطق لوس لاغوس وايسين وماغايانيس في الجنوب.
ومن المفترض ايضا إجلاء سكان جزيرة الفصح التي تبعد 3750 كلم عن سواحل تشيلي، فيما صدر تحذير من حصول تسونامي في الجانب الاسيوي من المحيط الهادئ، يتعلق خصوصا ببولونيزيا الفرنسية.
وعلى ساحل تشيلي، وصلت امواج عاتية الى وسط عدد من المدن في منطقة كوكيمبو حيث مركز الزلزال وفالبارايسو على مسافة 120 كلم غرب العاصمة، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون.
وقالت الرئيسة ميشال باشليه "حتى وان كان تسونامي حصل فعلا، الا الدفعات الاخيرة من الامواج تتراجع، لكننا نعرف ان هزات ارتدادية قد تحصل ولذلك سنستمر في تقييم الوضع على مدار الساعة”.
وتوقفت الدروس في مدارس البلدات الساحلية في المنطقة الوسطى الشمالية، الاكثر تضررا من الزلزال، وحرمت حوالى 245 الف عائلة من التيار الكهربائي على المستوى الوطني.
ووقع الزلزال عند الساعة 19,54 (22,54 تغ) في البحر، على مقربة من مدينة ايلابل البالغ عدد سكانها 31 الف نسمة وحيث اصيب عشرة اشخاص بجروح وانهار عدد كبير من المنازل وانقطع التيار الكهربائي.
وحدد المعهد الامريكي للجيولوجيا مركز الزلزال على بعد 230 كلم شمال سانتياغو قرب ايلابل.
واحصيت ليل الاربعاء الخميس نحو عشرين هزة ارتدادية كان بعض منها قويا، فاضطر الناس الى البقاء في حالة استنفار وترقب.
وتسبب الزلزال في سانتياغو، العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 6,6 ملايين نسمة، بحالة ذعر غير مسبوقة، حملت الاف الاشخاص على النزول الى الشوارع، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
وقال بابلو سيفوينتيس، احد سكان العاصمة، لاذاعة كوبيراتيفا، "خرجنا من بنايتنا، وبدأ كل شيء يهتز بقوة”.
وروت غلوريا نافارو التي تقيم في سيرينا شمال البلاد حيث لحقت اضرار جسيمة بمركز تجاري غير ان عشرات الاشخاص تمكنوا من الخروج منه في الوقت المناسب، "كان الناس يركضون في كل الاتجاهات، ولم نكن نعرف في اي اتجاه نركض”.
وشعر بالهزة الارضية سكان بوينوس ايرس التي تبعد 1400 كلم وقد اهتزت المباني فيها، كما تاثرت الانارة العامة.
وقالت سيلينا اترافي (65 عاما) التي تسكن في برج من 25 طابقا في حي بالفانيرا قرب وسط المدينة، لوكالة فرانس برس، "بدأ الذعر يسيطر عليها، فالبرج لم يتوقف عن الاهتزاز″.
وكتبت ماريا فرناندا ميخيا، مؤلفة كتب الاطفال المقيمة في جنوب بوينوس ايرس على موقع فيسبوك "كل شيء تحرك في الشقة! من حسن الحظ ان البناية محصنة ضد الزلازل. وجميع الجيران نزلوا مذعورين، لكن الامور على ما يرام”.
وشعر بالهزة ايضا سكان عدد كبير من مناطق الارجنتين، مثل كاتامركا وتوكومان (شمال) ومندوزا (غرب) وكوردوبا (وسط).
وتقع تشيلي على ما يسميه علماء الجيولوجيا حزام النار في المحيط الهادئ، حيث تلتقي صفائح تكتونية يؤدي احتكاكها ببعضها البعض الى نشاط زلزال وبركاني كثيف، ولذلك يبقى البلد متحسبا لمثل هذه الكوارث.
وفي شباط/ فبراير 2010، اجتاح زلزال بلغت قوته 8,8 درجات وتلاه تسونامي قرى بكاملها على ساحل وسط جنوب تشيلي، واسفر عن 523 قتيلا و24 مفقودا وتسبب بأضرار بلغت قيمتها 30 مليار دولار.