ابتداءً أود التأكيد على احترامي الكامل لرجال الأمن العام, وهم الذين يؤدون واجبهم تحت أقسى الظوأصعبها,لكنالمؤكدأن ذلك لاينسحب على جميع منتسبي هذا الجهاز, الذي نثق أن مديره الفريق حسين المجالي يريده مثالياً, وليس ممكناً مقارنة سلوك رجال الامن في المراكز الحدودية مع سلوك العاملين في المخافر أو دوريات النجدة فكل من هؤلاء يتعامل مع طبيعة بشرية مختلفة, وبينما يكون عدد المخالفين للقانون نادراً في مركز الحدود, فإن المخافر تستقبل على الاغلب أصحاب السوابق, ومعتادي مخالفة القوانين والانظمه.
رجال السير وهم المقصودون بهذه الرسالة يحتكون بكل صاحب سيارة, سواء كان مخالفاً أو غير ذلك, وفي اليقين أن هذا الاحتكاك يجب أن يكون ناعماً, فمهمة رجل السير كما نفهمها هي مساعدة المواطن في الحفاظ على سلامته, من خلال إلزامه السياقة بسرعة معينة لايتجاوزها, أو إجباره على استعمال حزام الأمان, أو منعه من التجاوز الخاطئ, أو كسر إشارة المرور الحمراء, وهم المكلفون بمنع كل مخالفة لقوانين السير, التي نفهم أنها شرعت لخدمة المواطن, في حين يعتقد بعض العاملين في شرطة السير أنهم جباة, وليس أكثر من ذلك, ويفخرون بهذا الدور الذي يدخل دون شك في باب القمع.
ثمة حادثة أردت أن تكون بين يدي الفريق المجالي وملخصها أنني بتاريخ 5-4-2011 قصدت مطار الملكة علياء, لاستقبال ضيف قادم على الملكية الاردنية من أربيل – العراق, وقد وصلت في الموعد المحدد, توقفت على الشارع الرئيسي للسؤال عن المكان الواجب علي الانتظار فيه, كان رجل السير واقفاً فطلبت منه الاذن للتوقف لدقائق للسؤال فوافق على ذلك, وطلب أن لاأتأخر عن دقيقتين, دخلت بوابة المطار ومكثت حوالي الثلاث دقائق لاأكثر, حتى عرفت أنني في المكان الصحيح, فخرجت لأحرك سيارتي من موقعها إلى الموقف المخصص للزوار, لأجد أن شرطي السير الذي سمح لي بالوقوف قد كتب لي مخالفة ووضعها على زجاج السيارة.
توجهت للشرطي المحترم وكان واقفاً مع زميلين له, وسألته لماذا خالفني؟ فقال إنني تأخرت عن الوقت الذي سمح لي به وهو دقيقتان, واكتشفت أنني احتجت لثلاث دقائق للحصول على المعلومة التي كنت أبحث عنها, أصبت بالدهشة وكنت أسأل نفسي إن كان حين سمح لي بالوقوف يخدعني, أو يسخر مني, أو ينصب لي فخاً, أو يمارس هواية إيذاء المواطنين؟ ولم يحرك زميلاه ساكناً فيما كان هو يبتسم ابتسامة الانتصار وأنا أقول له إنه عمل بأصله, وأعترف أنه اكتفى بابتسامته الشامته, تاركاً لي حالة القهر والإحباط.
أعرف أنني في آخر الأمر سأدفع قيمة المخالفة, لكنني أتوجه بهذه الرسالة للفريق المجالي, للإنتباه إلى هكذا تصرفات تسيئ إلى جهاز الامن العام بأكمله, خصوصاً وأننا نفاخر بتصرفات هذا الجهاز, ونأمل أن لانكون سذجاً, وأن يكون شرطي المطار استثناءً وليس قاعده, ولدي ملاحظة تؤكد أن غريمي الشرطي كان مستعجلاً جداً, بدليل أنني لم أتمكن من قراءة معلومة واحدة من التي دونها على مخالفتي, ولم أتمكن من معرفة إسمه, لكن رقمه موجود لدي, إذا فكرت مديرية السير بسؤاله عن الواقعة, إن لم تكن وجهته إلى ذلك التصرف.