يتسرب نحو "100″ طبيب سنويا من وزارة الصحة وفق احصاءات الوزارة بسبب ضعف الحافز المادي للاطباء ، وتتوقع نقابة الاطباء ارتفاع نسبة التسرب وهجرة الكفاءات للعمل في الخارج.
وكانت وزارة الصحة طلبت العام الماضي بتعيين "1500″ طبيب، استنكف عن التعين منهم 40 %.
وتساهم الاعتداءات على الكوادر الطبية ايضا التي وصلت خلال العامين الماضيين الى نحو "200″ اعتداء على عزوف الاطباء عن العمل في وزارة الصحة.
وقال الدكتور هاشم ابو حسان نقيب الاطباء في تصريحات صحافية ان 90 % من الاطباء المعتدى عليهم يعملون في وزارة الصحة.
ويعمل في وزارة الصحة نحو "4700″ طبيب سبق لهم ان توقفوا عن العمل وقدموا اسقالات جماعية للمطالبة بتحسين خدمات وزارة الصحة وزيادة عدد الاطباء ومنع التسرب وذلك من خلال انصاف الطبيب في الوزارة . محذرين من ان استمرار نهج الوزارة في التعامل السلبي مع مطالب الاطباء للحفاظ على القطاع الطبي العام سيؤدي الى انهيار القطاع ويحول الوزارة الى وزارة تطعيم فقط.
وزير الصحة الاسبق الدكتور زيد حمزة قال في مقالات منشورة ان القطاع الصحي العام في الاردن يعاني من حالة تدهور مستمرة برغم التقدم العلمي ووجود الارضية الخصبة لتقدمه على الامكانات المهنية والمادية.
ويضيف ان غياب ارادة التغيير في وزارة الصحة ادت الى تراجعها برغم ارتفاع موازنتها، مبينا ان هجرة الكفاءات الطبية بسبب التعقيدات التي يوجهها الاطباء وتدني الرواتب وعدم السماح لهم بالعمل في القطاع الخاص اثناء الخدمة من اهم اسباب تراجع القطاع الصحي الرسمي.
عدد من الاطباء أكدوا ان هجرة الكفاءات لم تكن وليدة المصادفة بل ان اجواء وبيئة العمل التي يعمل بها الاطباء في الصحة اصبحت طاردة للكفاءات ولم يعد اي طبيب يطمح ان يعمل في الوزارة . وان وزارة الصحة اصبحت ممرا للطبيب لا مقرا.
واشـــــاروا الى ان الوزارة تقـــــوم احيــــــانا بالاعلان عن حاجتها لتعـــــيين اطباء اختـــــصاص الا ان احدا لا يتـــــقدم. ولذلك فان محافظات الجنوب كاملة تخلو مســــتشفايتها من اطباء اختصاص مثل القلب والاعصاب والمفاصل وغيرها.
ويقول الدكتور هاشم ابو حسان ان اسباب هجرة الكفاءات الطبية من الاردن كثيرة اهمها تراجع الدخل مقارنة مع القطاعات الاخرى.
وبين ابو حسان في تصريحات صحافية عديدة ان هجرة الكفاءات لا تنعكس على جودة الخدمات الصحية المقدمة في القطاع العام فقط بل على كل القطاعات الصحية خاصة ان 60 % من الادنيين يتلقون العلاج في مستشفيات الصحة ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود.
ويقول ابو حسان ان معالجة هذا النزف يتطلب من الوزارة معالجة الكثير من القضايا للحفاظ على كفاءاتها وفي مقدمتها تحسين الظروف الادارية وبيئة العمل للاطباء وتحسين الاوضاع المادية وهي الاساس.