" جرش" حالة فريدة، مدينة تزهو بذاتها عبر العصور، راسخة وثابتة برغم الكوارث والزلازل والزمن، متجددة دائما، لاتقبل الا ان يكون اسمها في الصفوف الاولى، يردده الناس ، فالمكان محفور في وجدان الزمن، وشاهد على الابداع الانساني، وحاضنة له، ولذلك كان طبيعيا ان يتردد اسمها في الزمن المعاصر ليس كمدينة اثرية، انما كحاضنة لواحد من المهرجانات العالمية، واضافت هذا العام عليه انها عروس الثقافة الاردنية 2015. د.عقلة القادري، مدير ثقافة جرش، الذي يعمل بصمت، بعيدا عن الضجيج الاعلامي، ويتابع الفعاليات المختلفة، كان لا بد من الالتقاء به للاقتراب من ملف جرش مدينة للثقافة 2015.
* هل مجمل البرامج يعكس حال التفاعل الثقافي في المحافظة؟
لا نستطيع الحكم على مجمل البرامج الثقافية لانها لاتزال قيد التنفيذ، وما تم تنفيذه يشكل جزءا فقط من مجمل البرنامج، ولذلك فانه من المبكر الحكم بشكل قاطع، ولكن ماتم تنفيذه حتى الان عكس حالة ممتازة من التفاعل الثقافي في مدينة الثقافة.
* ماتوقعاتك للمردود الثقافي على الافراد والهيئات والمؤسسات في المحافظة؟
لدي امل كبير بان يكون هناك مردود كبير بعدة اتجاهات، حيث هناك تنشيط للحراك الثقافي من خلال تنفيذ عدد كبير من المشاريع، اكبر من السنوات السابقة، وكذلك ابقاء التواصل مع المجتمع المحلي والبيئة المحيطة، ومعرفة حاجات الجمهور والتوسع في البرامج، الى جانب زيادة الخبرة في تسيير العمل الثقافي، وتعزيز مفهوم التشاركية مع الهيئات الثقافية، وتبادل الخبرات، وبالطبع هناك مردود مادي حيث انه تتم تغطية كافة المصاريف والنفقات مما يدفع الجهات ذات العلاقة للمبادرات الثقافية دون التفكير في العائق المادي. اما على مستوى الافراد فانهم يستفيدون باكثر من اتجاه سواء من خلال المبادرات الفردية، او من خلال مؤسساتهم، والفرصة مواتية للكشف عن المواهب والابداعات لشباب المحافظة.
* هل تفاعلت الهيئات الثقافية بالشكل المطلوب مع جرش مدينة الثقافة؟
منذ ان دخلت جرش المنافسة على مدينة الثقافة، وكل الهيئات تعمل على ان يكون ملف جرش قادرا على المنافسة، وقد لمست هذا الشيء بوضوح، حيث كان الجميع حريصا على الفوز، وذلك من خلال وضع برامج ورؤى وتصورات تدعم الملف، وكنا شركاء في هذا الموضوع الكل يعمل من مبدأ التشاركية والتكامل، وبعد فوز المدينة، فان كل الهيئات قدمت برامج للمشاركة بالفعاليات وفق رؤية ناضجة وبرامج مدروسة بعناية.
* مهرجان جرش على الابواب، ما تقويمك لمشاركة المدينة فيه؟
مهرجان جرش هو مهرجان وطني، وعنوان ثقافي مطلوب من الجميع العمل على تكريس نجاحه، ومنذ سنوات ونحن نشارك، وللحقيقة فان ادارة جرش حريصة جدا على مشاركة اهالي المحافظة، ومشاركاتنا في سوق الحرف اليدوية، والامسيات الشعرية، والقصصية والندوات، والفرق الشعبية، ونحرص كمديرية ثقافة ان يكون هناك تعاون وتفاعل مع ادارة المهرجان لانجاحه، لان هدفنا ورسالتنا مشتركة في نشر الوعي الثقافي بين اطياف المجتمع المحلي بما يتضمنه برنامج المهرجان من ثراء وتنوع، هذا الى جانب رسالة المهرجان باننا بلد الامن والامان وصناعة الفرح.
* تشكو بعض الهيئات من قصور دعم الوزارة لها.
دعنا ننظر للامر بموضوعية، حيث ان هناك اسسا ومعايير للدعم تنطبق على الجميع، فمن يحقق هذه الشروط والمعايير حكما يستحق الدعم، فالمعيار الاساسي هو مجمل الانشطة التي تقدمها المؤسسات والمنتديات، وهناك تقويم سنوي ومن خلال هذا التقويم تحصل الهيئات على حصتها من الدعم حسب النقاط التي تحققها في التقويم، وللعلم فان الوزارة هذا العام قامت بدعم الهيئات ضعف ما اخذته في السنوات الماضية، اضافة الى دعم هيئات جديدة، لتتمكن من تنفيذ انشطتها، وهناك ايضا هيئات اخذت دعما من الوزارة اكثر من الدعم السنوي المقرر لها، وذلك عندما تقدمت ببرامجها ومشاريعها، ووجدت فيها الوزارة انها برامج تستحق الدعم الاضافي. فالوزارة لم تقصر مع الهيئات في جرش وغيرها، فالهيئة التي تقدم برامجها وانشطتها تحصل على الدعم الذي تستحقه.