أخبارالبلد- د. فــؤاد محـيـسـن
(( من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى
نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً)) صدق الله العظيم }الأحزاب{
تصادف اليوم الذكرى السنوية السابعة لوفاة الشيخ عز
الدين الخطيب التميمي، ذلك العالم والعلم من أعلام الأمة العربية والإسلامية.
ويعد عالمنا الجليل صاحب السماحة علم من أعلام
التفكير وعالم من علماء الإسلام وهو أحد الخالدين في تاريخ الإسلام من خلال ما
أنشأه من جيل صالح.
ولقد عرف عن سماحته سعة الإطلاع والمعرفة، فقيهاً،
نقي السريرة، يتوخى الحقيقة وينأى بنفسه عن الهوى وعرض الدنيا. ولسماحته إسهامات
في خدمة الدين الإسلامي الحنيف وإيصال صورته الوسطية والمعتدلة إلى العالم.
وفي جلسة في أحد المؤتمرات الخاصة بحوار الأديان في
مركز (جون كنيدي) في جامعة هارفارد ..... ولما جاء دور سماحته ليعًرف بالإسلام قال
"الدين المعاملة" ليدهش جميع الحضور من أتباع الديانات ...... وما كان
من البروفيسور رئيس المؤتمر إلا أن جاء أمام سماحته منحنياً إجلالاً للشيخ وكلماته
الطيبة المعبرة، وقال رئيس المؤتمر: هذا أجمل ما سمعته في هذا المؤتمر.
تعددت الألقاب التي حملها سماحة الشيخ التميمي في
حياته بعد تبوئه لعدد من المناصب الرفيعة، حيث عمل مدرساً ومفتشاً ومديراً للوعظ
والإرشاد ووزيراً للأوقاف وعضواً في المجلس الوطني الإستشاري ومستشاراً لجلالة
الملك وقاضياً للقضاة وعضواً في مجلس الأعيان.
وخلال السنوات التي عايشتها مع سماحته عرفته ودوداً
في تعامله، أنيساً في جلساته، لبقاً في حديثه، قريباً جداً من أصدقائه، قوياً في
صحبته، مقنعاً في طرح آرائه وأفكاره. واسع الثقافة والاطلاع، حاضر البديهة، إنساني
في تعامله، يحترم الآخرين، ويقدر وجهات نظرهم، عادل في أحكامه وقراراته جريء في
مواقفه مؤمن بعمق؛ أن الحياة موقف وأن الرجال إنما يتفاضلون في مواقفهم الصادقة
الأمينة، المجردة من الهوى، البعيدة عن طلب المنفعة والتزلف وإرضاء الآخرين.
وأسهمت صفاته الحميدة هذه في قبول الناس له حتى أصبح
من أهم الشخصيات الدينية والوجوه الإجتماعيــــة التي عملت على إصلاح ذات البين
ومد جسور التصاهر والنسب بين العائلات الأردنية.
وفي الرابع من تموز من عام 2008، وري الثرى ودفن في
المقابر الملكية لتبقى سيرته العطرة وذكراه حية بين الأردنيين الذين ما زالوا
يستذكرون رجالاتهم الذين قدموا للوطن الكثير.
أجزم أن سماحته لم يتحول إلى فعل ماض، ولن يصبح في
عداد الغائبين بل سيظل فاعلاً مرفوعاً على سارية أعماله ومواقفه، وسيبقى ماثلاً
يمارس حضوره الدائم من خلال سيرته الذاتية العطرة.
(( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام))
صدق الله العظيم }الرحمن{.
وإنا للــه وإنا إليــه راجعـــون