أخبار البلد -

كلما لمع نجم في سماء وطني، كلما أضاء طريقنا لنبصر وطنا يمكن أن يصبح أكثر جمالا، نحبه ويحبنا نحسّن شروط العيش فيه ونفتديه، نجم جديد يشع في مجرتنا هو عمر فلاح البلاونة ابن الدفاع المدني الذي رفع منسوب التضحية والفداء والاعتزاز الوطني إلى أعلى الذرى، لينضم إلى معاذ الكساسبة والى حيدر الزبن والى هايل العبيدات ومئات غيرهم يخوضون معارك الوطن كل على جبهته.

هايل العبيدات يخوض – مع كتيبته المكونة من نحو 90 مقاتلا- معركة سلامة الغذاء والدواء الأردني، يدرأون الشر والأذى والضرر عنا وعن أطفالنا، في أصعب مواجهة وأطولها مع القوى المتوحشة التي همها الأوحد تحقيق أقصى دخل ممكن على حساب سلامة الغذاء والدواء.

حيتان يسبحون في دمنا ويَلَغون فيه، لا تردعهم العقوبات التي سرعان ما يستبدلون جلودهم ولافتاتهم لتجاوزها، ولا الغرامات التي سرعان ما يدفعونها ويدفّعوننا إياها، أما الشرف والأخلاق والوطنية والدين فليس لهم صلة بها.

اقْسَم احد التجار كاذبا أمام زوجته قائلا: وحياة الأربعة إنني أبيعك بسعر التكلفة. أوشكت زوجته على الإغماء وكظمت ذعرها وخوفها على أولادها الأربعة إلى أن غادر الزبون الذي صدّق يمين صديقه التاجر، قالت لزوجها وهي ترتجف: كيف تحلف بأبنائي الأربعة كذبا كيف؟ قال لها: يا بنت الحلال، مش عارفتيني، أنا حلفت بموبايلاتي الأربعة التي أمامك على الطاولة، وإنما "الإيمان" بالنيات!!

80 ألف زيارة لفرق التفتيش في المؤسسة العامة للغذاء والدواء عام 2014 أسفرت عن إتلاف 5225 طنا من المواد الغذائية وعن إغلاق 2530 مؤسسة تتنوع بين مطعم ومخبز وسوبرماركت ومعمل وملحمة ومحل حلويات وعصائر وبوفيه وكافتيريا وبقالة ومقهى ومحمص ومطبخ فندق وصالة أفراح ومعصرة ومسمكة ومعجنات وغيرها.

لن يتوقف الغش وإجرام التجار والصناعيين بحق المواطن ولذلك يجدر أن يتم تغليظ العقوبات التي لا تردع بالقدر الكافي ويتوجب نشر أسماء التجار والصناعيين الذين يسلبوننا وينهبوننا ويلحقون الضرر بصحتنا.

كنت صحافيا في الثمانينات وكانت وزارة التموين تزودنا بالأحكام الصادرة بحق التجار المخالفين والمتلاعبين بالأوزان والأسعار وتواريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية والسلع الأخرى، وتزودنا بأسماء التجار والمحال التجارية، فننشرها لينفضحوا وليتعزروا، وقد توقف الإعلان عن أسماء تلك الحثالة والتوقف عن فضحهم وتعزيرهم عبر الصحف، بضغوط هائلة من مافيات التجارة والصناعة على الحكومات المتعاقبة.

ونتطلع اليوم إلى إقرار قانون الغذاء ليتضمن تغليظ العقوبات، التي لا تشمل بالطبع التاجر الآدمي المحترم، والعودة إلى نشر أسماء التجار المخالفين لفضحهم وتعزيرهم وليأخذ المواطن حذره منهم، علما ان الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ودول الخليج العربي كلها تنشر أسماء التجار المخالفين الغشاشين وتوقع بهم عقوبات اشد مما نفعل وفي المقابل نرجو أن تُنشر على نطاق واسع، القائمة الذهبية التي تتضمن أسماء التاجر والمطعم والمصنع والفندق والبقالة والسوبرماركت والكوفي شوب وغيرها ليعرف المواطن، التاجر الصالح من الطالح.

العدد القليل جدا من مراقبي الغذاء والدواء لن يتمكنوا من حمايتنا إلا إذا تعاونا معهم ودققنا في الأغذية التي نتناولها وأوصلنا شكاوانا لمؤسسة الغذاء والدواء لدى اكتشاف ما يستدعي التبليغ عنه. فالسوق مليء بالغش وهو بين ظهرانينا فعلى سبيل المثال فان عدد مصانع الألبان والحليب المرخصة هو 78 مصنعا لكن المصانع العاملة غير الشرعية تزيد على 1800 مصنع، تضع علامات تجارية مقلدة أو تبيع الاجبان واللبنة "فرط" !! وحدث ولا حرج عن المخللات التي لا يزداد طرح الأطنان الفاسدة منها إلا في شهر رمضان!!

ونتمنى أن يظل حيدر الزبن مدير المواصفات والمقاييس وهايل عبيدات مدير الغذاء والدواء في أماكنهم حتى التقاعد وان لا يصبحوا وزراء!!! وبأمانة فانهم يستحقون منصب ولقب ورتبة وراتب وزير.

ذكرت سابقا أن مؤسسة المواصفات والمقاييس الإيرانية ترتبط بمرشد الجمهورية وآمل أن ترتبط مؤسستا المواصفات والمقاييس والغذاء والدواء عندنا بجلالة الملك وان يتم تحصينهما تشريعيا كي تظلا متحررتين لا تخضعان للضغوط والتدخلات. علاوة على أنه يتوجب دعم هاتين المؤسستين بالكوادر الضرورية الكافية وزيادة مخصصاتها ومكافآت شبابها المتميزين.