تحت رعاية معالي المهندس سمير الحباشنة أقامت جامعة جدارا المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآداب واللغات بعنوان " المرأة في الخطاب الأدبي والإعلامي والثقافي " في الفترة الواقعة (24-26)/3/2015م ، وبمشاركة 45مشاركا عربيا ومحليا من جامعات عربية وأردنية
واشتمل حفل الافتتاح الذي أدارته الدكتوره خولة شخاترة رئيس قسم اللغة العربية في جامعة جدارا ،على كلمة لراعي الحفل قال فيها:" أن هذا الزمن العربي الذي يشهد كل هذه القهقرى والانكفاء وتواري الهوية العربية الجامعة ، وخفوت صوت العقل ، وتنكر الحضاره العربية الاسلامية ، بنتها اجيال عربية جيل اثر جيل ، مادتها اللاصقة بين كل العرب ، على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وطوائفهم وإقاعهم ، هي تلك المنظومة القيمية الرفيعة ، التي تُقر بالاخر ، في اطار الحوطة العربية الواحدة وما تحمل من روحية رحبة متسامحة تجل الانسان والانسانية وتحترم التنوع ، فت|أهلت لان تكون الوعاء الواسع الذي ضم العرب وكل اشقائهم ممن عاشوا بيننا( لنا ما لهم وعليهم ما علينل ) ".
وقال الحباشنة " أن المرأة هي التي تجعل الكون جميلا وتجعل له معنى الى جانب الرجل ، ومن زوايا أرادها الحق سبحانه ، ليقوم شأن الكون والحياة والناس ، ولإعمار هذا الوجود ، ، فالمرأة هي انسان كامل ، ليست المرأة نصف المجتمع ، بل المجتمع ، فكل منا انسان ، ذكرا كان أو أنثى في شجرة الانسانية ، وخلق الله الكون لأجلنا معا ، وسخر لنا ما فيه .
وقال ان في مثل هذه المؤتمرات نسعى جميعا لتصويب ما يشوب المفهومات الخاطئة عن المرأة من عيوب ، لأن قضايا المرأة في عصرنا الحديث واحدة من القضايا الاشد بروزاً، والأكثر تقدماً على جدول أعمال مشروعات النهضة العربية منذ منتصف القرن الماضي، لتكون من المحاور الرئيسية لخطاب التنوير العربي ،
ومن جانبه رحب رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور مناور حداد براعي المؤتمر والحضور الكريم وقال "فانه ليسعدني ويشرفني أن أرحب بكم أجمل وأعظم وأحسن ترحيب ونخص بالذات هذه الكوكبة من العلماء والأساتذة والخبراء والباحثين والمفكرين ومن الأخوة الأحباء الأعزاء الذين تكبدوا مشاق السفر ليشاركونا أعمال مؤتمرنا الدولي "المرأة في الخطاب الأدبي والإعلامي والثقافي" الذي تقيمه كلية الآداب واللغات في الجامعة.
وانسجاماً مع رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم في تحديث وتطوير التعليم العالي في الأردن، جاءت فكرة إنشاء جامعة جدارا في محافظة اربد لرفد المجتمع الأردني والعربي بجيل من الشباب الأردني مسلحاً بالعلم والمعرفة والخبرة.
وقال الاستاذ الدكتور حداد أن الجامعة بدأت مسيرتها التعليمية في العام الدراسي 2006/2007 ولا تزال تواصل مسيرتها من خلال تبني استراتيجيات الجودة والتميز والارتقاء بجودة ونوعية مخرجات التعليم وتبني التقنيات الحديثة والتعليم الالكتروني والإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء الشخصية المتكاملة للطلبة.
لقد حققت جامعة جدارا خلال مسيرتها مركزاً متجدداً بين الجامعات الوطنية الأردنية والعربية حتى أصبحت اليوم واحدة من ابرز الجامعات المنافسة على المستوى المحلي والعربي، حيث تتمتع بسمعة علمية عالية، إنها صرح أكاديمي متطور التفكير قادر على الإسهام بفاعلية وكفاءة في التطور المهني والثقافي والاجتماعي.
تضم جامعة جدارا سبع كليات هي: كلية الآداب واللغات، كلية الاقتصاد والأعمال،كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات ،كلية العلوم التربوية،كلية القانون ،كلية الهندسة
،كلية الصيدلة.
كما تحتوي الجامعة على واحد وعشرين تخصصاً على مستوى البكالوريوس وثمانية تخصصات على مستوى الماجستير، كما ينهضون لهذه المهمة نخبة من أعضاء هيئة التدريس المخلصين الأوفياء تخرجوا في الجامعات المحلية والعربية والعالمية كما أنجزت الجامعة بالأمس القريب صالة رياضية متعددة الأغراض هي الكبرى على مستوى جامعات الأردن. كل ذلك بفضل القائمين على استثمارها استثماراً إيجابياً.
يشاركنا في هذا اليوم العلمي المبارك كوكبة من علماء الأمة العربية:من فلسطين الحبيبة، فلسطين الأسيرة، فلسطين الشهداء، فلسطين الصمود والتحدي من القدس الشريف الذي تعانقت فيها أجراس كنائسها مع مآذن مساجدها لتقول بصوت واحد، فلسطين هي فلسطين.، فلسطين هي فلسطين. من مصر أمً الدنيا، من مصر العروبة، مصر القاهرة، مصر النيل مصر بورسعيد، مصر الأهرامات. من المملكة العربية السعودية من مكة المكرمة من المدينة المنورة، من بلد الحرمين الشريفين. من العراق الجريح، من نهر دجلة والفرات، من بغداد والموصل والبصرة من كل العراق. من الجزائر العزيزة، بلد المليون ونصف المليون شهيد. من المغرب العربي الشقيق العزيز علينا جميعاً. من ليبيا الجريحة، من طرابلس من كل المدن الليبية. من الأردن الغالي والعزيز، من أردن الوفاق والاتفاق، أردن الأمن والأمان، من أردن المحبة والخير، من الجامعات الأردنية.
واشاد رئيس الجامعة بالجهود التي بذلها عميد كلية الآداب واللغات رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وزملاؤه أعضاء اللجنة التحضيرية جهوداً دؤوبه مخلصة وفية صادقة من أجل إنجاح المؤتمر فلهم منا ومنكم الشكر والتقدير. أتقدم بالشكر والتقدير لكل من بذل جهداً لإنجاح هذا المؤتمر واثناء على جهود دائرة العلاقات الثقافية والعامة.
ومن جهته قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور هيثم العزام عميد كلية الآداب واللغات في الجامعة "هي أن نواة هذا المؤتمر قد تخلقت في مراحل نشوء متمهل بين ردهات هذه الجامعة البكر، لتأخذ المرأة أنموذج نظر ومحل تفكير سؤالاً في دوائر تتسع تتلاحق ولا تلتئم لتظل حكاية المرأة السؤال كقوة في جدار المعرفة ولا عجب.
ولا عجب أن يمتشق فرسان هذا السؤال أسلات رماحهم لا من ردينة اليوم وإنما من بريق يومض هناك من خلايا أشرقت ليهاجموا به ليلَ هذه البهمة بهمة الرغبة الملحاح في فض جدار السؤال السميك تناولاً لما انطوت عليه صدفات العلم. فنراهم اليوم يثيرون بأقلامهم ما تثيره سيوف الفرسان في ساحة الوغى يعلوهم الحوار وتتناثر بينهم الحكمة قطعاً يتداولونها سراعاً ليعود ميزان حق المرأة منتصباً على العدل.فلا إفراط ولا تفريط.
وقال الدكتور هيثم العزام "لعلّي أقف منحنياً ثقلاً ولا غرابة. فمثاقيل المعروف التي صاغته الحشود عملاً دؤوباً على مدار شهور. يحدوها الأمل غاية كفيلة بإنجاح هذا المحفل العلمي المهيب " .
وقالت الدكتورة شرين العدوي " تأتي أهمية هذا المؤتمر لنعرف اين الحجاب ، فإذا ما عرفناه تجلت لنا الحقيقة ، إننا نجتمع اليوم لنعرف الحجاب الذي طغى على صورة المرأة على مرّ العصور ، واشتركنا فيه جميعاً ،رجلاً كان أو امرأة ، وعملنا على ترسيخه في النفوس وتأكيده بأطر ميثولوجية ، تتهم المرأه وتجعلها المسئولة عن خروج آدم من الجنة ، لأنها خُلقت من ضلع أعوج ، فكل أفكارها وأحلامها اذن معوجة كخلقها ...، إن كان هي الحال كما تقول المرأة بعض النصوص الدينية ، فإن المرأة بحالها هذه هي التي ساعدت على تقديم المعرفة الإنسانية، وإبداع الحضارة ، فقد كانت بتفكيرها المتشكك الديكارتي أول الباحثين عن الحقيقة وصاحبة الخطوات الأولى لخلق المجتمع الإنساني على الأرض ، كما تقول إحدى الدراسات ، ذلك لأن الشك هو حافز الابتكار والإبداع ، إننا اليوم لن نترك الصورة الذهنية للمرأة تعمل في الخفاء ، لا لشئ إلا لأنا عرفنا حجبها وهذا يرتبط بحافة أخرى لعلها أكثر خطورة .
وبدأت جلسات المؤتمر بموضوع المرأة في التراث العربي القديم مؤثرة ومتأثرة ، ترأسها الدكتور جمال مقابلة ، وقدم الدكتور وائل أبو صالح من فلسطين ورقة عمل بعنوان " التفاعل الاجتماعي وأثرة في نهضة الشعر النسوي الأندلسي ، وقدمت الدكتورة جمانة زلوم من فلسطين ورقة بعنوان " صورة المرأة في الشعر النسوي الأندلسي عصر ملوك الطوائف نموذجا ، وقدمت الدكتورة شرين العدوي من مصر ورقة بعنوان " دور المغنية في الحراك الثقافي العصر العباسي نموذجا ، والدكتور احسان الديك من فلسطين ورقة بعنوان " عشتار وتجلياتها في الشعر الجاهلي صورة المرأة نموذجا ، والاستاذه الدكتورة سهى نعجة من الاردن قدمت ورقة بعنوان " منازل الأنثى في معجم لسان العرب ، مقاربة سوسيولغوية ، وقدم الباحث مصطفى الغرافي ورقة بعنوان " المرأة وهيمنة الذكورة .
وترأس الجلسة الثانية الاستاذ الدكتور بشرى عبد المجيد من المغرب ، حيث قدم الاستاذ الدكتور يحيى عبابنة من الاردن بحث بعنوان " اشكال السرد ووظائف السارد ، مداخلة مع السرد النسوي ، وقدم الدكتور عبد الرحيم مراشدة من الاردن ورقة بعنوان " المرأة ورواية التفاصيل ، سروال بلقيس لصبحي الفحماوي إنموذجا ، وقدم الاستاذ محمد معتصم من المغرب ورقة بعنوان " المرأة العربية وتطوير السرد العربي المعاصر ، وقدمت الدكتورمليكة بن بوزة من الجزائر ورقة بعنوان " تجليات التجربة الإبداعية للروائية الجزائرية زهرة ديك ، وقدم الدكتور أروى الربيع من الأردن ورقة عمل بعنوان " صورة المرأة في " مرافئ الوهم " ليلى الأطرش ، وقدم الدكتور نبيل المحيش من السعودية ورقة بعنوان " المرأة والبحث عن هوية المجتمع والمواقف من الآخر في الرواية النسائية السعودية .
وفي الختام كرم رئيس هيئة المديرين الدكتور شكري المراشدة رئيس هيئة المديرين راعي المؤتمر سمير حباشنة .