خيمت على الشارع المصري حالة من الحزن والغضب، اجتاحت قرى ومحافظات مصر، على استشهاد الطيار الأردني الشاب معاذ الكساسبة حرقا على أيدي شياطين التتار "الدواعش"، وطالبت القوى الشعبية والسياسية بالثأر والقصاص للطيار العربي الشاب، مؤكدين أن الجريمة حرقت مشاعر الأمة العربية قبل أن تقترب من جسد "معاذ" الذي واجه مصيره مرتفع الرأس متحديا عناصر عصابات "همجية" دموية، وطالبوا بضرورة التصدى لهذه الأفكار الظلامية ومحاربتها ومحاصرتها أمنيا، وتوحد الجيوش العربية لتصفية واجتثاث هذه الفئة "الشيطانية الباغية" التي لم يعرف التاريخ الإنساني مثيلا لها.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي "أدان بشدة حرق الطيار الأردنى الشهيد معاذ الكساسبة على يد مرتزقة "داعش" الإرهابية. وأكد مساندة مصر ووقوفها إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في هذا الظرف الدقيق، وفي مواجهة عصابات داعش الهمجية الجبانة التي تخالف الشرائع السماوية كافة".. واستنكر الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه ارهابيو داعش المرتزقة، من حرق وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مؤكدًا أن الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة، قال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" والنبيّ – صلى الله عليه وسلم – لعن هؤلاء حيث قال: "الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه" .. وعبّر شيخ الأزهر، عن استيائه الشديد من الإقدام على هذا العمل الإرهابي غير المسبوق، الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدين في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله، أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ويهيب بالمجتمع الدولي التصدي لهذا الإرهاب الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ورسوله.
وقال المفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية "للعرب اليوم" إن إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا جريمة لم تحدث في تاريخ الإسلام، مؤكدا أنه لا يجوز معاقبةُ أحدٍ بالنار "لأنه لا يُعذِب بالنارِ إلا ربُ النارِ" والله -عز وجل ـ رحيم بعباده ولا يقبل أن يعاقبهم أحد غيره بالنار، لافتًا إلى قصة سيدنا إبراهيم – عليه السلام – مع "النمرود" حينما وضع الخليلَ في النار فقال الله عز وجل: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيم".
وأضاف الدكتور الجندي، ان استشهاد مرتزقة داعش الإرهابية بمقولة لابن تيمية أثناء إعدامه الطيار الأردني الشاب، هو تفسير ضال، ولا علاقة له بالشريعة الإسلامية، كما أننا نستند في الأحكام إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وليس مقولة ابن تيمية التي استشهد بها داعش وهي :«أما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم على العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع» وكان ابن تيمية يقصد بها الجهاد على المشركين وليس المسلمين، كما أن ابن تيمية ليس مصدرا للتشريع الإسلامي فهو فقيه صاحب آراء يُخطئ ويصيب.
وأكد "الجندي" عن أن عصابات داعش يفعلون الإجرام ذلك لإدخال الفزع والرعب في نفوس من يحاربونهم، ويفسرون الآيات والأحاديث والمقولات خطأ لتبرير إجرامهم الذي يسيء إلى الدين الحنيف وتعاليم نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" السمحة.. ومن جانبه قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية: إن تنفيذ «داعش» الإرهابي، حكم الإعدام حرقًا بحق الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» إرهاب لا يعرفه الإسلام والرسول الكريم والأنبياء جميعا، وما تفعله عصابة داعش الإرهابية لا علاقة له بالإسلام، مشيرا إلى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يتعامل مع الأسير بما يليق برحمة الإسلام من إكرامه ورعايته رعايةً أخلاقية سامية.
وطالب الدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، المجتمعات الدولية، بأن تقف أمام هؤلاء العصابات المتطرفة لتخليص البشرية من شرورهم، مشيرا إلى أن أنها عصابات مارقة خرجت على الأمة وتدعو إلى القتل والتخريب وهدم المجتمعات باسم الدين.. وقال رئيس جامعة الأزهر، إن أفعال ومناهج العصابات المتطرفة الإرهابية بعيدة تماما عن مفاهيم الدين الصحيح، ولا يوجد دين سماوي يرتضي هذه الأفعال النكراء من هدم للمجتمعات وإزهاق للأرواح بغير حق.. ويقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: إن الاسلام نهى نهيا جازما عن تعريض الأسرى للخطر والضرر، فشرع الإحسان إليهم، وحض على أخذ الفداء منهم، وأوجب إكرامهم، والإسلام منع تشويه جثامين القتلى بأية وسيلة، كما منعت الشريعة التحريق والتغريق وإتلاف الأشجار المثمرة والتعرض للمرأة والصغار والأحبار، كل ذلك فى الوصايا النبوية الفقهية المجمع إليها.
وأضاف أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، فى تصريح خاص "للعرب اليوم": هذه العصابات البربرية الهمجية "داعش"، قد أخبرنا النبي عن جرائمهم، فهم خارجون على كل الشرائع السماوية، والتقاليد الوضعية، فهم دمويون ودنيويون، الأموال قبلتهم، والنساء معبودهم، وإراقة الدماء زادهم، وقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن ادركتهم لأقتلنهم قتل عاد" والإسلام بريء من الفعل الذي قام به عصابات داعش بالطيار الأردني، أما ما يتقولون به على الشرع فتلبيس وخداع وافتراء على دين الإسلام الذي يبرأ منهم ومن أمثالهم، ونحتسب الطيار الأردني الذي ذاد عن البلاد من شهداء الوطن، وان ينتقم الله من قاتليه..
ويقول عميد كلية اصول الدين بجامعة الأزهر، الدكتور بكر زكي عميد أصول الدين بجامعة الأزهر: إن حرق عصابات "داعش" للطيار الأردني معاذ الكساسبة استمرار لخروجه عن ملة الإسلام والإساءة إليه في كل موضع، فالإسلام نهى عن حرق أي مخلوق وذلك استنادا إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التعذيب بالنار، فالله وحده هو المخول له العقاب بتلك الطريقة، والرسول "صلى الله عليه وسلم" نهى عن بعض العقوبات ومنها تسميم الآبار والإبادة الجماعية والحرق حتى لو تعرض المسلمون لتلك العقوبات.. وأضاف الدكتور زكي، هؤلاء الدواعش فئة خارجة على الدين، عليهم لعنة الله.
وحذرت الأحزاب المصرية من أن استمرار ارتكاب داعش لجرائمها الإرهابية من دون وجود رد فعل ومواجهة قوية لها، جعلها تزيد من ارتكاب تلك الأعمال الإجرامية لأنها لا تجد من يتصدى لها.. وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن إعدام داعش للطيار الأردني حرقا، ونشر صور الحرق بهذه الصورة المخالفة للإسلام عمل همجي ووحشي ويرفضه أي دين سماوي، ويفرض على الأمة العربية حشد قواها لمواجهة داعش بتجفيف منابعهم ومواجهتهم بالقوة كخوارج خارجين على الدين الإسلامي..وأكد الدكتور عبد الحميد زيد، الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري، "للعرب اليوم": ان إعدام مرتزِقة داعش الارهابية للطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا ونشر صور الحرق بصورة مخالفة للإسلام، الهدف منها هو إضعاف عزيمة الجيوش العربية، وإرسال رسالة للعالم عن مدى قوتهم.. وأضاف "عبد الحميد" ان استمرار ارتكاب داعش لجرائمها الإرهابية من دون وجود رد فعل ومواجهة قوية لها جعلها تزيد من ارتكاب تلك الأعمال الإجرامية لأنها لا تجد من يتصدى لها.. ويقول الدكتور مجدي البطران، أمين تنظيم شباب مصر بلدي: إن الهدف من إعدام الطيار الشاب العربي معاذ الكساسبة وبث فيديو للجريمة الشيطانية، هو بث الرعب والفزع فى نفوس المواطنين العرب. وأدانت حملة «مصريون ضد الإرهاب»، على لسان مؤسسها والمتحدث الرسمي لها الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، الجريمة البشعة التي أقدمت عليها «داعش» الإرهابية ضد الطيار الأردني معاذ الكساسبة.. وقالت في بيان لها اليوم: إن ما حدث جريمة إنسانية وشرعية وأخلاقية لا يبررها أي دين، وأن الإسلام بريء من هذه الجرائم وممن يرتكبها، وندعو الأمة العربية والعالم أجمع إلى الحرب على الإرهاب قبل أن تمتد أذرعه الآثمة إلى الأبرياء في كل مكان في العالم.. وأكد حزب الدستور، أن الوحشية والهمجية التي قتل بها الطيار العربي الشاب الكساسبة تؤكد أن هؤلاء المجرمين من مرتزقة داعش من المستحيل أن يكون لهم صلة بالدين الإسلامي، دين الرحمة والعفو وإعلاء قيمة الحياة البشري، وتجاهل هؤلاء المجرمون أن الرسول صلى الله عليه وسلام وصحابته أوصوا في كل فتوحاتهم التي نشرت الإسلام في العالم بحسن معاملة الأسرى، وعدم جواز قتلهم أو إساءة معاملتهم، بل إطعامهم ورعايتهم وعلاجهم إن لحقت بهم اصابات.. وقال الحزب في بيانه الصادر اليوم:
"إن انتشار الدواعش وغيرهم من العصابات الإرهابية في مصر وسورية والعراق وليبيا واليمن وغيرها من الدول، يؤكد الحاجة العاجلة لمواجهة هذا الفكر الضال المنحرف والعصابات البربرية الهمجية، وندعو الله أن يلهم أسرة الشهيد معاذ الكساسبة الصبر والسلوان، ونعرب عن كامل تضامننا مع شعب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيق".
وقال الدكتور مجدي البطران، أمين تنظيم شباب مصر بلدي: إن جريمة إعدام داعش للطيار الأردني حرقا ونشر صور الحرق بصورة مخالفة للإسلام، الهدف من ذلك بث الرعب والفزع فى نفوس المواطنين العرب، وليس هناك رد سوى المواجهة بقوة لردع هذه العصابة الشيطانية، وإزالة وجودها من الأراضي العربية، حتى تعلم أنها لن تستطيع تحدي مشاعر الأمة العربية، ولذلك لا بديل عن القصاص الفوري، خاصة وأن الاعمال الإجرامية التى ينفذها داعش ضد رهائنه تسيء بصورة مباشرة للإسلام والمسلمين .. وفي تصريحات خاصة "للعرب اليوم" قال الدكتور محمد بسيونى، الأمين العام لحزب الكرامة: إن ما قامت به عصابات داعش الإرهابية بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، عمل إجرامي يجب التصدي له ولكل تحركات الإرهاب المسماة بداعش، والتي تعمل على تشويه صورة الدين بارتكابها جرائم ضد الإنسانية..