اخبار البلد -
لم تهدأ ردود الأفعال الغاضبة من الحكم الصادر ببراءة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته وقادة الشرطة إبان ثورة 25 يناير 2011 ومع تصاعد تداعيات حالة احتقان داخل الشارع المصري ودعوات متواصلة للتظاهر، يواجهها الأمن بإغلاق شوارع وسط القاهرة وميدان التحرير، ثم يعود لفتحها ساعات، قبل إغلاقها مرة أخرى تحسبا للدعوات بالحشد لتظاهرات غضب.
وترصد الأجهزة الأمنية بمساندة قوات من الجيش المصري الاحتمالات الطارئة كافة، وتلاحق أي تجمعات من عناصر الإخوان ومناصريهم، وفي الوقت نفسه تواجه تظاهرات احتجاجية داخل الجامعات المصرية، ومع هواجس القنابل اليدوية البدائية وقنابل الصوت التي تنفجر بين وقت وآخر في مناطق مختلفة على مستوى الجمهورية، والهاجس الأمني الأكبر هو ما يبدو من توافق حركات شبابية وقوى مدنية مع جماعة الإخوان ضد براءة مبارك ورموز حكمه !! وأطلق عدد من القوى المدنية دعوة لموجة ثورية، لمدة أسبوع احتجاجا على أحكام البراءة الصادرة بحق الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبقية المتهمين في قضية القرن، بينما دعا أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى تنظيم «مليونية الغضب».. وأعلنت جبهة طريق الثورة، التي تضم أحزاب التيار الشعبي، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والدستور، والغد، وحركات 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين وشباب من أجل العدالة والحرية، إطلاق «موجة ثورية» لمدة أسبوع، بتنظيم فعاليات جماهيرية بالقاهرة والمحافظات للرد على براءة مبارك !! وطالب «تحالف دعم الشرعية» من أنصار الإخوان ـ عبر بيان صدر أمس ـ بضرورة مواصلة الحراك الثوري والتجمع في مليونية غضب حاشدة، في ميادين التحرير ومواقع الثورة جميعها.. وأشاد التحالف بدعوات قوى مدنية بتجميع الجهد الثوري وتوسعة الحراك المقاوم، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا لاستعادة حقوق الشهداء جميعهم من 25 يناير حتى الآن !!
ومن جانبه قال علي خفاجي، أمين شباب حزب الحرية والعدالة المنحل، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، إن براءة مبارك كفيلة بتوحيد الصف الثوري من جديد، ويجب استغلالها للقيام بثورة شاملة ضد النظام، وأن الهدف المشترك بين القوى جميعهم هو النزول جميعا «للهتاف ضد العسكر».. وقال «خفاجي»: إن الخلافات التي كانت بين شباب قوى الثورة والإخوان بسيطة، يمكن معها توحيد الصف، ثم بعد ذلك يتم التفاهم حول إدارة الدولة، حسب قوله !! وأوضح أحمد عبد الرحمن، من كوادر شباب جماعة الإخوان، ان هناك عشرات المسيرات ستنطلق بالقاهرة والجيزة، وان الجامعات ستكون أكثر اشتعالا، ولأول مرة سيتحد الصف الثوري تحت شعار واحد «يسقط حكم العسكر» وأن مطالبهم هي القصاص للشهداء والإفراج عن زملائهم المحبوسين على ذمة اتهامهم بالمشاركة في العنف.
وأكدت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن الخطة التي وضعها التنظيم الدولي للإخوان للتصعيد والقيام بأعمال عنف وشغب، ستبدأ من مظاهرات اليوم الأربعاء، حيث شدد محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، في اجتماع للتنظيم بتركيا، الخميس الماضي، على ضرورة التصعيد الميداني وإرهاق الشرطة بأساليب مختلفة، وأن الجماعة تعتزم اقتحام ميدان التحرير واستغلال الحشود المدنية الغاضبة من براءة مبارك لارتكاب أعمال عنف وإحراق للمؤسسات لوضع القوى المدنية في صدام مع الشرطة.
وفي سياق متصل، أعلنت حركات شبابية وعدد من الأحزاب البدء في تنظيم فعاليات جماهيرية بالقاهرة والمحافظات، لإعلان رفضها لحكم براءة مبارك ورموز نظامه.. وقال شريف الروبي، المتحدث الإعلامي لحركة 6 ابريل إن الحكم ببراءة رموز النظام السابق، يعني أن دولة مبارك لم تنته ولاتزال الحاكمة، وإن براءة مبارك أثبتت أنه يجب على المصريين إكمال ثورتهم.
وحذرت دار الإفتاء المصرية من دعاوى الثأر من مبارك وأسرته وأعوانه.. وقالت دار الإفتاء ردا على من يلوحون بـ «القصاص» من الرئيس الأسبق حسني مبارك، إنه لا يجوز للأفراد تطبيق القصاص أو الأخذ بالثأر بأنفسهم بعيدا عن القانون ومؤسسات الدولة المعنية، ومن يقوم بذلك فقد أجرم في حق الدولة والمجتمع، ووقع في فعل محرم بإجماع العلماء.. وأضافت دار الإفتاء في بيان لها، ان دعوات بعض الأفراد والجماعات للقصاص أو الأخذ بالثأر من أشخاص بعينهم ـ في إشارة إلى تلويح بعضهم بقيامهم بالقصاص من مبارك ورجال نظامه بعد حصولهم على البراءة ـ هو فعل لا يقره الدين وينهى عنه، ومحرم باتفاق أهل العلم..
وأكدت مصادر أمنية، رفيعة المستوى، ان جهات سيادية أرسلت تقارير سرية مهمة إلى وزارة الداخلية حذرت فيها من توجه جماعات إرهابية لنقل العمليات والهجمات الإرهابية من سيناء إلى القاهرة والمحافظات، وأن تنظيم داعش الإرهابي يستغل حكم براءة مبارك، وأصدر تعليماته للعناصر الإرهابية في سيناء وعلى الحدود المصرية الغربية «مع ليبيا» والجنوبية «مع السودان» بتنفيذ عمليات في مصر.. وكشفت التقارير السيادية حسب ما ذكرته المصادر، عن رصد مكالمات بين قيادات إخوانية وعناصر من تنظيم «بيت المقدس» الإرهابي بشأن شن ضربات في القاهرة والمحافظات، وأوضحت التقارير أن الجماعات المنتمية لتنظيم «داعش» وعلى رأسها تنظيم «بيت المقدس» تعتزم تغيير أسلوب تنفيذ العمليات الإرهابية عن طريق الكواتم والعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية، واستخدام العمليات الانتحارية..
وأضافت المصادر أن العناصر الإرهابية أعدوا خطة لتنفيذ عملياتهم خلال الفترة المقبلة ترتكز على 3 محاور أساسية، أولها نقل العمليات الإرهابية إلى جنوب سيناء وشرم الشيخ لتوجيه ضربات للسياحة، والإساءة إلى سمعة مصر بالخارج من خلال قنوات الإخوان الفضائية، والثاني استهداف المدن السياحية مثل أسوان والأقصر لإثارة الفوضى في الصعيد واستغلال الإخوان لذلك، والثالث نقل العمليات الإرهابية إلى القاهرة والمحافظات، وتحديدا في الأماكن التي تشهد تجمعات جماهيرية مثل مترو الأنفاق.. ومن جهة أخرى طالب المستشار فؤاد راشد، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، النيابة العامة بتحريك البلاغ الموثق لديها باتهام الرئيس الأسبق حسني مبارك بـ «الخيانة العظمى» والمقدم من المستشار فكري خروب، رئيس محكمة جنايات الإسكندرية في شهر آيار / مايو 2012 وان البلاغ كان محل عناية النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، واحالته للنيابة لمباشرة التحقيق، ولكن لم يتم البت فيه حتى الآن !! وقال المستشار راشد: إن مبارك يجب أن يحاكم في إطار «سياسي جنائي» وليس باختصار حكمه في تهمة قتل المتظاهرين، وطالب بتشكيل محكمة ثورية فورا، تفعيلا لـ «قانون حماية الثورة» الذي لا يزال ساريا حتى الآن، للتحقيق في اتهام الرئيس الأسبق بتهم «خيانة القسم الجمهوري» والسعي لتحويل البلد لنظام ملكي، وعدم حماية المواطنين، وتخريب البلاد اقتصاديا.