أخبار البلد - خالد ابو الخير
الأجيال الجديدة ربما لا تعرف الا القليل عنه، بيد ان التاريخ سيذكره كواحد من بناة هذه البلد، وحراسها الافذاذ.
ولد الباشا مصطفى القيسي في مضارب اهله بذيبان من أعمال مأدبا، عام 1938.. ونشأ وترعرع في جبل القلعة ، في تلك المنحدرات التي توصل الى القلب من عمان التي يعشق.
الفتى الذي تبدى النبوغ لديه مبكراً، اجتهد في دراسته، وأمن بان العلم هو دوما طريق للمستقبل.
عرفه مجايلوه بعصاميته وتفوقه الدراسي، وبالتصميم والجرأة في الحق والخلق الرفيع.. فأحبوه.
فور حصوله على شهادة المترك التي كان يعتد بها في تلك الاوقات، التحق بكلية الشرطة، وعمل سنوات ضابطاً في الامن العام، ثم التحق الضابط الالمعي بدائرة المخابرات العامة، وتدرج في المناصب حتى صار مديرها ما بين 1989 وحتى 1996، حين اختاره المغفور له الملك الحسين مستشاراً لجلالته ومقرراً لمجلس أمن الدولة برتبة وزير .
ربطته علاقة خاصة بالرئيس الراحل وصفي التل، ويذكر عارفوه انه كان يقطع الطريق الخطر، إبان الاحداث الداخلية التي شهدها، حين كان برتبة رائد، الى بيت التل في صويلح بالكمالية، ليطلعه على التطورات.. كما يعزى له احباط محاولة تفجير رئاسة الوزراء إبان رئاسة أحمد اللوزي.
في العام 2001 جاء القيسي عضوا في مجلس الأعيان الأردن التاسع عشر، ثم وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء ما بين 2002- 2003، ويتولى مهام حساسة، منها الاشراف على ملف قضية التسهيلات البنكية.
يتصف بالورع والخلق الكريم، لا يهزه شيء، الا وقوفه على جبل عرفات بين يدي الخالق.
يعنّ للقيسي أحيانا أن يرتد بطرفه الى السنوات التي امضاها في خدمة وطنه.. فتزداد قناعته بأن الدرب ما يزال الى ممتداً.. والى امام.