واضح ان زيارة الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الى عمان كانت عملية اكثر منها بروتكولية، فالرجل جاء لينجز وليستفيد من علاقاتنا في العراق. كلنا يعلم ان الاردن يملك علاقات مؤثرة مع العشائر ورموزها في الانبار، هذه ميزة تزداد اهميتها اليوم بسبب الحرب الجارية في العراق والموجهة لتنظيم الدولة الاسلامية السني.
حكومة المالكي السابقة توجست من قدرة الاردن على التأثير في العشائر السنية لا سيما بعد مؤتمر عمان المشهور، اما العبادي فالقصة مختلفة وقراءته اكثر براغماتية ومرونة.
يعلم الدكتور حيدر العبادي ان عمان ومعلوماتها وعلاقاتها مهمة جدا ولا يمكن المرور عنها باهمال او تجاهل بل يدرك الرجل ان عمان هي الطرق الوحيد للدخول والحوار للمحضن السني.
عمان لا تمانع من لعب هذا الدور وهي تدرك حجم اهميتها في مناطق السنة ومدى الحاجة لها لكن يبقى السؤال عن كيفية استثمارها للمسألة فقد اعتدنا العمل المجاني «ببلاش».
قطعا العبادي خائف من الانبار وعشائرها، فعملية التفاف اهل الانبار على داعش ستكون نتيجتها حتما سقوط بغداد ودخول العراق في مرحلة جديدة يختفي وراءها العبادي وغيره.
قد لا نمانع ان ننسق مع العراق لكن المهم ان تكون هناك فوائد اهمها التمهيد لمشروع سياسي حقيقي متكامل ينصف اهل السنة ويخرج العراق من لغة الطائفة الى منطق الوطن.
من ناحية اخرى لا بد من فوائد وطنية اردنية اقتصادية واضحة يمكن تحصيلها وضمانها على التأكيد سواء في جانب اسعار النفط او من خلال التبادل التجاري.. فكفى للعمل المجاني.