خاص بأخبار البلد - خالد ابو الخير
اتسم أداؤه بالهدوء والحسم، وأعاد الى وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية توازنها وحضورها، بعيدا عن التزويق والتطبيل الاعلامي والغياب ايضاً.
هايل عبدالحفيظ داوود ، وزير الاوقاف الذي جاء من المنتدى العالمي للوسطية ، والقيادي في حزب الوسط الاسلامي، يباشر وسطية الاسلام طريقاً ومنهجاً، قبل ان يعلمه للاخرين.
مجيئه خلفاً للدكتور نوح القضاة أتاح لمشككين ان يقولوا ان الفشل سيكون حليفه، بسبب كاريزما الوزير السابق وحضوره، لكنه اثبت ان السفينة التي تمخر عباب البحر في الريح الهادئة.. تصل الى المرفأ دائماً.
تردد ان حزب الوسط الاسلامي رشح اربعة اشخاص قياديين ليدخل احدهم في حكومة عبد الله النسور الثانية وكان اسم الدكتور هايل الاخير منها، وحين عدل النسور حكومته اعتبر اختياره للداوود مفاجأة.. لكنه وفق مطلعين : أصاب الاختيار".
قرار اجراء احالات على التقاعد في قيادات الصف الاول في الوزارة قبيل موسم الحج كان شجاعاً، ولم يلتفت الوزير الى كل ما قيل.. والتخويف بأن موسم الحج قد يفشل.
يروي صحفيون واعلاميون حجوا هذا العام ان الوزير كان ينام في نفس السكن الذي اقاموا به، وهو إجراء لم يكن يحدث سابقاً. وكان دائم الاطمئنان على الحجاج الاردنيين ويتابع كل صغيرة وكبيرة.
قصة صغيرة تفجرت في حضن الحكومة عنوانها ان الداوود كان يتقاضى راتبين من الحكومة.. هما راتب الوزير، وراتب اجازة تفرغ علمي من الجامعة الأردنية، ورد الداوود عليها مؤكدا صحتها وانه لم يكن يعلم!. وتنازل عن راتب التفرغ.
يمكن القول ان الداوود بات الان في وضع مريح، فالوزارة تسير وفق تطلعاته، وبوسعه بعد ان استتب الأمر له وانتهاء موسم الحج، أن يبدأ عملية التحسين والتغيير بغية النهوض بها وبالجمهور الذي تضطلع بمهامها الدينية معه.
تركز الوزارة حاليا على محاربة داعش وضبط الخطباء الذين يزيدونها حبة، وعين الداوود على الحزام المتفجر حولنا، داعيا الله ان يجنبنا شروره.