اخبار البلد
خرج نائب رئيس الوزراء الاسبق، الدكتور مروان المعشر عن هدوئه المعتاد، ودافع بحدة عن فترة عمله سفيرا للمملكة في تل ابيب عامي 1995-1996مؤكدا على انه غير نادم على شغله هذا المنصب .
وقال المعشر في جلسة حوارية نظمها منتدى الفكر الحر، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان الالمانية،في فندق لاندمارك بعمان، أنه خدم الاردن في احنك الظروف خلال عمله سفيرا في تل ابيب، كما خدم الفلسطينيين في الاراضي المحتلة.
وقدم المعشر خلال الجلسة وصفة اصلاحية تتقاطع في مجملها مع الاوراق النقاشية الملكية، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الاصلاح يجب ان يبدأ من القاعدة، اذ ان التجارب السابقة اثبتت ان الاصلاح 'من فوق' لم ينجح بما فيه الكفاية رغم تحقيق الكثير من الانجازات، بحسبه.
وقال المعشر خلال نقاش حاد مع الحضور حول جدلية ' الخبز والديمقراطية' ، انه لا يمكن الحصول على الخبز دون الديمقراطية، وتطبيق مفاهيمها من عدالة اجتماعية وسيادة للقانون، لافتا الى ان قدم خلال اكثر من 20 عاما اولوية الاصلاح الاقتصادي على السياسي، وكانت النتيجة اننا خسرنا الخبز والديمقراطية معا.
كما تحديث عن رؤيته الاصلاحية التي سبق وان قدمها في كتاباته ومحاضراته السابقة، الا ان الجديد كان في دعوته للصبر وعدم الافراط في توقع ان يتحقق التحول الديمقراطي بين ليلة وضحاها، موضحا ان التحول نحو الديمقراطية والتعددية لا يتحقق فور تغيير الانظمة بل يتطلب مزيدا من الوقت.
وفي سياق متصل ، دافع المعشر عن محاولته اصلاح النظام من الداخل حين كان جزء منه، طيلة 20 عاما، تتدج خلالها في المناصب الحكومية، حيث بيّن انه اقترح الغاء وزارة الاعلام حين تولى حقيبتها عام 1996، وقدم مشروع قانون بقي في ادراج مجلس النواب نحو 7 اعوام.
واضاف أنه خلال توليه حقيبة الخارجية في الفترة 2002-2004 دعا الدول العربية الى اجراء اصلاحات ديقراطية، كما تطرق الى فترة ترؤسه لجنة الاجندة الوطنية التي قدمت برنامجا اصلاحيا لم يرى النور.
واوضح المعشر ان مراكز قوى واصحاب امتيازات داخل النظام ، لم يسمهم، كانوا يتصدون لخططه وافكاره الاصلاحية، ويقفون سدا منيعا امام اي مشروع اصلاحي.
وخاطب المعشر جيل الشباب قائلا ان جيله فشل فشلا ذريعا، وارتكب اخطاء في بناء الدولة، فعلى الجيل الجديد الا يرتكب الاخطاء ذاتها، وأن يتخطى الهويات الفرعية ، مشيرا الى ان ثقته بجيل الشباب كان وراء قرار عودته للاستقرار في الاردن بعد ان غادره عام 2007 الى الولايات المتحدة.
وفي الحديث عن 'داعش' ، حمّل المعشر النظام التعليمي 'الفاشل' بحسب وصفه، مسؤولية انتشار 'داعش' وما تمثله من افكار متشددة، مشيرا الى ان اصلاح التعليم اصبح اولوية تتقدم على كل الاولويات.
ووجه احد الحضور سؤالا للمعشر ان كان يتحمل هو الاخر المسؤولية عن انتاج 'داعش' واخواتها من خلال تأييده غزو العراق عام 2003، ابان توليه حقيبة الخارجية .
ويرى مراقبون أن الغزو الامريكي للعراق ومغامرات الولايات المتحدة في المنطقة كان وراء ظهور الجماعات المتطرفة وانتشار الفكر الارهابي والطائفي.
المعشر قال ردا على السؤال ان تأييد الحرب على العراق كان قرار الدولة الاردنية، ولكنه يتحمل المسؤولية كونه كان وزيرا للخارجية انذاك.
واعلن المعشر تأييده لمشاركة الاردن في التحالف الدولي ضد داعش، مشيرا الى ان التنظيم لا يشكل تهديدا عسكريا او امنيا للاردن، ولكنه يشكل خطرا ثقافيا وفكرا.