خاص باخبار البلد - خالد أبو الخير
حين رشحت شخصية سياسية لمنصب اداري وقيادي في احدى الشركات التي تعاني مشاكل، اكتفى بالاعتذار.. وأوشك ان يهرول مغادراً مبنى هذه الشركة محاذراً أن تطال بدلته اللامعة بعض اغبرة ما زالت على الدرجات.
نموذج مختلف هو المهندس عامر المجالي، الذي أعلن حال انتخابه رئيساً لمجلس ادارة شركة الفوسفات، انه قبل التحدي وسينهض بالشركة.
وما بين القول والفعل مجال واسع ، وما بين الأمال والاحلام والنتائج بون شاسع، لا يمكن أن يجسره الا رجل ذو رؤى.. وقاريء جيد، ومخطط بارز.. وبهذا المعنى تمكن المهندس المجالي من اعادة اطلاق الشركة اذا صح التعبير، والتحليق بها في افاق النجاح.
كثيرة هي المشاكل التي ورثها المجالي في الشركة ولم يكن صانعها، فعالجها بمنطق الحكيم المسؤول، والرجل الذي إذا قال فعل.
تذكرون احتجاجات واضرابات، استطاع ان يحتويها بتروِ ويلبي للموظفين والعمال تطلعاتهم، ويعيد الاستقرار الى أفئدتهم، لأن العامل والموظف في عرفه، هو الشركة، قبل ان تكون مبانِ ومكائن ومواد اولية.
ومنذ اللحظة الأولى لتوليه الفوسفات كان السؤال الذي طرحه على نفسه وطرحه اخرون : كيف نعمل لإعادة الشركة الى مكانتها وصورتها المحلية والخارجية في ظل ضغوط وهزات لم تتوقف، أفقدتها بعض و هددت مركزها كمفصل مهم من مفاصل الاقتصاد الوطني ".
ومنذ ربيع 2013، والى اليوم، يمكن للمحللين الاقتصاديين أن يلحظوا ماذا فعل هذا الكركي الشهم، الذي نشأ في مدرسة العلم والسياسة والاقتصاد الوطني مدرسة والده المرحوم عبد الوهاب المجالي، وماذا قدم للوطن.
شركة مناجم الفوسفات الان، متعافية و في خير حال، فتحت افاقا جديدة لعملها وتطمح الى مزيد، وعادت خلال عامين من الجهد والكفاح لتحتل مكانتها في الاقتصاد الوطني.. ومن يجادل المجالي فيما فعله، أو يبخس ما فعله، فليلحقه الى بطن ذلك الوادي.