ضحكت و ارتمى القلم في صدر مفكرتها،فاسمه حروفا خافت ان تطلقها،انما كلما كتبت زهت به اللحظة..موشوم هو على كل زفرة انطلقت لتغطي مساحة حب بحجم عمرها،بحجم عمره.هو من يفهم ترنيمة نبضها وفي انتظاره يدق حرفه على ايدي النوافذ لهفة و حنينا.
الوقت يمر بعد منتصف العشق بقليل والساعات راكنة الى حضن غرفة مبللة بندى الاحلام،و شريط افكار يستعيد ليلَهُ و يزرع على ضفاف قلبها سعادة وانكماش للغربة بين يديه وارتجاف على لهب شمعه..و هي في الزاوية الاخرى منهمكة في ترتيب اوراق بوحها قبل ان يصادرها الوقت،ماهية ارواحنا اذ تطفىء حريق التعجل بهمسة صبر؟و لحن وراء لحن ينهمر..تنتظر ان تتساقط كلماته كالمطر شلال دافئ يهدأ من روع صخب انثى لا تهدأ ابدا!
ما بال الحب يتبجح بنا و يأخذ منا كل وقتنا!
كان التحضير للّقاء كأن الدنيا تتحضر لاستقبال الربيع - فحين نحب نفقد الشعور بالوقت وحدها بوصلة قلب من نحب هي من تحركنا- تعصف بها الافكار من كل جانب وعلى وقع صوته ترتفع ضربات القلب وعلى وقع الظرف تعود لتنخفض.كم هو صعب ان لا تدري الى اي حد من السعاده تذهب و كيف تهرب من ذاك الحزن الذي يكبر يوما بعد يوم ليستعمرها،كم تخاف ان يهزمها وكم صعب ان تصرخ بملء الصمت،صعب ان تشرح له ما يدور في راسها الان..ربما غدا او بعد غد..ربما لن تخبره ابدااا!! ابداااا
تستكين لتلتهب ثم تلهث خلف فكرة و تعود اخر النهار مكتوفة اليدين مصلوبة على مفترق من الحيرة كأن رعشة الشوق تخاف ان تتمدد فوق صباح اجفانها،كأنها تعتق الكلام و تختزنه وردا..كأن كل شيء مؤقت،هذا الشعور الجبار الذي تمدد على ايامها و حاربته لِما يعود يغرس سيفه في خاصرة الجنون؟ ربما لانها تمنت ان تكون وحدها مرافئ دائمة له يهرب الى اطراف دفئها كل ليله ؟
قدرها برغم كل شيء ان تبقى حائرة،فهي اليوم لا تعرف له شكلا في اللقاء ستظل تنتظر ان ينزل اليها من سلالم النور و يأخذها معه الى كل الحلم،فلا حلم لها بعده لانها مهرته الجامحة التي ستظل تشرد الى البكاء المستتر كلما زاد الوجع في القلب غصة عِلّه ...
(ما عَرف يوما و حتى الان انها في وحدتها تمارس متعه مناداته بصوت مرتفع،لانها ارادت ان تعرف كيف يصير صوتها احلى حين ينطق باسمه دون خوف).