الارهاب دجاجة تبيض ذهباً لأمريكا , هل تكون الموصل السبب في حل الأزمة السورية ؟

الارهاب دجاجة تبيض ذهباً لأمريكا , هل تكون الموصل السبب في حل الأزمة السورية ؟
أخبار البلد -  
يتحول ملف الإرهاب العابر للحدود والقارات إلى أكبر تحديات العصر، ثلاث سنوات من تسميات عديدة كـ "الجهاد والحرية والتغيير والديمقراطية" وفق المفهوم الغربي وبدعم من المال الخليجي كانت كفيلة لإيصال منطقة الشرق الأوسط إلى ما هي عليه اليوم، في ليبيا تناحر قبلي مخيف وللقاعدة هناك كلمة الفصل، في العراق تتطور الأحداث؛ فبعد أن كانت هناك تفجيرات

إرهابية تستهدف مختلف المدن والمراقد المقدسة ثم تطور الأمر إلى حراك مشبوه في الأنبار يغذّيه النظام السعودي وصلنا إلى سيطرة داعش على مدينة الموصل، وفي سورية الوضع معروف؛ حرب إرهاب عالمية دخلنا في سنتها الرابعة والجيش العربي السوري يقاتل فيها مع مساعدة بعض حلفائه، مصالحات في الداخل السوري وتقدم كبير للجيش، تغيّر في المزاج السياسي الإقليمي، وتكهنات بتوحد مختلف الدول لمكافحة غول الإرهاب المتمدد.

مصالحات وتقدم في الداخل

ما قبل الاستحقاق الرئاسي في سورية كانت هناك إنجازات عسكرية هامة تمثلت بالسيطرة على مدينة حمص وقبلها منطقة القلمون، فيما تستمر المعارك في الريف الدمشقي وبخاصة في كل من جوبر والمليحة، الأخيرة في طور إعلانها مطهرة ونظيفة من الإرهاب، وبعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي بفوز الرئيس بشار الأسد زاد زخم العمل العسكري والميداني سواءً من خلال المعارك أو المصالحات وإعطاء الفرص، عفو رئاسي عام سيساهم في إعطاء فرصة لمن يريد العودة إلى الوطن، وبحسب معلومات خاصة وصلتنا على ذمة مصدرها فإن عدداً من حاملي السلاح في عدة مناطق قد باركوا الاستحقاق الرئاسي وأعلنوا توبتهم عما فعلوه سابقاً وهم ينتظرون تسوية أوضاعهم، وفي مناطق أخرى يتم الحديث عن الترتيب لمصالحات آخرها حسب ما يُقال في مدينة (حرستا).

وفي الجزيرة السورية بات الناس هناك يستغيثون مما يلاقونه من حكم الفصائل التكفيرية كـ داعش...، أما في دير الزور فتجري معارك طاحنة بين الفصائل المتطرفة بعضها ضد بعض، و في حلب تحدثت صحف بريطانية عن مخاوف بانتصار قريب للجيش العربي السوري فيها بحيث تكون خسارة المدينة نهاية لما أسموه بـ "الثوار".

الازدواجية الأمريكية

قد لا نأت بجديد عندما نتحدث عن ازدواجية أمريكية في موضوع ما من مواضيع السياسة العالمية، لكن حديثنا هو من باب إيراد الدليل بأن واشنطن هي المغذي الرئيسي للإرهاب العالمي، على الأقل هذا ما سنصل إليه في تحليلنا، واشنطن اتخذت من أحداث 11 أيلول التي أثارت جدلاً واسعاً بتورط الاستخبارات المركزية بها مع اللوبي الصهيوني، وانطلقت بعد ذلك إلى العالم من أجل حرب ضد وحش قيل إنه صُنع في أروقة الاستخبارات الأمريكية (القاعدة) ذات البلد الذي دخلته أمريكا عام 2003 تهيأت فيه بيئة خصبة للإرهاب، تخيّلوا منذ ذلك العام بدأت تتشكل الجماعات الراديكالية، وقتها لم يكن هناك صورة واضحة لاتجاهات تلك الجماعات سوى أنها عقائدية فقط ولم تُصنّف بدقة فكان هناك خياران: جماعات مقاومة للاحتلال الأمريكي، وأخرى يُشك بأنها كانت النواة للحركات المتطرفة، تخيّلوا إذاً أكثر من عشر سنوات كفيلة للوصول اليوم إلى تنظيم إرهابي يُدعى "داعش" والمفارقة أن واشنطن تعلم علم اليقين بتمدد هذا التنظيم وغيره كجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وجيش الإسلام في سورية لكنها لا تعتبر أن الجيش العربي السوري يواجه إرهاباً عابراً للحدود والقارات، بل تعمل على إرسال مساعدات فتاكة إلى مسلحي المعارضة المتهمة غالبيّتهم الساحقة بالتطرف أو التعصب المذهبي، فيما تعتبر أن الجيش العراقي يواجه إرهاباً عالمياً، ذات الازدواجية يراها المتابع بين الملفّين الأوكراني والسوري أيضاً لجهة موقف واشنطن منهما.

على خلفية ما حدث في الموصل فقد استنكرت واشنطن على لسان المتحدثة باسم خارجيتها سيطرة المسلحين على المدينة العراقية ووصفت الوضع بأنه "خطير جدا"، داعية كافة القوى السياسية للعمل على توفير الأمن في العراق. من جهة أخرى قال السناتور الجمهوري جون ماكين إن سيطرة المسلحين على الموصل انعكاس لفشل الرئيس باراك أوباما في إبقاء قوة أمريكية في العراق للمساعدة في تحقيق الاستقرار، ذات الخارجية التي لا ترى في سورية إرهاباً عالمياً وتراه اليوم في العراق..

لكنّ السؤال الأهم كيف ستتمكن دول المنطقة والقوى العالمية والغربية من مواجهة الإرهاب دون التعاون مع الحكومة السورية التي كانت ولا تزال تحارب الإرهاب منذ ثلاث سنوات وحتى الآن؟

مطالبات سورية ضد الإرهاب

منذ ثلاث سنوات وحتى الآن يستمر الجيش العربي السوري في مواجهة إرهاب كوني يتمثل في قتال كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي أعلنت سورية "أرض جهاد" بحسب زعمها، هذه الأرض التي باتت تقاتل فيها جميع الجنسيات بدعم وتغطية إقليمية ودولية.

أتت فاجعة الموصل والإرهاب المتمدد بسبب الأزمة السورية، دمشق كانت تحذر دوماً من أن ما تتعرض له سينعكس على أمن دول الجوار، العراق أيضاً كان يوافق سورية في تحذيرها هذا لكنّ كلاً من الأنظمة الإقليمية لاسيما التركي والسعودي والقطري كانوا يقومون بدور سلبي حيال ذلك بل كانوا سبباً في وصول المنطقة إلى هذا الوضع الأمني المتردي.

وزارة الخارجية السورية قالت إن العراق يتعّرض لأعمال إرهابية في إطار مؤامرة عالمية ضد الشعبين العراقي والسوري، وقد استغلت سورية في بيان خارجيتها الفرصة لمطالبة جميع الدول بالعمل الجاد لتجفيف منابع الإرهاب ووقف تمويل وتسليح وتدريب العناصر الإرهابية أو تسهيل مرورها إلى العراق وسورية اعتماداً على القرارات الدولية حول التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. كما دعت سورية مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إصدار قرارات واضحة تدين هذه الأعمال الإرهابية وإلى اتخاذ إجراءات فورية بحق الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية وإلزامها بالتوقف عن تقديم الدعم المالي والعسكري لها.

هذه المطالبات السورية قد يُفهم منها إلزام كل من النظام السعودي والقطري والحكومة التركية والنظام الأردني بوقف الدعم أو التسهيلات التي يقدمونها لتلك الجماعات التكفيرية، إذ لا يخفى مدى الدعم الكبير الذي تقدمه كل من السعودية وقطر مالياً وعسكرياً لهؤلاء، كما أن الأردن وتركيا يقدمان تسهيلات كبيرة لوجستية واستخباراتية وعسكرية، هذا على المستوى الإقليمي بحيث لم يتم الحديث عن دعم عالمي للإرهاب كالسلاح الفتاك المرسل للمسلحين وتأمين غطاء سياسي يشرعن إرهابهم في سورية.

الإرهاب قد يعيد الصواب لتركيا

ذكرت مصادر إعلامية تركية ومصادر من الشرطة العراقية أن مسلحين من تنظيم "داعش" سيطروا على القنصلية التركية في الموصل، واحتجزوا القنصل وعدداً من الدبلوماسيين الأتراك. وكانت وسائل إعلام تركية قد ذكرت في وقت سابق أن متشددين من "داعش" احتجزوا 28 سائقاً كرهائن أثناء نقلهم زيت الديزل من ميناء اسكندرونة بجنوب تركيا إلى محطة كهرباء في الموصل.

ومنذ فترة قامت تركيا بوضع جدار عازل وتعزيز الدشم على حدودها مع شمال سورية خوفاً من تمدد عناصر التنظيمات المتطرفة وبالأخص داعش، مع التذكير بقيام السلطات التركية بشن حملة مداهمات نتج عنها القبض على خلايا إرهابية، يعزز ذلك أيضاً وجود حملة إعلامية تركية لمواجهة الإرهاب وملاحقته بالرغم من الاختلاف الواقع ما بين حكومة أردوغان والمعارضة عن توصيف الإرهاب والمتسبب به.

ما يهمنا هو تزايد المخاوف التركية بشكل كبير جرّاء ما حدث في مدينة الموصل العراقية، فهل سينعكس ذلك على تغيير حكومة أردوغان لسياستها، بحيث تلجأ لدول كانت قد اختلفت معها كإيران أو دول عادتها كسورية من أجل التعاون الجماعي لمواجهة الإرهاب الذي يهدد الجميع؟ قد تكون تلك المخاوف التركية الكبيرة سبباً هاماً في العودة عن الكثير من الأشياء التي اعتادت أنقرة فعلها خلال ثلاث سنوات، وقد نرى أردوغان يتقرب من الأكراد من أجل كسْبهم في معركته ضد الإرهاب ويرسل رسائل غزل باتجاه سورية من أجل ذات الغاية أيضاً، وقد يساعده في ذلك أيضاً الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخراً إلى تركيا حيث تم الحديث عن تقارب كبير في وجهات النظر الإيرانية- التركية في العديد من الملفات لاسيما فيما يخص سورية.. فتأملوا.

موقف بريطاني مهم

لطالما عُرفت السياسة البريطانية حديثاً بتبعيتها للسياسة الأمريكية، الأخيرة كانت وريثة أمجاد المملكة العظمى أيام عزّها، ثم حلّت مكانها، لم يحدث شيء في المنطقة والعالم خلال ثلاثة العقود الأخيرة إلا وكانت لندن كملحقة بواشنطن!

مؤخراً وبسبب تنامي ظاهرة الإرهاب "الجهادي" تبدو بريطانيا أكثر خشية من أمريكا، فالأولى ذاقت من الإرهاب أكثر مما عرفه الأمريكيون في الداخل الأمريكي، ولا تزال صورة تفجيرات المترو والأنفاق في بريطانيا ثم ذبْح شرطي بريطاني على أيدي متطرفين لا تزال حاضرة في عقول البريطانيين مواطنين ومسؤولين، نضيف إلى ذلك وجود جاليات خليطة لاسيما تلك الإسلاموية التي تنشط فيها حلقات وحملات دعوية تتسرب إليها الأفكار الوهابية ومن يتابع ملف المقاتلين الأجانب في سورية سيجد أن نسبة البريطانيين فيهم هي الأعلى وهنا يجب التنويه إلى أحد التقارير الغربية التي وصفت المقاتلين البريطانيين بأنهم الأكثر عنفاً من بين جميع المقاتلين الأجانب في سورية، لكُم إذاً أن تتخيّلوا مقدار الخوف البريطاني من الإرهاب الذي يجري في المنطقة عموماً وسورية خصوصاً، في هذا السياق اعتبر وزير الخارجية البريطاني ما حدث في العراق يؤكد ضرورة إيجاد حل عاجل للأزمة السورية..

إذاً، فالهواجس البريطانية أصبحت في مستوى عالٍ، وقد نعتبر أن ما يجري في العراق سيكون سبباً في تغيّر مواقف العديد من الدول والأنظمة تجاه سورية، ليس حباً بالسوريين أو حتى بالعراقيين طبعاً، بل لأنه من دون التعاون والتواصل مع الحكومة السورية فإنه لا يمكن حل مشكلة الإرهاب، فالمسألة تتطلب تضافر جميع الجهود سواءً أكانت من جهة سورية أم العراق أم إيران أم تركيا أم لبنان؛ مروراً بالأنظمة الخليجية الضالعة بدعم وتمويل نبع الإرهاب والتطرف وصولاً للدول الكبرى التي يجب أن تضع حداً للازدواجية التي تسببت في وصول منطقة الشرق الأوسط لما هي عليه من إرهاب منظّم.

..

المجهر السياسي

أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي أن الولايات المتحدة مستعدة لتزويد العراق، الذي يواجه موجة جديدة من نشاط المتطرفين، بالأسلحة والمعدات بمبلغ مليار دولار.

على ما يبدو فإن الإرهاب أصبح كبقرة حلوب بالنسبة للأمريكي فهو من ناحية يتذرع به للتدخل في شؤون الدول الأخرى ومن ناحية أخرى يتخذه حجةً لبيع سلاحه في المناطق المتوترة من العالم بحجة مكافحة الإرهاب أيضاً، وبالتالي فإن واشنطن تكسب هنا من الناحيتين: السياسية من حيث تدخلها في شؤون الغير من بوابة مكافحة الإرهاب، والمالية من خلال بيع سلاحها للغير بمبالغ كبيرة، هذا ما تفعله أمريكا مع العراق الآن، وهو واضح من كلام بساكي أيضاً.

...

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مؤتمر صحفي في أنقرة إن هناك تطابقاً مع تركيا في وجهات النظر في العديد من القضايا الإقليمية وموضوعي العراق وسورية، فضلاً عن التنسيق بينهما في إطار تفعيل مكافحة الإرهاب لدعم الاستقرار في المنطقة.

لا شك بأن الإيراني هو الحليف الأقرب والأوثق بالنسبة لسورية، وما يخرج منه من تصريحات يكون أساساً بالتنسيق مع السوري لاسيما في ظل ظروف مرحلة حرجة جداً تستهدف كلاً من السوري والإيراني، كلام روحاني حول وجود تطابق مع تركيا بالنسبة لوجهات النظر خصوصاً تجاه سورية يعني أن هناك مزاجاً تركياً متغيراً، أو لنقل تغير خجول على مبدأ أن أنقرة تريد حفظ ماء الوجه من خلاله بعد فشل حكومة أردوغان بتحقيق ما راهنت عليه في سورية خلال ثلاث سنوات، فما معنى هذا التطابق الذي تحدث عنه روحاني؟ هل هو متعلق بالاصطفاف من أجل حرب الإرهاب الداعشي وغيره؟ هل يعني ذلك أننا لن نسمع بعد الآن بوجود معسكرات تدريب في تركيا؟ أو تمرير سلاح ومقاتلين من تركيا باتجاه سورية؟ هل سنسمع بعد هذا التصريح مواقف سياسية تركية مهدئة باتجاه سورية تظهر تغيراً فعلياً في السياسة؟ إن مجرد الحديث عن وجود تطابق بين تركيا الخصم لسورية وإيران الحليف الأوثق يعني أن هناك شيئاً إيجابياً سيلوح في الأفق قريباً.
 
شريط الأخبار في سابقة قضائية... الحكم بالإعدام على شخصين بتهمة إضرام النار عمدًا في مخزن نتج عنه وفاتان تهديدات بالقتل تتسبب بنشر 1500 ضابط لمباراة كرة السلة بين ألبا برلين ومكابي تل أبيب توقعات بتخفيض أسعار البنزين ورفع الديزل في الأردن الشهر المقبل "حرارة انفجار ذخيرته تقارب حرارة سطح الشمس".. بوتين يشرح آلية عمل "أوريشنيك" هذا ما قاله نتنياهو عن وقف إطلاق النار والحرب في غزة هذا ما كشفه المجالي بشأن عودة رحلات الملكية إلى بيروت تنويه من إدارة السير 49 مليون دينار موازنة "النقل" في 2025 حافلة ريال مدريد تتعرض لحادث مروري بعد الخسارة أمام ليفربول تنقلات واسعة شملت 6 عمداء و23 عقيدًا في الأمن العام... (أسماء) إرادة ملكية بإعادة تشكيل مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية (أسماء) تنويه هام من مؤسسة الضمان الاجتماعي "مفوضية اللاجئين" تعلق حول إغلاق مكاتبها في الأردن وزير العدل يترأس الوفد الأردني المشارك في اجتماع مجلس وزراء العدل العرب الملك يفتتح مركز البحث والتطوير والابتكار في شركة البوتاس العربية الملك لأهل الهية.. أنتم دائما مثال الأصالة والشهامة وأرض مؤتة الخالدة في كرك المجد والتاريخ شاهدة الملك اوعز بتجميدها والشعب يسأل عن ضريبة الكاز التي "رجعت" مع الشتوية وزيرة النقل تستقبل السفير الهندي لبحث تعزيز التعاون في مجال النقل الأعيان يشكل لجانه الدائمة ويختار رؤساءها والمقررين - اسماء الخبير الشوبكي: الـ 3.5 مليون دينار المخصصة من الحكومة للتنقيب عن النفط لا تكفي لحفر بئر واحد !!