أخبار البلد
قدم المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المحامي علي صدر الدين البيانوني استقالته من الائتلاف الوطني السوري المعارض احتجاجا على تهنئة الائتلاف للرئيس عبد الفتاح السيسي بفوزه بالانتخابات الرئاسية، وعد ذلك انحرافا عن النهج الثوري، قال بأنه لا يختلف في شيء عن تهنئة بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية.
وأكد البيانوني في رسالة الاستقالة، التي أرسل نسخة منها لـ "قدس برس" اليوم الثلاثاء (10|6)، أنه كان حريصاً منذ أن شارك في تأسيس الائتلاف الوطني، أن يبقى هذا الائتلافُ معبّراً عن الثورة السورية ومبادئها، ساعياً إلى تحقيق أهدافها، بعيداً عن الرؤى الشخصية، والصراعات الفئوية، والأجندات الحزبية، والتدخّلات الخارجية.
.
وأنه كان يحاولُ أن يؤدّيَ دوره في خدمة الثورة ومبادئها وأهدافها، متعاوناً مع نخبة وطنية طيبة، قال بأنه ما زال يحمل لها كلّ عرفان وتقدير.
وأشار البيانوني إلى أنه وعلى الرغم "من أن الائتلافَ خلالَ مسيرته، والمحطّات التي مرّ بها، تعرّض لمحاولاتٍ كثيرة لحرفه عن مهامّه الأساسية، في تمثيل الثورة وخدمة مشروعها، إلاّ أنه كان يشعرُ أنه بالتعاون مع النخبة الطيبة من منتسبيه، يمكنهم أن يشكلَوا سدّا في وجه تلك المحاولات، لكنه قال: "إلا أنه في الآونة الأخيرة، بدأت أشعرُ أن الطوفانَ أصبح أقوى من السدّ، وأن النزعة الشخصية والقرارات الفردية غير المدروسة، بدأت تطغى، بعيداً عن روح ثورتنا وتطلّعات شعبنا، وأصبحنا في كلّ يوم نفاجَأ بموقف، أو نسمع تصريحاً، ثم لا يلبثُ أن يتمّ سحبه أو تصحيحه أو التنصّل منه.
ولقد فوجئت ـ كما فوجئ كثيرٌ غيري - بأن الائتلاف ممثّلاً برئيسه، يوجّه رسالة تهنئة للثورة المضادّة في مصر الشقيقة، ويبارك للانقلابيّين نجاحَهم في الانقضاض على ثورة الشعب المصريّ، التي كانت إحدى الثورات الملهمة لثورة الشعب السوري".
وأضاف: "هذه التهنئة لا تختلف كثيراً - في نظري - عن تهنئة المجرم بشار الأسد بفوزه المزعوم في انتخابات الدم المزيّفة في سورية، وتُخرج الائتلافَ عن نهجه الثوريّ الوطني الذي اختطّه له المؤسّسون.
إن استشعاري لثقل الأمانة، وجسامة المسؤولية أمام الله أولاً، ثم أمام شعبنا في سورية الجريحة ثانياً، يضطرني إلى تقديم استقالتي من الائتلاف الوطني، الذي لم يعد - في رأيي - يعبّر عن آمال شعبنا وتطلّعاته في تحقيق أهداف ثورته المجيدة"، على حد تعبيره.