أخبار البلد - أحمد جميل شاكر
استطاعت «الدستور» ومن منطلق حرصها على صحة وسلامة المواطنين أن تكشف النقاب عن بعض انواع الملابس الضارة والخطيرة على الصحة، وان تتفاعل هذه القضية الحساسة في مختلف الأوساط الرسمية والتجارية والأهلية.
بداية لا بد من تسجيل الشكر والتقدير لمؤسسة المواصفات والمقاييس والتي نعتبرها خط الدفاع الأول عن حق المواطن في الحصول على السلعة الجيدة والمناسبة، والتي تحفظ سلامته وصحته وأمنه، ونشير الى وقفة المؤسسة في حماية المواطن عندما رفضت دخول عشرات الآلاف من اسطوانات الغاز لأنها تشكل خطرا على حياة المواطن، وأنها وقفت بصلابة لمنع دخول هذه الكمية من الأسطوانات، والتي تعتبر بمثابة قنبلة موقوتة في كل بيت.
قضية الملابس الضارة، وإن كانت محدودة إلا أن مؤسسة المواصفات والمقاييس، وهي الحريصة على المواطن والتاجر والاقتصاد الوطني، لا تطلب المستحيل، وأن من ابسط حقوق المواطن ان تكون هناك بطاقة بيان المنتج والذي يتضمن اسم المنتج، وبلد المنشأ، والماركة التجارية، ومكونات المادة المستوردة، وهو ما أكدت عليه المؤسسة لدى تعاملها مع الملابس المستوردة حتى ولو لم تكن هناك اي اصباغ ضارة، لأن هناك من المواطنين الذين يصابون «بالأكزيما والحساسية» من بعض انواع الخيوط التي تدخل في تركيبة الملابس.
مؤسسة المواصفات والمقاييس رفضت في مجال الملابس المستوردة 123 بيانا مخالفاَ من أصل (14) الف بيان، والتي لا تحتوي على أسماء الأصباغ، وانواع الخيوط، حيث صدرت تقارير عالمية تؤكد أن بعض أنواع الأصباغ ومنها «الفورما الدهايد» ومركب «آزوي دياز» والذي يعتبر ساما. حتى أن المملكة العربية السعودية قامت برفض (44) الف قطعة ملابس، بينما منعت استرالي دخول (120) الف قطعة ملابس.
وزارة الصحة وفي الجريدة الرسمية الصادرة في شهر تشرين الثاني من عام 2012 نصت وبصراحة على منع بيع أو طرح أو استخدام الصبغات، او المركبات العطرية المذكورة نهائيا في أية صناعات نسيجية، او شعر مستعار، أو قبعات، او احذية، وقفازات وحتى جلدة ساعة اليد، او المنسوجات والجلود المستخدمة في صناعة الدمى والألعاب.
مؤسسة المواصفات ومن خلال تقاريرها الدورية والتي تنشر على موقعها الالكتروني أيضا، تعمل جاهدة من أجل حماية المواطن وتوفير السلعة الجيدة، والسعر المناسب، حتى انها قامت مؤخرا بضبط كميات كبيرة من النظارات الشمسية والتي تحمل ماركات عالمية وتباع بأسعار عالية وهي من ارخص وأسوأ الأنواع وأنها لا تحمي العين من الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب ضررا للشبكية.
كميات من ساعات الغاز، على وجهها أنها صناعة ايطالية وعلى الوجه الثاني انها صناعة صينية، وكذلك كميات كبيرة من الحليب الذي انتهت مدته، حيث تبين أن هناك تلاعبا بتاريخ الصلاحية، وأن الكمية تزيد عن (25) طناً.
مؤسسة المواصفات والمقاييس اكتشفت كمية كبيرة من عبوات زيوت السيارات كتب عليها باللغة العربية أنها تحتوي على اربعة لترات، وعلى الوجه الآخر وباللغة الإنجليزية كتب ثلاثة لترات وفي الحقيقة كانت الكمية (2.6) ليترات؟ بينما ضبطت كمية من كوابل الكهرباء تحتوي على شعيرات من الحديد بدلا من النحاس، وهذا ما يؤدي الى نتائج خطيرة.
مؤسسة المواصفات مشكورة وهي تواجه كل هذه العواصف وتقف بصلابة من أجل المواطن والوطن، وأن الأمر يتطلب من كل الجهات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني بدعم المؤسسة لتتمكن من أداء واجباتها ومهامها.