أخبار البلد - نزيه القسوس
بعد انتهاء قصة اختطاف السفير فواز العيطان يجب أن نقف وقفة تعقل ونناقش مسألة الافراج عنه.
الليبيون الذين اختطفوا السفير لا ينتمون لأية منظمة ارهابية بل هم أقرباء أو أصدقاء لعائلة الدرسي وما تم من أجل عودة السفير خصوصا كان ضروريا خاصة وأن الحكومة الليبية الحالية لا تسيطر على الأوضاع الأمنية في ليبيا وحياة السفير العيطان غالية على الأردنيين واطلاق سراح السجين الليبي جاء بناء على اتفاقية تبادل السجناء.
لا يستطيع أحد أن ينكر الجهود التي بذلت بتوجيهات جلالة الملك ومتابعته على مدار اربعة الاسابيع التي كان فيها السفير مخطوفا ففي وزارة الخارجية كانت هناك غرفة عمليات يعمل بها عدد من الموظفين على مدار الساعة لمتابعة الجهود التي تبذل من أجل الافراج عن السفير.
أما الجهد الأكبر فهو الجهد الذي بذلته دائرة المخابرات العامة، هذه الدائرة التي كانت تعمل بصمت وعلى مدار ساعات الليل والنهار ونحن نعرف أن مديرها الفريق أول فيصل الشوبكي كان يعمل في مكتبه حتى ساعات الفجر هو وعدد من زملائه وكان الفضل الأكبر في مسألة الافراج عن السفير لهؤلاء الجنود المجهولين الذين حموا الأردن مرات عديدة من الارهاب والارهابيين وكانوا دائما بالمرصاد لكل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء وتدبير المؤامرات في الظلام فكل الشكر والتقدير لهم من كل الأردنيين والأردنيات من المدير وحتى أصغر جندي وسنظل نذكرهم بالخير دائما فهم خيرة الخيرة وهم الذين يعملون بصمت وجد ولا ينتظرون شكرا من أحد لأنهم أبناء الوطن الحقيقيين.
بعد الافراج عن السفير العيطان كثر الحديث عن هذه القضية وانتقد البعض الاسلوب الذي تم به الافراج عن السفير ونحن نقول، إن حياة السفير توازي حياة عشرة سجناء وما فعلته الحكومة ممثلة بجميع مؤسساتها هو ما كان يجب أن يكون ولا أحد ينكر أن كل الأردنيين كانوا يتابعون هذه القضية يوما بيوم كما أن الفرح الذي عم جميع الأسر الأردنية على امتداد الوطن عندما تم الافراج عن السفير شاهد على ما نقول.
للأردن أكثر من خمسين بعثة دبلوماسية في الخارج وهم معرضون في بعض الدول لأخطار من أهمها الاختطاف لذلك نتمنى على جميع دبلوماسيينا أن يكونوا حذرين، وأن يبتعدوا عن أماكن الخطر لأن حياتهم غالية علينا ولا نحب أن يتعرضوا لأي سوء.
مرة أخرى نقول، شكرا لمدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي ولرفاقه الأبطال على هذا الأداء المتميز، وشكرا للدكتور عبدالله النسور رئيس الحكومة ولوزير الخارجية ناصر جودة الذي كان يقضي معظم أوقاته في غرفة العمليات، وبارك الله بكل الأيدي الأردنية الخيرة التي لم تتعود إلا على العطاء، وحمى الله الأردن.