أخبار البلد - - الاء ابو هليل
أصبحت مخاطرالمقالع والمحاجر في محافظة عجلون تزداد بشكل كبير على البيئة التي تلحق أضرارا كبيرة على الأراضي الزراعية وتساهم في تدمير الأشجار الحرجية .
ومما يفاقم من الامور إن هذه المقالع والتي يتراوح عمق بعضها من (7-9) امتار لا تتم تسويتها عند الانتهاء منها من قبل المتعهد او صاحب الارض بل تظل تشوه المنطقة بسب نقص الرقابه من قبل الجهات المعنية.
وتؤكد احصائيات دائرة البيئة في المحافظة الى وجود 54 مقلعا معظمها يعمل بدون ترخيص حيث تتوزع هذه المحاجر في الاراضي المملوكة المؤجرة لمتعهدين و في الاراضي الحرجية .
وطالب عدد من المهتمين بالبيئة والسياحة إلى تفعيل التشريعات المتعلقة بالمقالع والمحاجر التي تحمي المواطن وتلزم أصحابها بإعادة تأهيلها ومتابعة التدابير العملية لتوفيق أوضاعها مع المعايير البيئية المطلوبة.
وأوضح عدد من أصحاب مقالع ان شروط ترخيص المقالع بحاجة الى إعادة نظر كون الشروط تعجيزية وخصوصا ان عملية الترخيص تحتاج الى موافقة البيئة التي تشترط عدة امور منها عدم القرب من الاماكن السكنية والسياحية والحرجية لذلك يصبح الترخيص امرا صعبا مما يجبرهم ذلك على تجاوز القوانين والتعليمات كونهم يعتمدون على هذه المهنة التي تدر دخلا على اسرهم .
وطالبت رئيسة جمعية البيئة الاردنية فرع عجلون ناديا العنانزة بتشكيل لجنة من البيئة ولجنة السلامة العامة والسياحة والبلديات وسلطة المصادر الطبيعية والصناعة والتجارة والشرطة البيئية في المحافظة لتصويب أوضاع المقالع والمحاجر المخالفة للشروط والمواصفات البيئية وذلك لايجاد آليات تضمن عدم الاعتداء على البيئة والمناطق التي تتواجد فيها أشجار حرجية والقريبة من المناطق السياحية.
وقالت رئيسة جمعية البيئة فرع كفرنجة موزه فريحات إن المقالع والمحاجر تساهم في خلق مشاكل بيئية وتتسبب في تدمير الأشجار الحرجية والمثمرة مطالبه بتفعيل دور المعنيين بالبيئة من خلال التنسيق المشترك وتوحيد الجهود من اجل متابعة موضوع المحاجر ومنع المعتدين الذين يعملون بدون ترخيص وخصوصا التي تعمل ضمن اراضي الدولة .
و أكد احد مواطني منطقة الجبل الأخضر المختار خالد نعيمات على ضرورة اتخاذ الإجراءات الصارمة للمخالفين من أصحاب المحاجر الذين يعملون بدون رخص قانونية للحد من التجاوزات على الأشجار وتطاير غبار المقالع والمحاجر وخصوصا ان قسم منها يعمل بالقرب من التجمعات السكانية التي يلحق بها الضرر داعيا الى تطبيق شروط ترخيص المحاجر والتي تتضمن وجود فاصل طبيعي للمحجر بين50 الى 100 متر .
وقال احد المهتمين بالبيئة حيدر بني عطا ان رغبة بعض المواطنين في تاجير اراضيهم ورغبة المتعهدين بالحصول على المال والربح السريع سيحول المحافظة الى صحراء جرداء جراء التوسع في اعطاء رخص المقالع او وجود مقالع غير مرخصة تعمل سرا الامر الذي يشكل اسنزافا للبيئة والطبيعة في ظل التعديات التي تحصل بين الحين والاخر من عمليات تقطيع ورعي جائر وحرائق تلحق بالثروة الوطنية اضرارا كبيرة.
وقال احد المهتمين بالبيئة والسياحة في المحافظة محمد حمد البعول ان المقالع الحجرية اصبحت تشكل تحديا لاصحاب القرار وخروجا على القانون نظرا لعدم تقيد اصحاب المقالع بالقوانين وعدم ترخيص مقالعهم ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والمتابعات التي تتم بين الفينة والاخرى اضافة الى وجود تدخلات من قبل متنفذين للحيلولة احيانا بعدم المخالفة للمقالع غير المرخصة.
واشار مدير البيئة لمحافظتي عجلون وجرش المهندس رائد ابو الحسن ان هناك 54 مقلعا عاملة في المحافظة مرخص منها 4 فقط مبينا ان المادة رقم 25 الخاصة بشروط اختيار مواقع مشاريع مقالع الرمل والحجر والرخام نصت على ان لا تقل المسافة عن 1 كم بين المشروع وحدود التنظيم او التجمعات السكانية او المنشآت والمتنزهات العامة والمصانع الغذائية والدوائية ومصانع المياه وان لا تقل المسافة الفاصلة بين المقلع واقرب شارع رئيس عن 300 م .
وبين ابو الحسن ان موافقة الترخيص تتطلب ايضا احضار موافقة خطية من سلطة المصادر الطبيعية واعادة تأهيل الموقع بعد الانتهاء من العمل بموجب كفالة بنكية لا تقل عن 10 الاف دينار تقدم لسلطة المصادر الطبيعية كما ان المقلع يجب ان لا يؤثر على المنظر العام للمناطق المجاورة.
واشار الى الاضرار البيئية الناتجة عن المقالع والمتمثلة بالاضرار الصحية الى جانب التلوث باشكاله المختلفة والقضاء على التنوع الحيوي وتغيير تضاريس البيئة الطبيعية الا ان هناك اصرارا على المخالفة من قبل اصحاب المقالع .
وبين ان المديرية بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية تقوم بحولات ميدانية على اصحاب المقالع من اجل اقناعهم لترخيص مقالعهم خصوصا ان معظم المقالع العاملة تقع ضمن منطقة لواء كفرنجة .
واعتبر ان وجود المقالع بهذه الكثرة والفوائد الناتجة عنها لاصحاب المقالع والمتعهدين ليست مبررا للمخالفة وعدم الترخيص اضافة الى ان قسما كبيرا من الاليات يعمل دون لوحات حتى لا يتم التعرف عليها ولمن تعود ملكيتها.
واشار مدير زراعة عجلون المهندس فياض حوارات ان صلاحيات المديرية تقع ضمن متابعة المقالع المعتدية على الاراضي الحرجية وتقع بين الغابات نظرا لاثارها السلبية المتمثلة بتقطيع الاشجار وانتشار الغبار الذي يوثر على الاشجار والاضرار بهذه الثروة بصورة واضحة مبينا انه تم خلال العام الماضي وقف 8 مقالع ومخالفتها بسبب التعدي على الثروة الحرجية واراضي الحراج غير ان هناك احد المقالع ما زال عصيا على مختلف الاجهزة ولم نستطع اغلاقه مطلقا رغم المتابعات ويقع في الاراضي الحرجية داعيا الى اتخاذ الاجراءات الرادعة من قبل الاجهزة الرسمية لاغلاق المقلع.
وقال محافظ عجلون عبدالله آل خطاب انه تم تشكيل لجنة من المعنيين بالبيئة لمتابعة وتصويب اوضاع المقالع للحد من المخالفات بالبيئة وحصر اصحاب المقالع المخالفة سواء داخل الاراضي المملوكة او في اراضي الحراج لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم ، لافتا الى انه سيتم تحديد ساعات مرور القلابات وسط المدينة وحجز المخالف منها الذي ينقل الحجارة من مقلع غير مرخص داخل حدود بلدية عجلون الكبرى .
وشدد ال خطاب على ضرورة متابعة المقالع المنتشره في مناطق المحافظة وتعمل بصورة مخالفة دون ترخيص وتعتدي على الاراضي الحرجية وعدم تقيدها بالمساحات التي تعمل بها مشيرا الى ضرورة تعاون الجميع والعمل بروح الفريق وعدم تجاوز التعليمات تحت اي ظرف من الظروف وتحمل المسؤولية كاملة .
وحث آل خطاب الدوائر المعنية بالبيئة الى اتخاذ الاجراءات للحد من تجاوزات المقالع في عجلون والاضرار التي تسببها للبيئة والتضاريس الطبيعية والتغيير في طبيعة الاراضي والاعتداء على الغابات ومخالفتها للقوانين والانظمة وعدم قيامها بالترخيص بصورة قانونية .