تشهد الليجا الإسبانية هذا الموسم صراعاً فريداً من نوعه بين ثلاثة فرق على لقب الليجا في موسمٍ أعاد الكثير من هيبة المنافسة في الكرة الإسبانية التي اعتادت أن تتلقى الكثير من الانتقادات حتى وصل الأمر بالبعض لوصفه بدوري توم وجيري إشارةً إلى عدم وجود منافس على اللقب بعيداً عن ريال مدريد وبرشلونة .
ودخل ثاني أندية العاصمة أتلتيكو مدريد في هذا الموسم في صراعٍ محتد على لقب الليجا وصل من خلاله لتصدر الليجا حتى اللحظة الحالية ليعيد للأذهان ذكريات القليل من المواسم التي شهدت عبر تاريخ الليجا منافسةً ثلاثية على اللقب .
ولم تكن المواسم التي شهدت منافسةً ثلاثية عبر تاريخ الليجا الحديث كثيرة، وكان أشهرها ذلك الموسم الشهير للإيطالي فابيو كابيللو مع ريال مدريد حين تمكن من الفوز باللقب في آخر جولة بعد صراع كبير على اللقب مع برشلونة واشبيلية عام 2007، وفيما يلي نظرة سريعة على المواسم التي شهدت منافسةً ثلاثية على الليجا.
موسم 82-83:
في ذلك الموسم اشتعلت الليجا بصراع ثلاثي جمع ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيك بلباو، وقبل خمس جولات من ختامه تصدر ريال مدريد برصيد 43 نقطة بفارق نقطة عن أتلتيك بلباو و بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة .
وفى الاسبوع 30 قبل 4 جولات من نهاية الليجا استطاع برشلونه أن يفوز بالكلاسيكو أمام ريال مدريد 2-1 فى الكامب نو مهدياً أتلتيك بلباو الصدارة بعد فوزه برباعية نظيفة على سيلتا فيجو، ولم تستمر صدارة بلباو كثيراً حيث استعاد مدريد الصدارة في الجولة التي تلتها بعد فوزه على بلباو بهدفين نظيفين ولم يستفد برشلونة من تعثر بلباو حيث خسر أيضاً أمام سوسيداد بهدف نظيف .
وخرج برشلونة من سباق المنافسة تماماً في الجولة التي تلتها فيما عزز الفريق الملكي صدارته بالفوز 3-0 على لاس بالماس قبل أن يستمر الحال على ما هو عليه في الجولة 33 بفوز المتنافسين ريال مدريد على اوساسونا 2-1 و اتليتيك بلباو على ريال سوسيداد 2-0 وفي آخر أسابيع الموسم آنذاك استغل بلباو تعثر ريال مدريد بالخسارة أمام فالنسيا وحقق الفوز على لاس بالماس بنتيجة 5-1 ليحقق اللقب بعد مسيرة متقبلة في موسم مثير .
موسم 91-91
في هذا الموسم اشتعلت الليجا بصراع مميز بين ريال مدريد الذي كان قبل خمس أسابيع من نهاية الموسم متصدراً لترتيب الليجا برصيد 49 نقطة إضافةً إلى أتلتيكو مدريد في المركز الثاني برصيد 46 وأخيراً برشلونة برصيد 45 نقطة في المركز الثالث وفي ذلك الموسم كان الفائز يحصد نقطتين فقط من الإنتصار .
ولم يتمكن ريال مدريد من الاحتفاظ بهذا الفارق حيث خسر في الجولة 34 التي حقق بها ملاحقيه الانتصار ليقلص أتلتيكو مدريد وبرشلونة الفارق إلى نقطة نقطتين على التوالي مع ريال مدريد، قبل أن يعود الملكي مدريد لتوسيع الفارق بينه وبين جاره أتلتيكو مدريد بفوزه عليه في الجولة 35 في حين أبقى برشلونة الضغط بالفوز في تلك الجولة.
وتعقدت أمور الجدول من جديد في الجولة 36 حيث انتصر أتلتيكو مدريد ليصل إلى 50 نقطة ، وانتصر برشلونة ليصل إلى 51 نقطة وتعادل ريال مدريد ليصل إلى رصيد 52 نقطة ولم يكن أتلتيكو مدريد سعيد الحظ في الجولة 37 بتعادله وفوز ريال مدريد وبرشلونة ليبتعدا شيئاً ما عن أتلتيكو مدريد .
في الجولة الأخيرة دخل ريال مدريد مباراته الأخيرة على ملعب تينيريفى و الفوز يمنح له الليجا و بالفعل تقدم الفريق 2-0 بعد نصف ساعه بهدفى فيرناندو هييرو و جورجى هاجى لكن تينيريفى قلب التأخر الى مكسب 3-2 قلب به الاوضاع رأساً على عقب فيما كان يحقق برشلونه فوزا سهلا على اتليتيك بلباو 2-0 ليتوج نفسه بطلاً للدوري برصيد 55 نقطة واضعاً مدريد في المرتبة الثانية برصيد 54 نقطة .
موسم 2002-2003
شهد موسم 2002-2003 صراعاً ثلاثياً مميزاً بين ريال مدريد وريال سوسيداد وديبورتيفو وقبل خمس جولات من نهاية الموسم ذلك كان ريال سوسيداد رفقة ديبورتيفو لاكرونيا متربعين على عرش صدارة الليجا برصيد 66 نقطة مع أفضلية ديبورتيفو الذي تفوق على سوسيداد في المواجهات المباشرة ذلك الموسم وفي المركز الثالث كان ريال مدريد بفارق نقطة واحدة فقط حيث كان في رصيده 65 نقطة .
وفي الجولة 34 من ذلك الموسم تعرض لاكرونيا لخسارة على أرضه وبين جماهيره أمام فالنسيا أفقدته الصدارة لصالح ريال سوسيداد الذي انتصر بهدف نظيف على ريكرياتيفو هويلفا ليتصدر برصيد 69 نقطة يليه ريال مدريد الذي حقق الفوز في هذه الجولة على ملقا بخماسية مقابل هدف برصيد 68 ثم لاكرونيا برصيد 66 نقطة .
وعاد لاكرونيا ليتعثر مجدداً في الجولة 35 من الليجا بخسارة ثقيلة بثلاثية نظيفة من سلتا فيجو أبعدته تماماً عن حسبة المنافسة على اللقب لتنحصر بين ريال مدريد في المركز الثاني برصيد 71 نقطة وريال سوسيداد في المركز الأول برصيد 72 نقطة ولم يتمكن أحد الفريقين من الابتعاد بالصدارة في الجولة 36 حيث تعثر كليهما بالتعادل أمام منافسيهما سلتا فيغو وفالنسيا على الترتيب .
وبعد أن كان سلتا فيغو قد أخرج لاكرونيا من حسابات البطولة في الجولة 35 عاد ليخرج ريال سوسيداد أيضاً من المركز الأول في الجولة 37 بالفوز عليه بنتيجة 3-2 مهدياً ريال مدريد الصدارة وهو الذي انتصر في هذه الجولة برباعية نظيفة على أتلتيكو مدريد لينفرد بالصدارة برصيد 75 نقطة مقابل 73 نقطة لسوسيداد الذي انتصر في الجولة الأخيرة على أتلتيكو مدريد بثلاثية نظيفة بيد أن هذا الإنتصار لم يشفع له للفوز باللقب حيث انتصر ريال مدريد أيضاً في هذه الجولة على بلباو بنتيجة 3-1 ليحسم اللقب لصالحه .
موسم 2006-2007
في هذا الموسم دار صراع ثلاثي لن تنساه أوراق تاريخ الليجا بين ريال مدريد وبرشلونة و إشبيلية الذي كان ذو الحظ الأقل للفوز باللقب ، وقبل خمس جولات من ختام الموسم الكروي آنذاك كان برشلونة يتصدر لائحة الترتيب برصيد 65 نقطة متفوقاً على ريال مدريد صاحب المركز الثاني برصيد 63 نقطة وإشبيلية صاحب المركز الثالث برصيد 61 .
ولم يتمكن برشلونة في الجولات الخمس الأخيرة من البطولة من الحفاظ على لقبه بسبب تعادله في الجولة 34 أمام ريال بيتيس في مباراة مجنونة أدرك فيها بيتيس التعادل في الدقيقة 89 عبر مهاجمه سوبيز آنذاك وهي الجولة التي حقق فيها ريال مدريد الفوز على إسبانيول بنتيجة 4-3 وفاز إشبيلية على ريكاريتيفو هويلفا 2-1 .
هذا التعادل كان قد جعل رصيد ريال مدريد وبرشلونة متساوياً برصيد 66 نقطة فيما حلَّ إشبيلية خلفهم برصيد 64 نقطة ، وكانت الفرصة قد أُتيحت أمام كل من ريال مدريد وبرشلونة للإنفراد بالصدارة وقبل هذا أمام إشبيلية لتجاوز كلاً من مدريد وبرشلونة الوصول إلى القمة بيد أنَّ فريقاً لم يستغل تعثر الآخر حيث انتهت هذه الجولة بثلاث تعادلات لهذه الفرق في مواجهاتها ليستمر الترتيب كما هو حتى بعد نهاية الجولة الأخيرة التي حقق فيها ريال مدريد الفوز أمام ريال مايوركا وحقق برشلونة الفوز على جيمناستيك بخماسية نظيفة وخسر إشبيلية لينتهي اللقب بفوز ريال مدريد باللقب بتساويه بالنقاط مع برشلونة وتفوقه عليه في المواجهات المباشرة، حيث فاز الريال ذهاباً 2-0 على برشلونة وتعادلوا 3-3 في لقاء العودة خلال كلاسيكو شهير سجل فيه ليونيل ميسي هاتريك.