أخبار البلد
وجه سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن القارة الآسيوية يوم أمس، رسالة مفتوحة إلى أسرة كرة القدم الآسيوية، عبر فيها عن رؤيته، تعقيبا على الأحداث الأخيرة المتعلقة بموقف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وأبدى سموه تحفظه على وجود جهود مكثفة لدمج رئاسة الاتحاد الآسيوي مع منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي في العام 2015، وبالتالي إلغاء المنصب الذي تم انتخابه ليمثله على الصعيدين الآسيوي والعالمي فور انتهاء مدة الخدمة؛ ذلك المنصب الذي تقلده بعد انتخابات ديمقراطية في كانون الثاني (يناير) من العام 2011 والذي حمل مهامه من سبقني أكثر من خمسة عشر عاما.
وقال سموه في رسالته: "تقدمت الاتحادات الوطنية التالية صباح اليوم بطلب الدمج: الاتحاد الأفغاني لكرة القدم، اتحاد كوريا الشمالية لكرة القدم، الاتحاد الاندونيسي لكرة القدم، الاتحاد الباكستاني لكرة القدم، الاتحاد البحريني لكرة القدم، الاتحاد القطري لكرة القدم، الاتحاد اليمني لكرة القدم والاتحاد السريلانكي لكرة القدم، ومن المقرر أن يتم طرح اقتراحهم على كونغرس الاتحاد الآسيوي، الذي سيقام في البرازيل حزيران (يونيو) المقبل، ومع بالغ احترامي وتقديري لهذه الاتحادات إلا أنني أتحفظ وبشدة على قرارهم هذا للأسباب التالية التي ناقشتها مع زملائي الأعزاء في اللجنتين التنفيذيتين في كل من الاتحادين الدولي والآسيوي":
- أستذكر وإياكم أولا أن هذا الاقتراح قد تم طرحه في كونغرس الاتحاد الآسيوي في أيار (مايو) الماضي بناء على طلب الاتحادات الباكستانية والنيبالية والسريلانكية لكرة القدم، وقوبل بالرفض من الأغلبية العظمى حيث صوت 98 % من الدول الأعضاء ضد الدمج، ما يعني أن الكونغرس ذاته الذي انتخب الرئيس الحالي للاتحاد قد اتخذ قراره بشأن الاقتراح قبل سنة مضت.
- ثانيا: أقف أمامكم مؤمنا بالأهمية الفائقة لفصل السياسة عن الرياضات كافة ومنها كرة القدم وانطلاقا من قناعتي التامة بضرورة خلو اللعبة من المصالح الشخصية واستغلال المناصب، وإن هذه القاعدة أساسية عملت بها طوال خمسة عشر عاما من خدمتي الكروية.
- ثالثا، لقد فوجئنا بظهور هذا الاقتراح خلال الأشهر الماضية تحت قيادة الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي ونيل هذا المطلب على حصة الأسد من أجندته للقارة الآسيوية، ويؤسفنا اتخاذه وعدد من مسؤولي الكرة في الاتحاد لهذا المسار السياسي عوضا عن تركيز الطاقات على تطوير اللعبة في قارتنا ومواجهة التحديات التي تحتاج تكاتفنا في كافة المجالات كالتسويق وقطاع الناشئين والكرة النسوية والشفافية واللعب النظيف والقائمة تطول، كما يؤسفنا أن يكرس الرئيس جزءا كبيرا من وقته وجهده في الأيام الماضية في محاولة استمالة أصوات الاتحادات بدل العمل يدا بيد لما فيه خير كرة القدم في آسيا.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن بمقدور رئيس الاتحاد الآسيوي أن يترشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي أو كعضو ممثل عن آسيا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، حيث يضمن له القانون هذا الحق بطريقة ديمقراطية وعادلة.
- رابعا، أجد في استمرار فصل المنصبين حكمة ونفعا لكرة القدم في القارة حيث يسمح ذلك لنائب رئيس الاتحاد الدولي أن يرعى شؤون الكرة الآسيوية ضمن الاتحاد الدولي ويمكّن رئيس الاتحاد الآسيوي من التركيز على واجبه الضخم أمام التحديات التي تواجهها الكرة الآسيوية وتنمية اللعبة وتطويرها، وإن الاتحاد الآسيوي ليس متفردا في تطبيق هذا النظام كما أن هناك اتحادا قاريا يمثل عنه أكثر من نائب واحد لرئيس الاتحاد الدولي.
واضاف سموه: "اسمحوا لي أخيرا أن أشارككم بأني قد اكتسبت خبرة واسعة خلال السنين الثلاث الماضية كنائب لرئيس الاتحاد الدولي ممثلا عن قارة آسيا فقد ترشحت للانتخابات وفقا لبرنامج واضح ومحكم سطرت فيه أربعة قواعد ثابتة وهي: تنمية قطاع الناشئين وتمكين دور المرأة وحماية وتطوير اللعبة وتمثيل فعال لمصالح الاتحادات الآسيوية الأعضاء، ولقد بدأت العمل منذ اليوم الأول على تحقيق برنامجي على أرض الواقع من خلال اللجان التي أخدمها في الاتحادين الدولي والآسيوي، ومن خلال مؤسسة غير ربحية اسمها مشروع تطوير كرة القدم الآسيوية تهدف لتقديم الدعم لجميع المنظمات الكروية الآسيوية، لتساهم في دفع عجلة التطوير ولصقل وإبراز القدرات والإمكانات في آسيا، ومع أن خدمتي للعبة ستستمر بإذن الله بغض النظر عن نتيجة الاقتراح، إلا أني أقدم للاتحادات الأعضاء ومسؤولي كرة القدم دعوة للتفكير في أولويات القارة الآسيوية، وأناشدهم أن يضعوا مصلحة اللعبة فوق كل المصالح السياسية والفردية، وأن يعملوا، فعلا لا قولا، لخدمة الأسرة الآسيوية من لاعبين ومدربين وحكام ومشجعين ذكورا وإناثا ومن كافة الفئات العمرية".
واختتم سموه رسالته: "أتعهد أن أستمر في خدمة تطوير كرة القدم الآسيوية وأتطلع للعمل معكم جميعا لتحقيق هذا الهدف بمنتهى الإخلاص والمهنية، وما خاطبتكم اليوم إلا لإيماني بأهمية الشفافية والاحترام المتبادل بين أفراد أسرتنا الكروية الواحدة".