أصبح مانشستر يونايتد خارج الحسابات في كل البطولات بعد خروجه أمام بايرن ميونيخ من دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا، وإن لم يعد لدى الفريق ما يخسره فيما تبقى من الموسم فإن لدى جماهيره الكثير كي تخسره، وهي اليوم أمام اختيار ما تريد أن تخسره.
فعندما يلتقي ليفربول ومانشستر سيتي سيكون هناك انقسام بالتأكيد بين جماهير المان يونايتد، فبعضهم سيشجع ليفربول بحجة أن مانشستر سيتي عدو أقرب لهم ويمكث في زوايا شوارعهم، ويجب أن لا يشاهدوا فرحة جماهيرهم كل صباح وتذكيرهم بحصدهم اللقب، في حين سيذهب البعض لحقيقة تشجيع السيتي بحجة أن ليفربول هو العدو التاريخي والأبدي وأن السيتي عدو استيقظ مؤخراً فقط، كما أن فوز ليفربول اليوم يعني أنه بات على بعد خطوات قليلة من لقبه التاسع عشر على مسافة لقب واحد من الرقم القياسي الذي يحمله مانشستر يونايتد بعشرين لقب دوري إنجليزي، رقم رحل من حققه ولن يعود بل جاء بمدرب أعاد الفريق عشرين سنة إلى الوراء كما قالت صحيفة الديلي في أحد عناوينها المنشورة في شهر مارس 2014.
ويتصدر ليفربول الدوري الإنجليزي برصيد 74 نقطة من 33 مباراة متقدماً على تشيلسي الذي يملك 72 نقطة من نفس العدد من المباريات، لكن السيتي صاحب المركز الثالث يملك 70 نقطة من 31 مباراة مما يوجب على الريدز الفوز لو أرادوا تحقيق صدارة مضمونة بغض النظر عن نتائج الفرق الزرقاء التي تنافسه.
الخيار الأخير لجماهير مان يونايتد اليوم هو تمني التعادل على أقل تقدير علماً أنه يجعل من السيتي الأقرب للقب لكن هدفهم من ذلك احتمال نجاح تشيلسي في الأسابيع الأخيرة من قلب الطاولة والفوز باللقب، وإن كان تشيلسي هو عدوهم في العصر الحديث الذي منعهم من الهيمنة على الألقاب في ظل غياب المنافسين الأخرين، وسيكونوا مضطرين لسماع بعض تصريحات جوزيه مورينيو في نهاية الموسم مثل "اليونايتد مدين لي فقد أنقذتهم من فوز أعدائهم باللقب".
جماهير مانشستر يونايتد بلا شك تعيش وضعاً لم تعتده من قبل منذ صعود نجم الفريق من جديد تحت قيادة السير اليكس فيرجسون، فهم دائماً كانوا يشجعون فريقهم الذي يقود السباق نحو الألقاب ولا يكترثون بما يحصل من معارك أخرى، فلم يشجعوا في الماضي فريقاً كي يهزم فريقاً ليفوز فريقاً أخر غير فريقهم باللقب!