اخبار البلد - بقلم خالد عياصرة
من يأتي وبرفع علم دولة ثانية في مباراة بين فريقين، في نظري هذا لازم يحول إلى أمن الدولة، أنت مش مقتنع في الدولة الي عايش فيها، ورافعلي علم دولة ثانية، يا سيدي مع السلامة فيه أربعة حدود شرقية وغربية وجنوبية، غعطينا الجواز السفر، والله يسهل عليك !
بهذه الكلمات طالب احد مذيعي القناة الرياضية، للتعبير عن وجهة نظرة العنصرية هذه، للتعقيب على احداث احدى المبارايات، وكان مثل هذا القضايا الحساسة، تخضع لوجهات النظر الفردية، والتي يؤمن بها المقدم.
اليست البذاءة الالفاظ وسواها، تجسيد فعلي لازمة عقلية تسيطر على الفرد، ما تجعله يكيل العبارات تلو العبارات للنيل من الطرف الاخر، والذي يحصره فقط في خانة العداء الذي يتوجب مواجهته.
بداية الذي يستمع إلى عبارات مقدم البرنامج، يجدها تقطر عنصرية، ولا تختلف فعليا عن ولدنات الملاعب الرياضية، بل وتعتمد عين الاساليب وطريقة التفكير التي تسيطر على مدرجات الملاعب.
الذي يركز في عبارات المقدم، يجدها تعلي من شأن الأقليمية، بحجة حماية الوطنية، لسان حال المقدم يقول :" على الدولة الاردنية سحب جنسية الأردنيين من أصل فلسطيني، لأنهم حملوا علم فلسطين. وكأن العلم أضحى شماعة لإطلاق هذه المطالب، التي لو سمعها جلالة الملك عبد الله، لاستغرب منها، ومن من كيفية السماح لأمثال هؤلاء بتصدر المشهد الاعلامي !
بناء على شطحات المقدم الرياضي الذي يفتقد الروح الرياضية، مطلوب من الفلسطيني كل شي، وفي السياق عينه ممنوع عليه عنه كل شيء. مطلوب منه التمسك بحق العودة، وعدم التفريط بفلسطين، بالمقابل مطلوب منه التنازل عن علم دولته، الذي يرتبط بهذا الحق، باعتباره علم حق العودة، الذي لا يمكن التخلي عنه، والابقاء عليه مرفوعا عاليا في كافة المحافل والفعاليات ضرورة حتمية لاستمرارية جذوة هذا الحق وتكريسه، لا من خلال اسقاط ادواه، بل بواسطة دعمها والتاكيد عليها.
إن القصة ليست قصة علم بقدر ما هي عقد نفسية يحاول البعض اللعب على وترها لجني انطلاقاً من مصالح الشخصية - ووجهات نظرهم - هنا وهناك تزيد من بسط سيطرتهم، في هذا الأمر لا تختلف إدارة نادي الوحدات عن الفيصلي، فكلاهما يسيران في ذات الإتجاه.
ستدخل الاردن كما يبدو في نفق مظلم بل ومظلم جدا ان بقيت هذه الفئات تتسيد المشهد الاعلامي. أليست لعبة العصر الحالي يقودها الاعلام. خصوصاً إن تحول الاعلام لمجرد رأي شخصي اقصائي مأزوم نفسياً، متعصب أعمى لا يرى الاخرين ولا يعترف بهم، بل القضية وطنية بحته، ترتبط بتاريخ لا يمكن التنازل عنه، او اسقاطه، لان بعض الاغبياء نشروا سموم افكارهم فكانت سببا في اثارة اطراف اخرى اكثر غباء استخدمت عين الاسلوب وذات الطريقة، دون ان تنتبه الى تصرفاتها.
لمتابعة تصريحات المقدم الرياضي :
خالد عياصرة