خاص باخبار البلد - خالد أبو الخير
يتصف بالدماثة والتواضع، ويوحي بالطيبة.. بيد ان شدته في المحاسبة لا تروق للكثيرين.
"رئيس وزراء طالب بتعيين محاسب مرتش، مخالفات بقيمة ٢٦ مليون دينار في عطاءات وزارة المياه والري ، شركة المطارات تمتنع عن دفع 6 ملايين دينار لخزينة الدولة".. غيض من فيض تصريحات رئيس ديوان النحاسبة مصطفى البراري التي اثارت وتثير عليه عش الدبابير.
تصر وسائل الاعلام على سبق اسمه بالدكتور، رغم انه لم يحز شهادة الدكتوراة.. ولذلك قصة: فقد كان يعمل في السعودية قبل سنوات عندما قيل له أن مفوضية العقبة تتوفر فيها شواغر، سفارع الى تقديم طلب يسبقه حب البلد الذي احب، وعند اجراء المقابلة قيل له يومها أنه سيتم تعينيه مفوضا ولكن نظرا لتدخلات أشخاص، عيّن مديرا ماليا للمفوضية فقال لنفسه : لا بأس ..
بعد ذلك تقدم بطلب لأكمال دراسته في الولايات المتحدة الامريكية للحصول على شهادة الدكتوراة ، وقالت له المفوضية انها ستمنحه الرسوم الدراسية للسنة الاولى فقط و ثلثي راتبه الشهري / على ان يعود ملتزما بالعمل في المفوضية. فوافق.
دفعت المفوضية الرسوم الدراسية للسنة الاولى وقيمتها اثني عشر ألف دينار وسافر وحصل على أعلى العلامات في نهاية السنة الأولى، واذ باتصال ياتيه يبلغه بأن هناك فرصة للعمل بعقد في ديوان المحاسبة كأمين عام للديوان، وفعلا تم ترتيب العقد للعمل في ديوان المحاسبة واشترط في ذلك العقد أن يعود لأكمال الدراسة بعد انتهاء العقد. وتم نقل التزامه من المفوضية لديوان المحاسبة بموافقة سلطة المفوضية ورئاسة الوزراء وديوان الخدمة المدنية وديوان المحاسبة . وهكذا لم يكمل الدكتوراه.
عين البراري رئيسا للديوان خلفا لسالم الخزاعلة الذي صار وزيرا ايام حكومة معروف البخيت الاولى ، ونفس الحكومة اقالته فيما بعد من منصبه.، لكنه عاد في حكومة نادر الذهبي.
تردد ان سر اقالته واعادته يعود الى علاقته برئيس المخابرات الاسبق محمد الذهبي، والتجاذبات التي حصلت بينه وبين البخيت. لكن البراري يؤكد: صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه هوالذي اعادني الى موقعي فالفضل الى الله ثم الى صاحب الجلالة ... وهذا ما اكده لي دولة السيد نادر الذهبي، وبالتالي فانني لست مدانا لاحد الا لله سبحانه ولقيادتنا الهاشمية الحكيمة .... واتصرف بكل مهنية وحيادية، وليس لدي اجندة خاصة واجندتي هي اجندة الوطن ومصلحة الاردن اولا واخرا .
ويقسم البراري بأنه لم يجالس محمد الذهبي، ولم يلتق معه ولا يوجد بينهما اية علاقة او اتصالات.
البراري المولود عام 1960 واجه اثناء رئاسته للديوان حملات شعواء ضده. ويرى عارفوه انه كان وسيظل مخرزاً في وجه كل فاسد او من يحاول استغلال مقدرات البلد لصالحه.
قبل سفره الى السعودية عمل طويلا في شركة سابا وشركاؤهم لتدقيق الحسابات واكتسب خبرات كبيرة.
وبرغم خوض خصومه في ذمته المالية، الا انه الى الان ما زال مديونا للبنك بعد بناء بيته الذي لم يكتمل.
لا يسهر في الفنادق ولا في بيوت المسؤولين ولا يقبل أي دعوة . ويقول عن نفسه: أنا لا أشرب ... ولا أدخن ... ولا أحب النسوان كمان ... انا حراث ملتزم بخدمة ملكي ووطني وليس عندي ما أخفيه أو أخاف من كشفه.
يبشجع البراري فريق ريال مدريد، ويروى انه عصب بسبب خسارته الاخيرة امام برشلونة، واحب الناس اليه والدته وزوجته واطفاله، ولا يغضبه الا الاعتداء على المال العام وعدم التقيد بالانظمة والقوانين. ومن حكمه: سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا.