أخبار البلد
أمضى العالم، أول من أمس، سهرة كروية لا تنسى، جمعت بين طرفي "الكلاسيكو الاسباني".. برشلونة وريال مدريد، ضمن الجولة التاسعة والعشرين من دوري الدرجة الأولى الاسباني "الليغا".
ولعل جماهير الكرة الأردنية تابعت القمة الكروية الإسبانية، وانقسمت في تشجيعها بين الغريمين التقليديين، وخرج عشاق البرشا بمواكب فرح جابت شوارع غرب عمان تحديدا، فيما قضى أنصار المدريدي ليلة حزينة وكئيبة.
وبين "الكلاسيكو الاسباني" و"الديربي الأردني" فوارق عدة، لا تقف عند إمكانات الناديين ونجومية اللاعبين وأثمانهم التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات، أو عدد الحضور الجماهيري على ملعب سانتياغو برنابيو والذي بلغ نحو 86 الف متفرج، بل تمتد لتشمل المستوى الفني للفريقين وحجم الندية والإثارة في الملعب، وكيفية تعامل اللاعبين مع مجريات المباراة، والسلوكيات التي بدرت من اللاعبين والجماهير تجاه قرارات الحكم يونديانو ماينكو، التي جاءت كثير منها مثيرة للجدل لا سيما ما تعلق بركلات الجزاء وحالة طرد مدافع الريال راموس، وإغفاله عن طرد لاعب برشلونة بوسكيتش، بعد أن ضبطته "الكاميرا" وهو "يدعس بقدمه" على رأس مدافع مدريد بيبي.
لم يقم جمهور مدريد والمباراة تقام على أرضه، بخلع المقاعد وتكسيرها وقذفها على أرض الملعب.. اكتفى بإطلاق صافرات الاستهجان ضد لاعبين وحكم المباراة، الذي اعتبره المدريدية أحد مسببات الخسارة، حتى أن رونالدو ورامسو وجها انتقادات حادة له وطالبا بعدم إسناد إدارة أي مباراة قمة أخرى له.
ترى كم تبلغ أهمية مباراة "الكلاسيكو" وأهمية "الديربي"؟، ومع ذلك لم يضطر الاتحاد الاسباني إلى عقد جلسة طارئة للجنة الانضباط واتخاذ قرارات بشأن أطراف اللعبة.
عقوبات بين القوة والمنطق
استوقفتني العقوبات التي اتخذها الكرة أول من أمس بشأن مباراة الوحدات والفيصلي الجمعة الماضية، والتي جاءت باهتة المستوى لكنها حفلت بكثير من المشاهد المؤسفة في أرض الملعب والمدرجات وخارج أسوار الملعب.
ويبدو أن إشكاليات مثل هذه المباريات تتجاوز المفهوم الرياضي التنافسي، لتمتد إلى خلق أجواء من الفتنة لا حاجة لنا بها، ولعل اقامة مباريات بدون جمهور بين الفريقين في المستقبل، تعد خيارا مطروحا بما أن الجمهور لا يلتزم بالسلوك الحسن، ولعل "الانفلات الإداري" في المنصة الرسمية يضع اتحاد الكرة أمام مسؤوليات مضاعفة، ما يستدعي تقليل عدد الجالسين في المنصة من إداريي الناديين المتباريين وضيوفهما، بعد أن بات "من هب ودب" يجلس في المنصة ويفتعل المشاجرات فيها، ويشحن الجماهير واللاعبين ويزيد من توترها.
لا خلاف على العقوبة المتخذة بحق اللاعب باسم فتحي، وإن كان لاعبون آخرون "أفلتوا" من عقوبات مستحقة في مباريات سابقة، نتيجة عدم قيام المعنيين بواجبهم على أكمل وجه، وأعتقد أن الاتحاد يجب أن يتنبه لدور لجنة الانضباط، حتى لا ينبع عملها أو عمل بعض أعضائها من أهواء نادوية بحتة.
هتافات الجماهير تستحق العقوبة وتصرفات الإداريين يجب أن تجد العقوبة المناسبة لها وهذا ما حدث، لكن الغرامات التي وضعت على الناديين جراء اتلاف بعض موجودات مدينة الملك عبدالله الثاني كانت غير واقعية، ولم تراع الظروف المالية للأندية، وفاقت الغرامات القيمة الحقيقية للأضرار، بل ان شهود عيان استغربوا الحديث عن تكسير 300 مقعد من قبل جمهور الفيصلي و359 مقعدا من قبل جمهور الوحدات، اضافة إلى تخريب مقتنيات في غرف تبديل الملابس والحمامات والساحة الخارجية للملعب.
العقوبات قوية ورادعة لكنها لم تكن عادلة من وجهة نظر كثيرين حضروا المباراة، لا سيما ما يتعلق بتغريم الوحدات 10500 دينار بدل اضرار وتغريم الفيصلي 8270 دينارا بدل اضرار، لا سيما وأن تقرير مراقب المباراة لم يشر إلى قيام جمهور الوحدات بتحطيم مقاعد وقذفها على أرض الملعب، ولم يعلم أحد كيف تم تحميل كل طرف قيمة الأضرار، لأن الأمر يحتاج في هذا المقام إلى شفافية.
أهداف بـ"القطارة"
من شاهد الجولة الماضية من الدوري الانجليزي، فإنه استغرب واستمتع في الوقت ذاته من كثرة الأهداف المسجلة في المباريات.
لقد فاز تشيلسي على ارسنال 6-0 وليفربول على كارديف سيتي 6-3 ومانشستر سيتي على فولهام 5-0 وستوك سيتي على استون فيلا 4-1 وايفرتون على سوانزي 3-2 وتوتنتهام على ساوثامبتون 3-2، كما سجل سبعة أهداف في أربع مباريات أخرى، ما يعني تسجيل 42 هدفا في عشر مباريات بمعدل 4.20 هدف في المباراة.
وفي نظرة لأبرز الفرق الأوروبية من حيث تسجيل الأهداف خلال الدوري، يلاحظ أن فريق ليفربول سجل 82 هدفا في 30 مباراة في "البريمير ليغ" بمعدل 2.73 هدف في المباراة، كما سجل برشلونة 85 هدفا في 29 مباراة في "الليغا" بمعدل 2.93 هدف في المباراة، وسجل بايرن ميونيخ 76 هدفا في 26 مباراة في "البوند سليغا" بمعدل 2.92 هدف في المباراة.
وفي المقابل، فإن ثلاثة أندية أردنية تتصدر قائمة الأكثر تسجيلا للأهداف في دوري المناصير للمحترفين.. لقد سجل كل من الوحدات والبقعة 17 هدفا في 13 مباراة بمعدل 1.30 هدف في المباراة وسجل شباب الأردن 17 هدفا في 12 مباراة بمعدل 1.41 هدف في المباراة.
الفرق الأردنية "كبيرها وصغيرها" تبدو في أسوأ حالاتها الهجومية، لقد غابت النتائج الكبيرة في المباريات، لأن الفرق الكبيرة تراجع مستواها التهديفي ولم تتطور الفرق الصغيرة هجوميا، ولذلك لم يستطع أي لاعب تسجيل "هاتريك" في 77 مباراة ملعوبة حتى الآن، بل إن اكبر نتيجة سجلت في الدوري كانت 4-0 لصالح الحسين اربد على حساب الشيخ حسين وحدثت مرة واحدة فقط.
لعل جماهير الكرة الأردنية تسأل الفرق الكبيرة والصغيرة "ساق الله على ايام الرباعيات والخامسيات والسداسيات".. ترى هل من حل للعقم الهجومي؟.