حتى نحصل على رئيس يليق بأحلامنا، دعونا نحلم لمصر حاكما مثل رئيس الأوروغواي "خوسيه موخيكا".
ما قولك في رئيس بدأ حياته يساريا يحمل السلاح ضد السلطة، ثم قرر أن يعمل بالسياسية متبنيا قضايا الفقراء.
وعندما نجح في دخول قصر الرئاسة، لم ينس كل ما كافح من أجله، بل أصبح أسطورة حية في العدل. الرجل يتصدر لائحة أفقر حكام العالم، ولكن باختياره.
فطبقا لتقرير نشره مراسل صحيفة "القدس العربي"، فإن كل ما يحصل عليه فخامة الرئيس من مخصصات مبلغ قدره 12 ألفا و500 دولار أمريكي، ومع ذلك فقد قرر أن يتبرع بتسعين في المائة من مخصصاته للأعمال الخيرية، ويحتفظ بـ1250 دولار شهريا فقط، قائلا إن هذا المرتب يكفيه، لأن أغلب شعبه يعيش بمرتب أقل، مختارا أن يستمر في ركوب سيارته الفولكس البسيطة والإقامة في بيته المتواضع، ليضع قصر الرئاسة الفخم تحت تصرف مركز الإيواء في العاصمة "مونتفيديو" لإيواء المشردين.
لا يفعل "موخيكا" كل ذلك أمام الكاميرا، فهو مقل الظهور في وسائل الإعلام، لأنه يقضي أغلب وقته بين الناس في الشوارع، ليس ليقتدي بسيدنا عمر بن الخطاب، فهو في أغلب الأحوال لم يسمع عنه، بل لأنه الرئاسة منحته الفرصة لكي يحقق أحلامه في خدمة بلاده التي كان يضحي بحياته من أجلها وهو شاب.
